
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وشـادنٍ شـَرْطِ الصـِّبا مُرْهَـفٍ
قُــرَّةِ عينــيْ مــن تمنّـاهُ
كأنمــا الحسـنُ رأى وجهَـه
إِليــه محتاجــاً فأغنــاه
فـانتثرت بالغُنْـجِ ألفـاظُه
وانكســرت بـاللّحظ جفنـاه
ولاح بـرقُ الثغـر مـن مَبْسِمٍ
المســك والقهــوةُ مَجْنـاه
وبتَّــل الأردافَ فاســتثقلت
وأَرْهــف الخصــر وأَضــْناه
زُرْنــا بــه منـزلَ خَمّـارةٍ
واللّيــلُ فـي صـِبْغ بريَّـاهُ
وقــد علا الأُفْــقَ هلالٌ بـدا
كعَطْفــة الحــاجب مَحْنــاه
حـتى إذا الخمّارُ أصغت إلى
صـِحابنا فـي المشـي أُذْناه
قــام إلينــا عَجِلاً شـاغلاً
بــالرّاح يُمنــاه ويسـراه
فاسـتلّ مـن إبريقـه قهـوةً
أشــرق منهـا ليـلُ مَغْنـاه
حـتى إذا سـُمْنَاه في بيعها
قَطَّــب غيظــاً حيـن سـُمْناه
وقـال مـا استام بها ماجِدٌ
قَبلَكـــمُ فيمــا علِمنــاه
دَونَكُموهــا وزِنُـوا مثلَهـا
دُرًّا وتِبْــــراً ووَزَنّــــاه
فغـاب عـن ألحاظنـا سـاعةً
ثُمَّـــتَ وافانـــا ودَنَّــاه
فقـام بالكـأس هَضِيمُ الحشا
لـــولا قَبَـــاه لشــَرِبناه
كأنّهــا فــي كفّــه خــدُّه
لكنّهـا فـي السـّكر عينـاه
إذا ســقى نَــدْمانَه كأسـَه
أَلثَمَـــه فـــاه وغنّـــاه
مـا استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً
يشــرَب والمُــرْدُ نَــداماه
ولـم تَنِكُـه غيـرُ ألحاظنـا
يـا كاشـحاً قـد زاد معناه
فــإن تُــدَاخِلْكَ بنـا ظِنّـةٌ
فقــد عَلــى رغْمِـك نِكْنـاه
ولـم نَـزَلْ فـي بيتِ خمّارها
نشــرَبُها شــهراً ومَثْنَــاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى
وهزّنــا الســاقي أجَبْنـاه
نحبـو إذا نـادى إليه كما
يَحْبـو إلـى الوالـد أَبناهُ
وإنْ بَـدَا مـن صاحبٍ بعضُ ما
يـأتي بـه السـُّكْرُ عَـذَرْناه
تَعَاشـــُرٌ مُشــْتَبِهٌ بيننــا
أقصـاه فـي البِـرّ كَأدْنـاه
سـَقْياً ورَعْيـاً لزمـانٍ مَضـَى
بــــه مَعـــدٌّ فَعـــدِمْناه
مـا كـان أبْهَـى حُسْنَ أيَّامِه
فينــــا وأحلاَه وأهنـــاه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا
مُخَيَّـــمٌ نَكْـــرَهُ ســـُكْناه
ولـم نكـن ننـزلُ فيـه على
حُكْــم مــن الأَيـام نَشـْناه
لكنّنــا نغـدو علـى ماجـدٍ
تُمْطِرنُــا بــالجُود يُمْنَـاه
تميم بن المنصور بن القائم بن المهدي الفاطمي، أبو علي. أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، فربي في أحظان النعيم، ومال إلى الأدب، فنظم الشعر الرقيق، وكان فاضلاً.لم يل المملكة لأن ولاية العهد كانت لأخيه نزار ، وتوفي بمصر.له ( دبوان شعر ـ ط)