
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طــارَ عَـنْ بَرْقَـةِ بَـرْقٍ فَشـِمِ
ضــَمَّ ســِقْطَيْهِ بِســِقْطَيْ إِضـَمِ
عـارَضَ العـارِضَ فـافترَّتْ بـه
شــفتاهُ اللُّعْـسُ عَـنْ مُبْتَسـَمِ
وَسـَرَى يَسـْأَلُ عن وادِي الغَضَا
وهــو يَسـْتَنُّ هِضـابَ الْمَوْسـمِ
كلمــا ضــَلَّ جَــرَتْ أدْمُعُــهُ
فــي حواشــِي وَجَنَـاتِ الأَكَـمِ
أَيُّ عِقْــدٍ للحيــا مُنْتَشــثرٍ
قَلَّــدَ الــدَّوْحَ حِلَـى مُنْتَظِـمِ
جَــرَّعَ الأَجْــرَعَ مــن مُزْنَتِـهِ
ضــَرَبًا مُنْبَعِثــاً عــن ضـَرَمِ
وعلــى السـَّفْحِ عيـونٌ جرحـت
فَهْــيَ لا تَســْفَحُ إِلا بالــدَّمِ
وفـؤادٍ لـم تَـزَلْ نارُ الجوى
فيــه تُـذْكَى بريـاحِ اللُّـوَّمِ
وقـف الشـوقُ بـه فـي مَعْـرَكٍ
نـازحِ الأَجْـرِ بعيـدِ المَغْنَـمِ
إنمــا جَسـَّر أَلْحَـاظَ المَهَـا
أَنهـا تُتْلِـفُ مـا لَـمْ تَغْـرَمِ
قَعْقَعَـــتْ أَبطــالُه شِنْشــِنَةً
وَجْــدُهُ يَعْرِفُهــا مـن أَخْـزَمِ
فســلِ العَنْـدَمَ فـي أَنْمُلِهـا
إِنْ تَوَصــَّلْتَ إِليـهِ عَـنْ دَمِـي
وَســَلامٍ حَمَلَــتْ رِيـحُ الصـًّبا
منـه مـا هَـزَّ فـروعَ السـَّلَمِ
جـاذَبَ الأَحْـدَاجَ أَطرافَ البُرَى
فاسـتجارَتْ بالرَّسـِيمِ المِيسَمِ
زارَني والبَدْرُ في جِنْحِ الدُّجَى
مَلَــكٌ مـن فَـوْقِ طِـرْفٍ أَدْهَـمِ
وضــعَ النَّثْــرَةَ عنـه نَثْـرَةً
واكْتَفَـى رَزْمَ سـِنانِ المِـرْزَمِ
فاســتجابَتْ هِمَمِــي مُوقِظَــةً
طَـرْفَ عـزمٍ بَعْـدَها لـم يَنَـمِ
وأَذقـتُ النفسَ من شُهْدِ المُنَى
ثــم عرَّضــْتُ لهـا بـالعَلْقَمِ
فــانْثَنَتْ تُنْثَـرُ مـن أَنْجُمِـهِ
دُرَرٌ لـولا العُلَـى لـم تُنْظَـمِ
بمعـــانٍ ماتَــأَتَّى حَوْكُهــا
لِزُهَيْــرٍ فــي مَعَــالِي هَـرمِ
عَظُمَــتْ قِيمَتُهَــا مُـذْ عَلِقَـتْ
بــأَميرِ المــؤمنينَ الأَعظـمِ
كَعْبَـةِ المَـنِّ التي مَنْ زارَها
بـاتَ فـي أَمْـنِ حَمَـامِ الحَرَمِ
قِبْلَـةِ الـدينِ الـتي يأْتَمُّها
عنــدما ينـزِلُ عِيسـى مَرْيَـمِ
جَــوْهَرِ النـورِ الـذي آنسـَهُ
لَحْـظُ موسـَى فـي سوادِ الظُّلَمِ
حُجَّـةِ اللِـه الـتي حَـجَّ بهـا
خَلْقُــهُ مـن كـافرٍ أَو مُسـْلِمِ
دَوْحَـةِ الفضـلِ التي أَغصانُها
مثمـــراتٌ ببــديعِ الحِكَــمِ
قـائِدِ الجَيْـشِ الذي مَنْ راعَهُ
باسـْمِهِ قَبْـلَ التَّلاقِـي يُهْـزَمِ
عســكرٌ جــالَ ولا نٌَْــعَ لــه
أَيُّ نَقْــعٍ والثَّــرَى بَحْـرُ دَمِ
بَنَــتِ الســُّمْرُ سـماءً فـوقَهُ
شـُهْبُها مـا حَمَلَـتْ مِـنْ لَهْذَمِ
وشـَدَتْ أَلْسـُنُ أَغمـادِ الظُّبَـا
بِفَصــِيحٍ فــي ثُغـورِ العِمَـمِ
طرِبَـتْ مـن تحتِها الشمسُ فكَمْ
نَثَـرَتْ مـن نُورِهـا مـن دِرْهمِ
وَتَبَــدَّى عَلَــمُ النَّصــْرِ بـهِ
خافِتًـا كالنَّـارِ فَـوْقَ العَلَمِ
حَلَّقَــتْ مــن خَلْقِـهِ رايـاتُهُ
فَهْـيَ أَمثـالُ الحَمَـامِ الحُوَّمِ
عّــذَبٌ يَلْعَــبُ فيهــا ذَهّــبٌ
لَعِــبَ البَـرْقِ بـذَيْلِ الـدِّيَمِ
وينــودٌ جَعَــلَ الجَــوُّ بهـا
مَسـْكَنَ الفَتْخاءِ مَأْوى الضِّيْغَمِ
مـن نُعُـوشٍ رُوحُها الريحُ فما
تَــأْتَلِي تَفْغَــرُ أَرْجَـاءَ فـم
كــلُّ لُــبٍّ صـاعدٍ فـي صـَعْدَةٍ
قــابضٍ منهـا بِلِيْتَـيْ أَرْقَـمِ
وعُقـــابٍ كُلَّمـــا حَوَّمَهَـــا
عـــارِضٌ رَوَّعَ ســَيْرَ الأَنْجُــمِ
فــي يَـدَيْ كـلِّ كمـيٍّ باسـمِهِ
يخـدُمُ المـوتُ شـِفارَ المِخْذَمِ
يَعْتَلِـي مـن طَرْفِـهِ فـي مَهْمَهٍ
دونَ أَنْ يُكْلَـمَ مَعْنَـى الكَلِـمِ
فــإِذا اسـْتَطْرَدَ فـي معرَكَـةٍ
عَلَّـمَ الفـارِسَ مـا لـك يَعْلَمِ
وإِذا ريـــحُ نشــاطٍ نَفَحَــتْ
نَفَخَــتْ منــهُ بــأَذْكَى ضـَرَم
ذاك جيـشٌ لـو رَمَـى أَبطَـالَه
بالصـّروفِ الـدَّهْرُ لـم تَنْهَزِمِ
هُـوَ منـه حيـثُ مـا دارَ بـهِ
حيــثُ حَلَّـتْ غُـرَّةٌ مـن أَدْهَـم
قــام للطيـرِ وللـوحشِ بمـا
عهــدَتْهُ عنــده مــن مَطْعَـمِ
فــترى الـذئبَ علـى لُـوثَتِه
مُســْتَهَاماً بإِخــاءِ القَشـْعَمِ
فَــرَحٌ ســِيئَتْ لــه أَعـداؤُهُ
رُبَّ عُــرْسٍ كــائنٍ عـن مَـأْتَمِ
يـا إِمامـاً خضـع الـدهرُ له
وأَطـــاعَتْهُ رِقـــابُ الأُمَــمِ
دَعْـــوَةً رَجَّعَهَـــا مُسْتَمْســِكٌ
بِعُـرَى القَصـْدِ التي لم تُفْصَمِ
كُلَّمَـــا رامَ نهوضــاً حَصــَّهُ
قَــوْلُ زُغْــبٍ عنــدَهُ لا تَـرمِ
قـد سَطَا الخَطْبُ عليه فاشْتَكَى
مــن أَيادِيــكَ لأَوفــي حَكَـمِ
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين