
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُنْتَــابُ مِصــْرِكُمَا بالرِّفْـدِ مَغْمـورُ
وبــابُ مِصــْرِكُمَا بالوَفْــدِ مَعْمُـورُ
وَأَنْتُمَـا فـي أَيـادِي المُلْـكِ أَسْوِرَةٌ
تَزِينُـــهُ وعلـــى أَطرافِــهِ ســُور
وفــي قلــوبِ أُنـاسٍ مـن صـَفاتِكُما
نــارٌ وفـي أَعْيُـنٍ مـن مَعْشـَرٍ نُـورُ
رَقِيتُمــا أَيهــا البَـدْرَانِ مَنْزِلـةً
يُقَصــِّرُ البَـدْرُ عنهـا وَهْـوَ مَعْـذُورُ
اللــه أَكــبرُ لَـمْ أَنْطِـقْ بمُبْدَعَـةٍ
فشــأْنُ مَــنْ نَظَـرَ الأَقمـارَ تكـبيرُ
لا عُــذْرَ للشــِّعْرِ فَليبلُـغْ مبـالِغَه
هيهــاتَ ذا قِصــَرٌ فيــه وتقصــيرُ
هــذي مــآثرُ مــن أَضــْحَى لأَخْمَصـِهِ
علــى الأَثيــرِ مــن الأَفلاكِ تـأْثيرُ
الحمــدُ للــه زالَــتْ كُـلُّ داجِيَـةٍ
عَنَّــا وبالصـُّبحِ تنجـابُ الـدّياجيرُ
لِـمَ لا أَخِـرُّ وهـذا الطُّـولُ يـأْمُرُنِي
بمــا تقــدَّمَهُ مــن غيـرِيَ الطُّـورُ
أَمـرُ الأَميرَيْـنِ عنـدَ الـدهرِ مُمْتَثَلٍ
فالــدهرُ كالعبــدِ منهـيٌّ ومـأْمورُ
النـاظمَيْنِ ريـاضَ المَجْـدِ فـوق رُباً
نُوَّارُهــا بنســيم الحَمْــدِ منثـورُ
والمــانعينَ ســبيلاً عَــزَّ مَسـْلَكُها
وهــل يغــارُ لهــا إِلا المَغَـاويرُ
والمطلقيـنَ الثَّنـاءَ الجَـمَّ في شِيَمٍ
ببعضــِهِنَّ الثَّنــاءُ الجَــمُّ مأْسـورُ
والمــالكينَ بِيُمْنَــى ياســِرٍ دُوَلاً
لــولاهُ لَــمْ يَتَّفِــقْ فيهِـنَّ تيسـيرُ
هُـوَ الَّـذِي حَـلَّ أَزرارَ الجمـاجِمِ عن
عُـرَى الرّقـابِ وجَيْـبُ النَّقْـعِ مَزرورُ
وبـاتَ ينصـِبُ غَـرْبَ السـيفِ فـي يَدِهِ
فَيَنْثَنِــي وبــه مَــنْ شـاءَ مَجْـرُورُ
أَدارَ فـوقَ الحصـونِ الشـُمِّ كَأْسَ وغًى
بِخَمْرِهــا كُــلُّ مَــنْ فيهِـنَّ مخمـورُ
وظــنَّ أَملاكُهــا منهــا لهـم وَزَراً
فقـــال فَتْــكُ ظُبــاهُ ظَنُّكُــمْ زورُ
وكـم أَخـافَ ومـا الصَّمْصـامُ مُنْثِلـمٌ
فــي راحَتَيْــهِ ولا الخَطِّــيُّ مـأْطورُ
أَذا سـجا بَحْـرُ ذاكَ الفَتْـكِ من يدِهِ
فلا تقُــلْ إِنــه بــالعفو مســجورُ
كـم غُـرَّ قـومٌ إِلـى أَن غَرَّروا سَفَهاً
وربمــا ركِــبَ التَّغْريــرَ مَغْــرورُ
ومَعْــرَكٍ لا حِمَــى الإِســلامِ مُنْكَشــِفٌ
منــه ولا جــانبُ المُــرَّاقِ مَسـْتُورُ
أَجــالَ جَهْـمَ المُحَيَّـا مـن قسـاطِلِهِ
بمُرْهَفَـــاتٍ لهــا فيــه أَســاريرُ
وجـاءَ بـالأَمنِ حيـثُ النجـمُ نـاظرُهُ
مُســـَهَّدٌ وفــؤادُ الــبرقِ مــذعورُ
لِتَطْــوِ مـن دونِـهِ الأَخبـارُ طائِفَـةً
حـديثُها دونَـهُ فـي الكُتْـبِ منشـورُ
رامــوا مَـدَاهُ وخـانَتْهُمْ عزائِمُهُـمْ
وهــل ينـالُ مَطَـارَ النَّسـْرِ غُصـْفُورُ
آلُ الزُّرَيْـعِ ومـا أَدراكَ مَـنْ زَرَعُوا
ذا الروضُ من مثلِ ذاكَ الغيثِ ممطورُ
هُــم الـذين لهُـمْ فـي كـلِّ مَكْرُمـةٍ
دِكْــرٌ علــى أَلسـُنِ الأَيـامِ مـذكورُ
هُــم البـدورُ ومـن أَيْمـانِهِمْ بِـدَرٌ
مـا شـئتَ مِـنْ ذَيْـنِ قُلْ فيهِ دَنَانيرُ
المَـدْحُ منهـم بمـا أَبْـدَتْ محاسِنُهُمْ
مُخَبِّـــرٌ ومُجيــدُ المــدح مخبــورُ
تحيـى أَساطيرَ ما أَملَى الوَرَى ولَهُمْ
مَجْـدٌ علـى جِبْهَـةِ التخليـدِ مسـطورُ
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين