
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعَتْـهُ المثـانِي وادَّعَتْـهُ المَثَالِثُ
فهـا هـو للنَّـدْمَانِ والكـأْسِ ثالِثُ
وقـارَفَ قَبْـلَ الموتِ والبَعْثِ قَرْقَفاً
يعــاجلُه منهــا مُميــتٌ وبــاعِثُ
وكـانَ الهـوى أَبْقَـى عليـه صُبَابَةً
مـن اللُّـبِّ وافاها من الكأْسِ وارثُ
فقــال إِلــي أُمِّ الخبـائثِ إِنهـا
بهـا أَبـداً تصفو النفوسُ الخَبائثُ
وأَحيـي بِـرُوحِ الـرّاحِ جِسـْمَ زُجَاجةٍ
علــى يــدِهِ منهـا قـديمٌ وحـادثُ
وكــم قـالَ للصـَّهْبَاءِ إِنِّـيَ حـالِفٌ
فقـالَتْ لـه الصـهباءُ إِنَّـكَ حـانِثُ
ومـا العيـشُ إِلاَّ للـذي هـو مـاكِثٌ
علــى غَيِّــهِ أَو للـذي هُـوَ نـاكثُ
فيــا راحِلاً بَلِّــغْ أَخِلاَّيَ بــاللِّوَى
وإِنْ رَجَعُـوا أَنِّـي علـى العهدِ لابثُ
هنــاكَ ولا نَعْمَــانَ قُضــْبٌ مـوائسٌ
وثَــمَّ ولا يَبْرِيــنَ كُثْــبٌ عَثَــاعِثُ
لِمَــنْ كِلَــلٌ مُــدَّتْ حَـوامِ حوامِـلٌ
قمـادَتْ بها الدَّأْمَاءُ أَوْ فَالدَّمائِثُ
رَبيعَــةُ فَتْــكٍ لـمْ تَلِـدْنِي مُكَـدَّمٌ
عُتَيْبَــةُ حَــرْبِ لـم يَلِـدْنِيَ حـارِثُ
لِيَ النَّافِثاتُ السِّحْرَ في عُقَد النُّهي
فمـا هِـيَ إِلاَّ العاقِـداتُ النَّـوَافِثُ
قَـــوَافِيَّ إِنْ جَــدَّتْ بِهِــنًّ مَزَلَّــةٌ
فقــد جُــدِّدِتْ أَيضـاً بِهِـنَّ رَثَـائثُ
فمنهـا أَحـاديثُ عن الفاضِلِ اعتَلَتْ
ومنهـا عَلَـى مَـنْ شـَكَّ فيـه حوادثُ
حسـامٌ يَفُـلُّ الخَطْـبَ والخطـبُ مُعْضِلٌ
وطَـوْدٌ يُقِـلُّ العِبْـءَ والعِبْـءُ كارِثُ
يُــرِمُّ لــه فـي القـولِ لاغٍ ولاغِـطٌ
ويَرْمِـي لَـهُ فـي الصَّوْلِ فارٍ وفارثُ
مضـــاءُ وإِمضــاءٌ وتلــك ســَجِيَّةٌ
فلا العِطْـفُ معطـوفٌ ولا الرَّأْيُ رَائثُ
فـديناهُ مـن سـامٍ وحـامٍ وقـلَّ ذا
ولــو أَننــا سـامٍ وحـامٍ ويـافِثُ
ثَبُـوتٌ علـى طُـرْقِ المكـارِمِ وَطْـؤُهُ
علــى أَنَّ طُـرْقَ المكرُمـاتِ أَوَاعـثُ
جَـرَى سـاكِنَ الأَنفـاسِ والنِّكْسُ قاعدٌ
يَمُــدُّ إِليــه لَحْظَــهُ وَهْــوَ لاهِـثُ
وكَـفَّ اختيـالُ الجَهْلِ والجهلُ رافِلٌ
علـى لاحِـبِ الإِذعـان قَسـْراً ورافِـثُ
مـنَ القـومِ تَنْمِيهِـمْ أَصـولٌ ثوابتٌ
عليهــا فــروعٌ باســِقاتٌ أَثـائِثُ
يجالِــدُ فيهِــمْ أَو يجـادِلُ مِنْهُـمُ
فَتًـى بـاحِثٌ عـن حَتْفِـهِ أَو مُبَـاحِثُ
علـى الدَّهْرِ جاروا فالخطوبُ عوائِذٌ
ومنــه أَجـارُوا والخطـوبُ عَـوَائثُ
فمـا لَهُـمُ إِنْ فاخَروا العَارُ عارِضٌ
ولا بِهِـمُ إِنْ طـاوَلُوا العـابُ عابِثُ
عصـائِبُ لـم يَفْـرَقْ لها الخَطْبَ لائِذٌ
مَفَـارِقُ لـم يَعْصـِبْ بهـا الذَّمَّ لائثُ
إِمـاءُ القُـدورِ الرَّاسـياتِ لَـدَيْهِمُ
بنـارِ القِـرى فـي كُـلِّ يوم طَوَامِثُ
وَأَنْــتَ وَرِثْــتَ الأَكرميــنَ عُلاهُــمُ
وعـالَتْ علـى قـومٍ سـِواكَ المَوَارثُ
وَلِـي فيـكَ مـا اسْتَنْبَطْتُهُ بقَرَائِحِي
ورُبَّ نَبَــــاتٍ ضـــُمِّنَتْهُ نبـــائثُ
قـوافِيَّ لَـوْ أَنَّ البَعِيـثَ أَتَـى بها
لَجَــرَّ جريــراً للَبعيـثِ البَـوَاعِثُ
وكــم جَمَـل أَعْيَـي المُـزَارِعَ طِبُّـهُ
يُبَلِّــطُ بـالرِّجْلَيْنِ مـا هُـوَ حـارِثُ
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين