
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا
فـراحَ فـي صـَبْوَتِهِ واغْتَـدَى
وفــائِض العَبْــرَةِ ذي حَنَّـة
يَسـْرِي ولا يقـدِرُ أَن يَبْعُـدا
قُلِّـــدَ كالعِقْــدِ بــأَولادِهِ
فَقَلَّــدَ الـدَّوْحَ بمـا قُلِّـدا
وراح يســتَرْفِدُ مــن غَيْـرِهِ
وإِنَّمـا اسـْتُرْفِدَ كـي يَرْفُدا
تنبعِـثُ الأَمـواهُ منـه إِلـى
خَوَرْنِــقٍ أَبيــضَ قـد جُعِّـدا
كأَنمـا المـوجُ علـى متنِـهِ
صـرحُ سـليمانَ الـذي مـرَّدا
ومجلـــسٍ شـــَقَّ تفــارِيجَهُ
نَهْـرٌ كما شَقَّ الطَّروبُ الرِّدا
يلعــب كـالأَيْمِ فـإِن درَّجَـتْ
منـه الصـَّبا أَبْصرْتَهُ مِبْرَدَا
تنحَـدِرُ الكاسـاتُ فـي مَتْنِهِ
فتَـذْكُرُ العيُّـوقَ والفَرْقَـدا
كَلَّــل شــَطَّيْهِ أُولُــو هِمَّـةٍ
مدَّتْ لهم في الطَّيِّباتِ المَدَى
قـد جَعَلُـوا اللَّهْوَ مطاياهُم
وقـد كَبَتْ عنهُمْ صُروفُ الرَّدَى
ونافــخٍ فـي صـُورِ نايـاتِهِ
يُحْيِـي المَسـَرَّاتِ كمـا عوَّدا
تلا المزاميـــرَ بمِزْمــارِهِ
لَحْنًــا فَخَرَّيْنَـا لـه سـُجَّدا
وروْضِ يُســــْتانٍ بجنَّـــاتِهِ
تَعْبَـقُ فـي راحَةِ قَطْرِ النَّدى
ذابَ لـه الغَيْـمُ لُجَيْناً وقَدْ
جَمَّــدَ فـي أَغصـانِهِ عَسـْجَدا
تَضــْحَكُ فــي أَحشـائِهِ لُجَّـةٌ
أَرَقُّ مـن دمْعـةِ مَـنْ أُكْمِـدا
فِســْقيَّةٌ يرشــُقُ حافاتِهــا
بأَسـهُمٍ ليسـتْ تُبيـدُ العِدا
هـذِي هِـيَ الجَنَّـةُ قـد عُجِّلَتْ
لـو كـانَ فيهـا أَحـدٌ خُلِّدا
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين