
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو أَنّ ذا قَلَمـي قُـوَى كَلِمـي
نـابَتْ يـدي لَـكَ عن حَدِيثِ فَمي
وكنــت تُبْصــِرُ كُــلَّ مُنْســكِبٍ
يســرى إِليــكَ وكــلَّ مُضـْطَرِمِ
لكـن وجـدتُ بَرَاعَتِـي اعْتَـذَرتْ
لبَرَاعَتِــي بتقاصــُرِ الشــِّيَمِ
فقعــدتُ عـن تكليفِهـا سـِيراً
قـامَ الزمـانُ بهـا علـى قَدَمِ
أَوَلَيْــسَ أَشــواقي وإِن كُتِمَـتْ
كالشـَّيْبِ يَضـْحَكُ فـي فَمِ الكَتَمِ
وصـبابَتي هـيَ مـا عَلِمْـتَ بها
نـــارٌ مُضــَرَّمَةٌ علــى عَلَــمِ
ولقـد عـدِمْتَ سـِوى لطيـفِ هوًى
مـا زال يُخْرِجُنِـي مـن العَـدَمِ
وشـرقتُ بالمِلْـحِ الأُجـاجِ فَمـا
أُنْسـِيتُ سـكر البـاردِِ الشـَّبِمِ
وسـُئِلْتُ حيـنَ غَرقْـتُ فـي كُـرَبٍ
عنهـا فقلـتُ غَرقْـتُ فـي كَـرَمِ
ويُقــالُ لــي هلاَّ ذَمَمْـتَ ولـي
شــغلٌ بحمــدي راعِـيَ الـذِّمَمِ
دَعْ مــن حـديثِ حـوادثٍ كثُـرتْ
إِن الهمــومَ نتــائجُ الهِمـمِ
وكفـاكَ مـن ذكـر المُلِمَّـةِ ما
وَسـَمَ الوجـوه بحِلْيَـةِ اللِّمَـمِ
ولأَجْـلِ صـرفِ الـدهرِ صـرتُ متى
أَبصـرتُ لـم أَبصـِرْ سـوى ظُلَـمِ
ونَعَـمْ جهِلْـتُ فقمـتُ عـن نِعـمِ
كـانت لَـديْكَ وقُمْـتُ فـي نِعَـم
واضــَيْعتَاهُ خرجــتُ عـن عَـرَبٍ
واضــَيْعتَاهُ دخَلْــتُ فـي عَجَـمِ
وبضــاعَتِي نُطْقِـي وأَكسـَدُ مـا
بِيـع الكلامُ علـى ذَوي الصـَّمَم
لَهفِـي علـى الإِفحـامِ أَيْـن به
لأَجـــانِسَ الإِفحــامَ بــالفَحم
بــل لَيْتَهـا مـن غُمَّـةٍ كَشـَفَتْ
وَجْـهَ التَّنَقُّـل عـن ذوِي الغُمم
وأَنـا المَلـوُم فإِنْ رَجَعْتُ إِلى
عَــوْدٍ إِليهــا بعْــدها فَلُـمِ
أَحسـِنْ أَبـا حَسـَنَ الأَجَـلَّ وقُـمْ
فـي كَشـْفِها واضْرِبْ على القِمَمِ
والْـقَ الكتائبَ يا بْنَ والِدِها
بـالكُتْبِ وارْمِ السـّيفَ بالقَلَمِ
واخـدُمْ بتقـبيلي البِساطَ لِمَنْ
بـاتَ الزمـانُ لـه مـن الخَدَمِ
واعــرِضْ عليــه حـالَ خـادِمِهِ
ســـِرًّا ونَبِّهْــهُ لَهَــا وَنَــمِ
وكِلا أَسـيراً منـك مالكاً أَبدا
فبحـــق مُلْكِــكَ لا عُــدِمْتَ دُمِ
يــا ياسـِرَ بْـنَ بلالٍ انْتَقَمـتْ
مِنِّــي صـروفُ الـدَّهْرِ فـانْتَقِم
هـذا أَبـوكَ البحْـرُ جـارَ على
مـالِي وأَجْـرَى في الدُّموعِ دمِي
وعَـدَا علـى حُرَمـي وقـد جُعِلَتْ
منـذُ انتميـتُ إِليـكَ فـي حَرَمِ
فــي كــلِّ يـومٍ منـه قارِعـةٌ
أَلَمِـي بهـا أَنْ لَسـْتُ ذا أَلَـمِ
فــأَكونَ فيـه بنـانَ ذِي لَهَـفٍ
طَــوْراً وطــوراً سـِنَّ ذي نَـدَمِ
أَعطيتَنــي مــا قـام يأْخُـذُهُ
منــي وظنُّــكَ فيـه لَـمْ يَقُـمِ
روا لَســـْتُ أَقـــولُ صـــِنْوُكَ
في اللُّؤْمِ أَحْظَى منكَ في الكَرمِ
كــم صــارخِ مِنَّــا ومُلْتَطِــمٍ
فــي زاخِــرٍ منــه ومُلْتَطِــمِ
ومُكابــدٍ تَعَبــاً إِلــى أَكَـمٍ
وافَــى عليهــا كُــلُّ مُرْتَكِـمِ
مــالي رُمِيــتُ بكــلِّ عاصـِفَةٍ
أَنــا لَسـْتُ مـن عـادٍ ولا إِرَمٍ
وعلى ابْتِدائي ذا الحديثُ جَرَى
يـا لَيْـتَ شـعرِي كَيْـف مُخْتَتَمِي
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين