
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتــرومُ خِلاً فـي الـودادِ صـَدوقا
حـاولتَ أمـراً لـو علمـتَ سـحيقا
لا تخــدعنّ فربّمــا تبـعَ الفَـتى
ظنّــاً يضــِلُّ وجــانَبَ التّحْقيقـا
ولقـد يروعُـكَ مـا يروقَـكَ بهجـةً
كالســيفِ راعَ سـُطًى وراقَ بَريقـا
ولربّمــا شــامَ الصـدى صـواعقاً
تســطو عليــه فخــالَهُنّ بُروقـا
وتشــابُهُ الأضـدادِ يـوهِمُ نـاظراً
ولــو اســتبانَهُمُ أرْوهُ فُروقــا
وبنو الزمان وإن صَفوا لكَ ظاهراً
يومـاً طـوو لـكَ باطنـاً ممـذُوقا
دوحٌ يمــرُّ لــك الجنـا أثمـارَهُ
ولقـد تمـرُّ بـه الريـاحُ وريقـا
فــاعلق بـأطراف الـودادِ فـإنه
مـنْ دافـعَ الأمـواجَ مـاتَ غريقـا
وإذا انتهــى الإخلاصُ أوجـبَ ضـدَّهُ
أنّ التجمُّــعَ ينتــجُ التفريقــا
واصـبِرْ لتقليـبِ الزمـانِ فربّمـا
أحمَـدْتَ عنـدَ الحَلْبـةِ التعْريفـا
وإذا صـديقُكَ لـم يكـنْ لك مُنصِفاً
فاجعــلْ نكـاحَ ودادِه التطْليقـا
ومــن البليّــةِ أنّ قلبَـكَ موثَـقٌ
بإخــاءِ ذي قلــبٍ أقـامَ طَليقـا
يَثْنـي فـؤاداً مـن ودادِكَ مُخْفِفـا
ويَشـيمُ سـيفَ قُـوىً عليـك خَفوقـا
هبّــت علـى روضِ الصـفاءِ سـمومَه
فــذوَتْ نضــارتُهُ وكــان أنيقـا
وغـدا شـُجاعَ سـُطىً فقلـت مخادعاً
رفقــاً علـيّ فقـد لقيـتَ فَروقـا
فاستنْهَضـَتْهُ يـدُ الصؤولِ وما دَرى
أنـي وجـدتُ الـى النجـاةِ طَريقا
أســفاً عليــه كيـفَ مـدّ بنـانَهُ
وهــو الأريــبُ يحـاولُ العيّوقـا
هلا تجنّـــبَ مســْلَكاً لــو حلّــهُ
صـرفُ الزمـانِ لحـلّ منـه مَضـيقا
متَقابـلُ الطرَفينِ فرعاً في النّدى
نُضـْراً وأصـلاً فـي الكِـرامِ عَريقا
خبثْـت بـه ريـحُ المكائدِ فانتحَتْ
مـن جـانبَيْهِ فـي الروايـةِ نِيقا
حــتى مــتى أزداد فـي إنصـافِه
بــرّاً لــهُ ويزيــدُ فـيّ عَقوقـا
وأبيحُـــهُ منــي صــفاءَ مــودّةٍ
فيُـــبيحُني مـــن ودِّه ترْنيقــا
عتبـاً أبـا العبـاسِ شـمْتُ حُسامَهُ
عَضــْباً رقيـقَ الشـفْرَتين ذَليقـا
أنـبيتني عـن مَـنْ عَميـمُ نـوالِه
يســتغرقُ المحــرومُ والمرْزوقـا
وعلــى خيانتــك الوفـاءَ لأنّنـي
مـا زلـتُ فـي حبلِ الهوى مَوثوقا
لا فَــلّ ســهمُ منــكَ أرهـفَ حـدَّهُ
صـرفُ الزمـانِ فـرامَ فـيّ مُروقـا
مــا زالَ يمنحُنـا مُـدامَ قريضـِه
حتّـــى حســِبْناهُ لــهُ راووقــا
وهــو الرحيــقُ وإنّنــي لَمُصـَحِّفٌ
لـو قلـتُ تحقيقـاً لقلـت حَريقـا
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين