
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـم تـرضَ أنـي قد حُرِمْتُ وصالَها
حـتى حمَتْنـي في المنامِ خيالَها
قـالت وروحـي في السياقِ مخافةً
لي ما لَها وهي العليمةُ ما لها
فتبــدلتْ بعـد البَيـاضِ بصـُفْرةٍ
هجلاً وجــرّتْ عـن حيـاً أذيالَهـا
ومضـتْ وقـد ضاقَ الوشاحُ بخصْرها
جزَعـاً وأشـبع سـاقُها خلْخالَهـا
كالظبيـةِ الأدْمـاءِ أتْلـعَ جيدَها
رامٍ علــى شـرفٍ رأتْـهُ فهالَهـا
مـا كنتُ أزمعُ بالصبابةِ قبل ذا
حـتى أرَتْنـي كيـفَ فـيّ فعالُهـا
وتنــائفٌ قطعـتْ فراسـخَها بنـا
بُـزْلُ الرِكـابِ وجـاوزتْ أميالَها
هتكـت بأيـديها مطايـا سـيرِها
وتعسـّفَتْ عقِـبَ السـّرى أهوالهـا
حـتى أتـتْ مثـلَ القِسـيّ تحنّيـاً
شــمسَ البلادِ بــدرَها وهلالَهــا
وحليمَهــا وكريمَهــا وعظيمَهـا
ورفيعَهــا وربيعَهــا وثُمالَهـا
قصـدتْ مكـارمَ ياسـرٍ فاسـتَدْبَرَتْ
أدبارَهــا واســقبلت إقبالَهـا
رومُ الغِنـى مـن راحتَيْـهِ فـإنّه
جعـلَ الرؤوسَ من الملوكِ نِعالَها
لــولاهُ فــي عَـدْنٍ لأهبـطَ ربُّهـا
آمالَهــا وتزلزلــتْ زلزالَهــا
لكنّـــهُ لمــا تقلّــدَ أمرَهــا
أجـرى الإلهُ على السعادةِ فالَها
فرأتْـهُ مـن بعـدث الإلـهِ مقسَّماً
أرزاقَهـــا ومقــدِّراً آجالَهــا
وأرتْـهُ مـا لـم يطّلـعْ من قبلِه
أحـداً عليـهِ وأخرجـتْ أثقالَهـا
حــتى كــأن اللــهَ جـلّ جلالُـه
أوحــى لـه وكـأنّه أوحـى لهـا
لا يخطُـبُ العـوراءَ مـن فيهِ ولا
يخشــى كريمــةَ جـارِه إقلالَهـا
لـو كـان يخلق للمكارم والعلا
بــاع لكـان يمينهـا وشـمالها
مُســتفتحاً بلــدانَها وحصـونَها
ومصــونَها وســهولَها وجبالَهـا
فلتبْــقَ فــي عـزٍّ ومُلْـكٍ قـاهِرٍ
مـا عـاقبتْ ريحُ الجنوبِ شمالَها
نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها ) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها:أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصاباوزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ). وفي الخريدة أنه مات ولم يبلغ عمره الثلاثين