
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طِلابُ المَعــالي للمَنــونِ صــَديقُ
وطــولُ اللّيـالي للنّفـوسِ عَشـيقُ
ولــوْلا مُعـادِي حِبِّـهِ فـي صـديقِهِ
لمــا كـانَ فينـا فـائقٌ ومَفـوقُ
تَسربلْ ثِيابَ الموتِ أو حُلَلَ الغِنى
تَعــشْ ماجـداً أو تعتلِقـكَ عُلـوقُ
فشــرخُ الشـّبابِ التُّرّهـاتُ قِسـيُّهُ
وحَظُّـــكَ مــن أفْــواقِهنّ مُــروقُ
ومــا طالعـاتُ الشـيبِ إلا أسـنّةٌ
لهــنّ بهامــاتِ الرِّجــالِ بَريـقُ
ومــا الفقْـرُ إلاّ للمذلّـةِ صـاحِبٌ
ومــا النّــاسُ إلا للغَنـي صـَديقُ
وتَقْبُـحُ منهـم أوْجـهٌ فـي عُقولِنا
وتَحســُنُ فــي أبصــارِنا وتَـروقُ
لــذاكَ مقَــتُّ الحــبَّ إلاّ أقَلَّــهُ
فلَــوْلا العُلا قلـت المحبَّـةُ مُـوقُ
ومـا كـلُّ ريـحٍ فـي زَمانِـكَ زَفْرَةٌ
ولا كــلُّ بــرقٍ فـي فـؤادِكَ فُـوقُ
وأصــغرُ عيــبٍ فـي زمانِـكَ أنّـهُ
بـهِ العِلْـمُ جهـلٌ والعَفـافُ فُسوقُ
وكيـفَ يُسـَرُّ المـرءُ فيـهِ بمَطْلَـبٍ
ومـا فيـه شـيءٌ بالسـُّرورِ حَقيـقُ
جعلنـا سيوفَ الهندِ مأوى نفوسنا
وقلنــا لهـا رحـبُ البلادِ مَضـيقُ
ولمّـا تَنكّبنـا العِـراقَ بَدا لَنا
بعَرْعَـــر وجـــهٌ للســّماوَةِ روقُ
وخـافتْ سـُرانا فانثنينا لقلبِها
نمســحه حتّــى اســتكانَ خُفــوقُ
ولـوْلاكَ سـيفَ الدولةِ انقلبتْ بنا
هُمـومٌ لهـا عنـدَ الزّمـانِ حُقـوقُ
تُغيــرُ علــى أحْــداثِهِ وصـُروفهِ
فتَســبي بُنيّــات الـرّدَى وتَسـوقُ
ومـا جـلَّ خطـبٌ لـم يُصـبكَ ذُبابُهُ
ألا كــلُّ خطــبٍ لـم يُصـِبْكَ دَقيـقُ
فـداؤكَ صـَرفُ الـدهرِ مـن حَدَثانِهِ
فَمـا الـدهرُ إلاّ مـن يـديكَ طَليقُ
أيَعـرفُ ملـكُ الـرومِ وقعـةَ مَرْعَشٍ
وكــفُّ أخيـهِ فـي الحديـدِ وثيـقُ
ويُنكِــرُ يومــاً بالأحَيْـدِبِ كـذّبتْ
بـهِ البَيْـضُ حَـدَّ البيْضِ وهو صَدوقُ
بـه شرَقَتْ من خشيَةِ الموتِ بالخُصى
صــُدورٌ وفــارت بـالقُلوبِ حُلـوقُ
ولمّــا زجـرتَ الأعوَجيّـةَ أو مضـَتْ
علـى الأرضِ من أعْلى السّحابِ بُروقُ
فحطّــتْ عليهـم بغْتَـةً كـلَّ فـارسٍ
بَـروْدِ الحَواشـي والطِّعـانُ حَريـقُ
إذا اعــترضَ المُـرّانُ دونَ عـدوّه
تَخَطّــى وأطْــرافُ الرمـاحِ طَريـقُ
فمـا كـانَ إلاّ لحظَـةً مـن مُسـارِقٍ
إلـى أنْ تركـتَ الخامِعـاتِ تفـوقُ
وفـرّتْ كِلابٌ قبـلَ أنْ تُشـْهَرَ الظُبا
ولـم يبـقَ منها في الحَناجِرِ ريقُ
لَعَمْـري لَئِنْ قيـسٌ تـولّتْ وأدْبَـرَتْ
لَمـا عَقْـدُ قيـسٍ في الحروبِ وَثيقُ
دَعـوا بعـدها لبسَ العَمائِمِ إنّما
رؤوســـُكُم بالمرهَفـــاتِ تَليــقُ
ولا تَلبَســوا خـزَّ العِـراقِ وقَـزَّهُ
فكــلٌّ يلبــسُ المُخزيــاتِ لَـبيقُ
وأعـوزَ جِـرْمٍ يقطِـفُ القيـدُ خَطوَهُ
شــَريقٌ بأســرابِ الـدموعِ خَنيـقُ
وأفلــتَ نَقْفــورٌ يُرَقِّــعُ جِلْــدَه
وفيـــهِ لآثــارِ الســِّلاحِ خُــروقُ
يَجُـرّ العَـوالي والسـِّهامَ بجِسـْمِهِ
كمحتطــبٍ للحِمــلِ ليــسَ يُطيــقُ
وقـد ظـنّ لمّـا استَعْجَلَ الفَرَّ أنّهُ
علـى نفسـهِ عنـدَ الفـرارِ شـَفيقُ
ولـو كـانَ يَهْـوى مَجـدَها لأراقَها
وللطّعـنِ فـي حَـبِ القُلـوبِ شـَهيقُ
إذا لـم تكـن هذي الحياةُ عزيزةً
فمـاذا إلـى طـولِ الحيـاةِ يشوقُ
ألا إنّ خــوفَ المـوتِ مـرّرَ طعْمَـهُ
وخـوفُ الفَـتى سـيفٌ عليـه ذَلـوقُ
وإنّكَ لو تَسْتَشْعِر العيشَ في الرّدَى
تحلّيْـتَ طعـمَ المـوتِ حيـنَ تَـذوقُ
أحَقــاً بنـي ثَوبـان أنّ جُيوشـَكُم
تكـادُ بهـا الأرضُ الفضـاءُ تَضـيقُ
سَيَفْرُســُها عمّــا قليــلٌ ضـَراغِمٌ
دمــاءُ الأعــادي عِنْــدَهُنّ رَحيـقُ
فلا تُوعــدونا بالســيوفِ جَهالـةً
فيضــنَى مُحــبٌّ أوْ يمــوتَ مَشـوقُ
فـإنّ المَبـاتيرَ الـتي في أكُفّكُمْ
تَحِـــنُّ إليْهــا أنْفُــسٌ وتَتــوقُ
ولا غـروَ حـتى تُسـفِرَ الشـّمسُ حيّةً
ويُصــْبِحَ وجـهُ الجـوِّ وهـو طَليـقُ
إذا نظــرتْ أرضَ الخليـجِ بـأعْيُنٍ
مـنَ النَّـورِ قـامتْ للصـّوارِمِ سوقُ
ومـا هـي إلا شـِدّةٌ تسـبقُ الـدُجى
إلَيهــا ولـو أنّ النّهـارَ مَحيـقُ
فـإنْ عاقَ عنها سرعةَ الخيلِ عائِقٌ
فقتلاكُــمُ ملــءَ الفِجــاجِ تَعـوقُ
بلادٌ تســاوتْ شمْســُها ووِهادُهــا
فكُــلُّ حَضــيْضٍ بالجَمــاجِمِ نيــقُ
خليلـيَّ قـد لـجّ الزّمـانُ ولجّ بي
مُــرادٌ بأحــداثِ الزّمـانِ تَعـوقُ
فَقــولا لأنْـواعِ المصـائِبِ أقْصـِري
تعَلّمْـتُ مـا يكْفـي الفَتَـى ويَفوقُ
فــإنْ كنـتِ بِـرِّي تطْلُـبينَ فـإنّهُ
مـن البِـرِّ فـي بعْـضِ الأمورِ عُقوقُ
وأيّ فَـــتىً غنيتُمــا وســَقيتُما
فـتى فيـه نفـثُ السِّحْرِ ليس يحيقُ
فَـتىً تطْـرَبُ الألحـانُ مـن فرحٍ بِهِ
وتسـكَرُ منـه الخَمـرُ وهـو مُفيـقُ
إذا مـا هززْتَ الصارمَ ابنَ نُباتَةٍ
فصــَمِّمْ بــهِ أنّ الحُســامَ عنيـقُ
فلـو شـئْتُ علمـتُ المكارمَ شيمتي
ولكننـــي بالمَكرُمـــاتِ رَفيــقُ
أخـافُ عليهـا أنْ تجـودَ بنفسـها
إذا مـا أتاهـا في الزّمانِ مَضيقُ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.