
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـو كانَ صِبْغي سواد الشّعرِ لم يَحُلِ
والـدّهْرُ يُعْـرَفُ ما فيهِ سِوى الخَجَلِ
يُعطــي بِلا صـَبوةٍ منـه إلـى أحَـدٍ
منــا ويأخـذُ مـا يُعْطـي بلا مَلَـلِ
لمّا بَدا الشيْبُ والعشرونَ ما كَمُلَتْ
مــع الشـّبابِ تُجـاريهِ علـى مَهَـلِ
خِلْنـا البيـاضَ سُيوفاً أُودِعَتْ خِللاً
مـن السـّوادِ فأبـدتْ جِـدَّة الخِلَـلِ
إنّ الخِضــابَ لأبْقــى منـكَ باقيـةً
لـو اشـتَفَيْنا مـن الأسْقامِ بالعِلَلِ
حيـيِّ المَشـيبَ فشـخصٌ ليـسَ نـازلُهُ
إنْ أنـتَ لـم تنتقـلْ عنـه بمنتقِلِ
وأثْبَــتُ اللــون لــونٌ لا يُغيـرهُ
صــرفُ الزّمـانِ ولا يَسـودُّ بالحِيَـلِ
حَتّــامَ نُقْــدِمُ والأيــامُ تغلِبُنـا
وغيرُنــا يغلِــبُ الأيـامَ بالفَشـَلِ
يـا أهـلَ بابـلَ عزمـي قبلَهُ فِكَري
فـي النّائِبـاتِ وسـيفي بعدَهُ عَذَلي
كَـم عنـدكم نِعَـمٌ عنـدي مَصـائِبها
لكـم وصـالُ الغَواني والصّبابَةُ لي
قـالوا حنيفـةُ شـُجْعانٌ فقلـتُ لهم
كـلُّ الشـّجاعةِ والإقـدامِ في الدُّوَلِ
مـا لـي أُغيـرُ علـى دَهري فأُسلبَه
ويحجمــونَ وفــي أيــديهم نَفَلـي
إنْ لم تسلني المواضي عن جَماجمهم
إذا تَطـايرنَ فالتقصـيرُ مـن قِبَلي
كـأنّني مـا أعـرْتُ السـيفَ حدَّ يدي
ومـا وصـلتُ وصـدرُ الرمـحِ لم يَصِلِ
ولا ركبــتُ دجــىً أحْــدُو كـواكبَهُ
إلــى الأحبّـةِ حَـدْوَ الركْـبِ للإبِـلِ
طَرَقْتُهُـمْ والكَـرى لـم يسلُ أعينَهم
والمشـرفيّةُ مـا سـُلَّتْ مـن المُقَـلِ
يـا أيُّهـا الدّهرُ إنّ العِيَّ كالخَطَلِ
مـا دَهْرُنا غيرَ سيفِ الدولةِ البِطَلِ
أكـثرتُ مـا بـالُهُ بـي غيرَ مُحْتَفِلِ
سـألتَنا عـن كريـمٍ عنـكَ لـم يسَلِ
يَخْشـاكَ مـن دونِ أنْ تخشـاكَ همتُـهُ
ويرتجيــكَ الــذي ذو مِــرّةٍ بَعَـلِ
مــاضٍ ترفّــعَ عـن فوديـكَ مَضـربُهُ
كمــا ترفّـعُ أشـعاري عـن الغَـزَلِ
سيرصـُدُ الفلـكُ الـدوارُ فيـكَ فتىً
لـم يُبْصـِرِ الفلـكَ الدّوّارَ في زُحَلِ
نــوالُهُ جعــلَ الأرْزاقَ مـن قِبلـي
وعِــزُّهُ صــيّرَ الأيّــامَ مـن خَـولي
ومـا تمهـلَ يومـاً فـي نَـدىً وردىً
إلاّ قضــيتُ للمـحِ الـبرقِ بالكَسـَلِ
مـا بالبَطـارقِ شـيءٌ غيـرُ أسـْرِهُمُ
بـالقولِ دونَ ترامي الحربِ بالشُّعَلِ
والقـولُ يكفـي شـُجاعاً صدرُ منصُلهِ
أعطـاهُ طاعـةَ أهـلِ السّهْلِ والجبلِ
قـد كُنـتَ تأسـرُهُم بالسيفِ مُنصلِتاً
فصــرتَ تأسـرُهمْ بـالخوفِ والوَجَـلِ
مـن يـزرعِ الضّربَ يحصدْ طاعةً عَجَباً
ومـن يـربِّ العُلا يـأمنْ مـن الثكَلِ
كــانتْ سـحابُكَ فيهـم كـلَّ بارقـةٍ
حمــراءَ تهطِـلُ بالأيْـدي وبالقُلَـلِ
فـاليومَ سـُحبكَ فيهـم كـلُّ بارقـةٍ
غــرّاءُ تهطِــلُ بـالأموالِ والحُلَـلِ
حتّــى تمنـى مليـكُ الـرومِ حظَّهُـمُ
وأنّـهُ معهـم فـي الأسـْرِ لـم يَـزَلِ
وقـال يـا ليتنـي مـن بعضِهم بَدَلٌ
فهـلْ تَـراكَ قَـويَّ العزْمِ في البَدَلِ
يـا أيُّهـا الملـكُ المُبـدي تجهمَهُ
وقـولُه فُـزْ بمـا أنْطَيْـتَ وارتَحِـلِ
أرشـدْ إلـى مَلـكٍ يُعطـي عطاءَكَ ذا
إنْ شـِئْتَ أنْ اسـتكِلَّ البينَ بالرِحَلِ
وأنْ تقـولَ لـي البيـداءُ مـن وجلٍ
أجئتَ يــا راكـبَ الخطيّـة الـذُّبَلِ
فــإنْ دَلّلْــتُ فشـيءٌ أنـتَ فـاعلُه
إنّ الدّلالـةَ فـي المعـروفِ كالعَمَلِ
وإنْ طلبـتُ فلـم تعـرِفْ سـِواكَ فتىً
فاحمـلْ بفضـلكَ ثِقلي واغْتفرْ زَلَلي
فمــا أُريــدُ عطـاءً غيـرَ جـودِكُمُ
ببِشـْرِكُم ينجَلـي مـن مـالِكُمْ بَجَلي
قـد جُدْتَ لي باللّها حتى ضجرتُ بها
وكِـدتُ مـن ضـجَري أُثْني على البُخْلِ
إنْ كنـتَ ترغبُ في هذا النوالِ لنا
فـاخلُقْ لنـا رغبـةً أو لا فلا تُنِـلِ
لـم يُبـقِ جـودُكَ لـي شـيئاً أؤمِّلُهُ
تَركتنــي أصـحبُ الـدنيا بلا أمـلِ
حـرِّمْ على الموتِ أنْ يغْتالَ أنفسَنا
فـإنّ عزمـكَ أمْضـى منـهُ فـي الأجَلِ
كيْمـا تتـمَّ لـكَ النَّعْمـاءُ كاملـةً
ويـأمن النّـاسُ مـن فَقْـرٍ ومن هَبَلِ
أصـْبحتَ مـن دوحةٍ أعْلى العُلُوُّ لها
رأسٌ كمـا أصـلُها فـي أسفَلِ السَّفَلِ
أوراقُهــا قُضــُبُ الهنـديِّ مُصـلتةً
وحَملُهـا الهـامَ في أغْصانِها الأسَلِ
أعُـدُّ عِـرقَ الثّـرى عَـدّي بنانَ يدي
وعَـدُّ فَضـْلِكَ شـيءٌ ليـسَ مـن عمَلـي
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.