
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَسـؤالُ هـذا الـدّهرِ مـا أنـا قـانِعُ
ســـألتكمُ بــاللهِ كيــفَ المَطــامِعُ
فعنــدي فُـؤادٌ لا يـرى الأخـذَ مغنَمـاً
ويجبُــنُ أنْ تُســْدى إليــهِ الصـّنائِعُ
علــى أنّــهُ يَفْــري الحسـامَ بقلبِـهِ
وطَيْعَــنُ صـدرَ الرّمـحِ والرُّمـحُ شـارِعُ
بـــوُدِّ اللّيـــالي لا بــودّيَ أنّنــي
أهِـــشُّ إلـــى معروفِهـــا وأُســارِعُ
فـــإنْ ألْـــقَ ميّافــارقينَ وربُّهــا
يطـــاعنُ منّــي حاســِراً وهــو دارِعُ
تنــوبُ لــه خيْــلٌ ولا أدّعــي لهــا
وتغــزُو ولا أغْــزو إلَيْهـا الفَجـائِعُ
فخُطّــــةَ ضــــيمٍ أبَيْـــتُ وليلَـــةً
سـريتُ فكـانَ المجـدُ مـا أنـا صـانِعُ
هتكـــتُ دُجاهــا والنّجــومُ كأنّهــا
عيــونُ لهــا ثــوبُ السـّماءِ بَراقِـعُ
ضــَعي عنــكِ أثْـوابَ الحيـاءِ فإنّنـا
كِــرامُ الهــوى أسـْرارُنا والمضـاجِعُ
فــإنّ خســارَ الجهـلِ والعَقْـلُ رابِـحٌ
يحقــــقُ عنـــدي أنّكـــنّ صـــَوانِعُ
ألا فــاخْشَ مــا يُرْجــى وجـدُّكَ هـابِطٌ
ولا تخْــشَ مــا يُخشــى وجــدُّك رافِـعُ
فلا نـــافعٌ إلاّ مــع النّحــسِ ضــائِرٌ
ولا ضـــائِرٌ إلاّ مــعَ الســّعدِ نــافعُ
تَطــاوَلَ لَيْلــي بالجبــال تَزورُنــي
جِبـــال هُمـــومٍ تَرتَمـــي وتُماصــِعُ
أضـــُمُّ علــى قلــبي يــديَّ مخافــةً
إذا لاحَ لــي بَــرقٌ مـن الشـّرقِ لامِـعُ
ومـا ينْفَـعُ القلـبَ الـذي بـانَ إلفُهُ
إذا طــارَ شــَوْقاً أنْ تُضــَمَّ الأضـالِعُ
لــرأس زمــاني مُنْصـُلي ولـيَ الصـّدى
وللنـــاسِ منـــهُ ريُّــهُ والمَشــارِعُ
ولــو كنـتُ ممـنْ يزحَـمُ الجمـعَ ورده
تضـــلعتُ والمتبــوعُ لا شــكّ تــابِعُ
وكيـفَ بنفسـي أنْ علـى الـوِردِ أُكرِهَتْ
أطـــاعت وإلاّ خليـــتْ وهــي نــاقِعُ
ولو لم يكن في النّاسِ من يَعْشَقُ النّدى
بغيــرِ ســُؤالٍ نازَعَتْهــا النّــوازِعُ
فعــاشَ لهــا ابْــنُ المغربـيِّ فـإنّهُ
نَــداهُ إلــى حَمْــدِ الرجــالِ ذرائِعُ
أخـــي وخليلــي والحــبيبُ وجُنّــتي
وســيفي ورمحــي والفـؤادُ المشـايِعُ
أكـــلُّ ظُبـــاهُ للمنـــونِ مناصـــبٌ
وأدْنـــى نَـــداهُ للســَّحابِ طبــائِعُ
فـتى تـأنس الـدنيا بـهِ وهـو مـوحشٌ
وتــدنو إلــى أهْــوائِهِ وهـو شاسـِعُ
يجـــرِّبُ تجريـــبَ الغَـــبيِّ وعنــده
ظُنـــونٌ علــى جيــشِ الغُيــوبِ طَلائِعُ
كَـذا مـن يَحـوطُ الحـزمَ مـن جَنَبـاتِهِ
ويصــرعُ مــن أفْكــارِهِ مــا يُصـارِعُ
تُحـــدِّثُهُ الأبْصـــارُ عــن خطَراتِهــا
فــإنْ قــالَ قــوْلاً حـدّثَتْهُ المَسـامِعُ
مـن القـومِ جَـرّاحُ اللّسانَ إذا التَقَتْ
عُـرى القـولِ والتفـتْ عليْـهِ المَجامِعُ
يناضــلُهُم عــن دينِــهِ وهــو جاهِـدٌ
ويَســـبقُهُمْ فــي عِلمِــهِ وهــو وادِعُ
ويطعَنُهـــمْ مـــن لفْظِـــهِ بأســـنّةٍ
حــداد النّـواحي أرْهَفَتْهـا الوَقـائِعُ
فلـوْ لـمْ يكُـنْ شـَرْعُ الشـّرائِعِ قبلَـهُ
إذاً أُخِــذَتْ ممّــا يقــولُ الشــّرائِعُ
كَـــذا أنــتَ إلاّ أنْ يُقصــِّر قولُنــا
ولا شــكّ فــي تقصــيرِهِ وهــو بـارِعُ
ويــومَ تسـمّى الثّغـرُ باسـمكَ أصـْبَحَتْ
رَكايــا بلادُ الــرّومِ وهــيَ صــَوامِعُ
قـد انقلبـتْ تبْغـي النَّجـاءَ بأهلِهـا
ومـا القلـبُ لـو حاولتَهـا لـكَ مانِعُ
عشـــيةَ حبـــاتُ القلـــوبِ مَلاقِـــطٌ
وطيـــرُ العَــوالي فــوقَهنّ أواقِــعُ
وكــــلُّ كَمـــيٍّ للطِّعـــانِ بصـــدرهِ
طريـــقٌ تخطّـــاهُ الأســـنة واســـِعُ
أعـذني بسـيفِ الدولـةِ اليومَ أن أُرى
أُخـــادعُ أعـــدائي بـــهِ وأُصــانِعُ
أقـــولُ لهُـــمْ إنّ الســحابَ مطبِّــقٌ
غَــــداةَ بِلادي والســـَّحابُ صـــَواقِعُ
وإنّ يـــدي مبســـوطةٌ مــن نَــوالِهِ
تَجُــرُّ العَطايــا والعَطايــا جَوامِـعُ
فــإنْ قلــتُ لا أســطيعُ رجـعَ جـوابِهِ
فمثلـــي لا يُقْصـــى ومثلــكَ شــافِعُ
وعنــدكَ إنْ أبْــدى الخِصــامُ شـَواتَهُ
أوِ ادّرَعَـــتْ بالــدارِعينَ الرَّضــائِعُ
لســانٌ لــهُ حــدُّ الســيوفِ مقــاطِعُ
وكــفٌ لهــا صــُمُّ الرمــاحِ أصــابِعُ
ألَيْسـَتْ مـن الأيْـدي إذا هتـفَ القَنـا
بآيـــاتِهِ لبَّتـــه منـــكَ الأشــاجِعُ
تكِــلُّ الظُّبــا عنهــنّ وهــيَ حَـدائِدٌ
وتَمضــي بهِــنّ المُرهَفــاتُ القَواطِـعُ
تَـــؤمُّ مصـــاليتَ الســّيوفِ كأنّمــا
لهُـــنّ مصـــاليتُ الســّيوفِ قَبــائِعُ
فـــإنْ أبَــتِ الأقْــدارُ إلاّ عِيــادَتي
بعادَتِهــا فاصــْدَعْ بمـا أنْـتَ صـادِعُ
فإنّـــا نحُـــلُّ الأرضَ وهــي مَرابِــعٌ
ونَرحــــلُ عنهـــا والبِلادُ مطـــالِعُ
إذا طاوعَتْنــا لــم نُعـاص وإنْ عصـَتْ
فلا طاوعَتْنـــا والمَطايـــا طــوائِعُ
وكيــــفَ وليــــسَ الأرضُ إلاّ ثنيّـــةً
تقــولُ لهـا الأطْمـاعُ هـا هـوَ طـالِعُ
فقــد رفَعَــتْ أبْصــارَها كــل بلـدةٍ
مــن الشـوقِ حتّـى أوْجَعَتْهـا الأخـادِعُ
ومـا هُـنّ كالأحشـاءِ شـوقاً فمـا لهـا
تحـــنّ إلـــى أشخاصـــِنا وتُنــازِعُ
ولــو صــافَحتْنا مــا رأتْنـا لكلّـةٍ
مـن اللّحـظِ أو ممـا تَجـولُ المـدامِعُ
إذا مــا ضــربْنا بالمَناســم حَسـَّها
فقــلْ للمَعــالي أيُّ ســيفيكَ قــاطِعُ
مـن الـبيضِ مـا لا ينفـعُ المرءُ حملهُ
وإنْ بـــاعَهُ يومــاً ففيــهِ منــافِعُ
ومـــا أســـَفي إلاّ عليْـــكَ فخصــَّني
بكتبـــكَ إنّــي بــالقَراطيسِ قــانِعُ
ولا تُعْـطِ مـداحاً علـى الشـّعْرِ طـائِلاً
ولــو نُظِمَـتْ فيـه النّجـومُ الطّوالِـعُ
فأســبَغُ مــا تَكْســوهُ أنّــك نــاظِرٌ
وأجــزلُ مــا تُعطيــهِ أنّــك ســامِعُ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.