
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا هَـلْ تُـرى زمَـنُ القَرينَةِ يَرْجِعُ
أو مِثــل كَوكَبِنــا بِرامَـةَ يَطلـعُ
إنّ الــذينَ مـن الـوَداعِ تطيّـرُوا
والحَـــيُّ منهُــم ظــاعِنٌ ومُشــيعُ
لـو يعْلَمـون مـن المقـادر علمَنا
لَشـَفَوا مـن النظرِ العيونَ وودّعوا
أنكــرتُ عِــزّي بعــدَهم ومهنّــدي
عَضـْبٌ وعزْمـي فـي الكريهـةِ أجمَـعُ
فــاليومَ أُخـدعُ بالسـّرابِ فـأطمعُ
ويُـراحُ لـي سـِجْنُ الهـوانِ فـأرتَعُ
مـا كـان يحسـَبُ سـيفُ دولـةِ هاشمٍ
أنّـــي لشـــيءٍ بعــدَهُ أتضعضــعُ
خـــالفتُه فيمـــا أرادَ فِعــالَهُ
والـدّهْرُ يفعـلُ مـا يُريـدُ ويَصـنعُ
فــتركتُه يــدْعو بأقصــى صــوتِهِ
ويظُـــنّ أنّـــي غافــلٌ لا أســْمَعُ
لـم يثْنِنـي بـذْلُ الرّغـائبِ نحـوَهُ
حــتى انثَنــى لـي خـدُّه والأخْـدَعُ
لا يُبْعِــدُ اللــهُ الأراقــمَ غِلْمَـةً
رَكِبوا الفِرارَ من الهَوانِ فأسْرَعوا
ومقــالَتي لهُــم بتربتــةِ مَنْبِـجٍ
ونحورُنــا فيهــا الأســنّةُ تلْمَـعُ
لا تبخَلــوا بنُفوســِكم عـن وَقفـةٍ
عَـذُبَ الحِمـامُ بهـا وطـابَ المَصْرَعُ
حَــذَرَ المذلّـةَ طـارَ قيـسٌ هارِبـاً
لمّــا رأى عَبْســاً إلَيْهــا تَرجِـعُ
فَمَضــى يُــداوي بالحِمـامِ فـؤادَهُ
إنّ الحِمــامَ مــن المذلّـةِ ينفـعُ
مـا كـانَ لـو قبـلَ الدنيّةَ خالداً
فلأيِّ شــــيءٍ يســـْتكينُ ويخضـــعُ
غنّيْــتُ باسـمِ أبـي العَلاءِ ومَـدْحِهِ
رَكْبـاً علـى أكـوارِهم لـم يَهجَعوا
ســَلبوا إليْـهِ نشـاطَ كـلِّ نجيبـةٍ
حســَدَتْ قوائمَهـا الريـاحُ الأربـعُ
طــالعنَ شـربةَ مـن معـاركِ جوشـَنٍ
والشـمسُ فـي أفـقِ المغـاربِ تضجَعُ
وشـــَقَقْنَ أردِيــةَ الظّلامِ بعَرعَــرٍ
ونُجــومُهُ حــولَ المجــرةِ تكْــرَعُ
نَهْنَهْــنَ مِنهــا وارداً لا يَرعَــوي
وثَنَيْــنَ منهــا شــارِباً لا يَنقـعُ
حــتى إذا لمَــعَ الصــّباحُ كـأنّهُ
ثَغْــرٌ تبســّمَ عنــه قَيْــنٌ أسـْفَعُ
وعزفـنَ فـي ريـحِ الصـَّبا من صاعدٍ
نفحــاتِ مســكٍ تســتطيرُ وتَســطَعُ
كـادت تُجَـنُّ مـن الحنيـنِ وسـامُها
زُجــرٌ يُقـادُ بـهِ الحَـرونُ فيتبـعُ
تَحْـدو الجمـاجمُ بالمناسـمِ بعدَما
ألقــى الحـداةُ عِصـيّهم وتَصـدّعوا
وبــدا لَهُـنّ مـع الغزالـةِ ماجـدٌ
أبْهـى وأجمـلُ فـي العيـونِ وأرْفَعُ
ســامي قنـاةَ الأنـفِ تُـبرقُ وجهَـه
فــي كــلِّ خطــبٍ يَــدلَهِمُّ ويَفْظَـعُ
خِلْنـا التّزعـزعَ مـن سَجيّاتِ القَنا
فـإذا القَنـا مـن خـوفِه يـتزعزعُ
وإذا مطــارُ الهــامِ حـوّمَ فـوقَه
رفعــتْ عَجــاجَتَه النّسـورُ الوُقَّـعُ
مــالي رأيتُــكَ لا تُســَرُّ بليلــةٍ
حــتى تجــوعَ بهـا وضـيفُكَ يشـبعُ
وإذا كُفِـــرْتَ صــنيعةً أســديتَها
لــم يَثنـكَ الكفـرانُ عمّـا تَصـنعُ
أمــن الصـوارمِ نسـتعيرُ عَزائمـاً
أمْ مــن عزائمـكَ الصـّوارمُ تُطْبَـعُ
أغنيــتَ عِـزَّ المُلـكِ عـن أنصـارِهِ
وقَمَعْــتَ خَطْبــاً مثْلَــهُ لا يُقْمَــعُ
مــازلتَ تَطْمِــسُ كــلّ طـرفٍ طامـحٍ
حـتى انطَـوى طـيَّ الجريـرِ الأشـجعُ
وأبـوه حيـنَ رأى الجزيـرةَ جمـرةً
لا تُســتَطاعُ وصــَمغةً مــا تُقلَــعُ
فـإذا السـوابقُ كالسـِّهامِ مَوارِقاً
تجتــابُ أرديــةَ العَجـاجِ وتَخْلَـعُ
حـتى رمـى بـكَ فـوقَ آمـالِ العِدى
كالـدّهْرِ تُعطـى مـا تَشـاءُ وتَمنَـعُ
كَرِهــوا طِعانَـكَ إذْ مـدَدْتَ إليهـمُ
كفّـــاً أنامِلُهـــا رمــاحٌ شــُرّعُ
مـا تَعْـدِمُ الرمـحَ المثقـفَ كعبَـه
فـي الحـربِ مـادامتْ بكفّـكَ إصـبَعُ
فــرت بنـو لقْمـانَ عـن أحْسـابِها
والضــّربُ يُنْثَــرُ والأســنّةُ تُجْمَـعُ
وكأنّمــا الأســيافُ يـومَ لَقيتَهُـم
فــي الهــامِ إجلالاً لوجهـكَ تركَـعُ
وهـم غُـداةُ الـدينِ يـومَ تجمّعُـوا
جيشـاً يَضـيقُ بـه الفضـاءُ ويَظلـعُ
علِمــوا عشــيةَ واجهتـكَ ظهـورُهم
أنّ الظُّبـــا بنفوســهم لا تَقنَــعُ
لمّـا اسـتغاثَ بـكَ اللـواءُ نصرتَهُ
بيـدٍ يصـول بهـا الكَهـامُ فيَقْطَـعُ
وفـــوارسٌ لا يحفظـــونَ نُفوســَهم
إلاّ إذا نبــذوا الحيـاةَ وضـيّعوا
وإذا تســربلت الــدروعُ فإنّمــا
هــدفُ الرّمــاحِ نحـورُهم والأضـلُعُ
قــومٌ سـيوفُ الهنـدِ تطمـعُ فيهـمُ
والعــارُ فــي أعراضـِهِمْ لا يطمـعُ
مــا كــانَ إلاّ لفتــةً مـن نـاظرٍ
حــتى عصــفتَ بهـمْ وفُـضَّ المجمـعُ
ولّــوا وكــمْ هَزَمَتْهُـمُ مـن طعنـةٍ
تنفـي السـبارَ وضـربةٍ مـا تُرقـعُ
ومُفاضــةٍ كَــرهَ السـنانُ جِـدالَها
قـد مَـرّ فيهـا الرمـحُ لا يتَتَعْتَـعُ
وتبـــادرتْ أيـــديهمُ ورؤوســُهُمْ
فـي الجـوِّ تخفِضـُها السيوفُ وتَرفعُ
فكـأنّهُمْ حسـِبوا النجـومَ ذَوائبـاً
فســـَمَتْ إليْهــا هــامُهُمْ والأذْرُعُ
لـكَ كـلُّ يـومٍ فـي المكـارمِ غايةٌ
تستصــغِرُ الماضــي لِمــا يُتَوقّـعُ
فِطــرٌ وصــومٌ أنــتَ فِينـا قبلـةٌ
كالســّيفِ مخمــاصُ الأصــائلِ أروعُ
لا تســـتفزِكَ حالــةٌ عــن حالــةٍ
هيهــاتَ غيــرُكَ بــالخطوبِ يُـروَّعُ
أمــن القضـيةِ أنْ تفـوتَ أنـامِلي
ويــدُ المقصــِّرِ فـي نَـداكَ تبَـوَّعُ
كـالغيثِ تُحرَمُـه المـزارعُ والقُرى
حينــاً وتُرزَقُــهُ الفَلاةُ البَلْقَــعُ
سأســيرُ سـيرَ فـتىً تنظـرَ بارقـاً
لـم يـروِهِ وهـو السـّحابُ الممـرعُ
يــأبى مُقــامي فـي مكـانٍ واحـدٍ
دهـــرٌ بتفريــقِ الأحبّــةِ مُولَــعُ
كفكِــفْ قِســيّكَ يــا فـراقُ فـإنّهُ
لـم يبـقَ فـي قلْـبي لسـهمكَ موضعُ
يـومٌ أحـرُّ مـن الصّبابةِ في الهَوى
وأمَــرُّ مـن ثكـلِ البَنيـن وأوجَـعُ
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر.من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه.قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس.وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد.له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.