
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ربَّـةَ الشـِّعرِ والأَحلام غنِّينـي
فقـد سـَئِمْتُ وُجـومَ الكونِ مِنْ حينِ
إنَّ اللَّيـالي اللَّواتي ضمَّختْ كَبِدِي
بالسـِّحْرِ أَضـْحتْ مع الأَيَّامِ ترميني
نَـاختْ بنفسـي مآسـيها وما وَجَدَتْ
قلبــاً عطوفـاً يُسـَلِّيها فَعَزِّينـي
وهــدَّ مِــنْ خَلَــدِي نَـوْحٌ تُرَجِّعُـهُ
بَلْـوَى الحَيَـاةِ وأَحزانُ المَسَاكينِ
علـى الحَيَـاةِ أَنا أَبكي لشَقْوَتِها
فمـنْ إِذا مُـتُّ يبكيهـا ويبكينـي
يـا رَبَّـةَ الشِّعْرِ غنِّيني فقد ضَجِرَتْ
نفسـي منَ النَّاسِ أبناءِ الشَّياطينِ
تَبَرَّمَـتْ بينـيَ الـدُّنيا وأَعوَزَهـا
فـي مِعـزفِ الـدَّهرِ غرِّيدُ الأَرانينِ
وراحَـةُ اللَّيـلِ ملأَى مِـنْ مـدامِعِهِ
وغــادَةُ الحـبِّ ثَكْلـى لا تغنِّينـي
فهـلْ إِذا لُـذْتُ بالظَّلماءِ مُنْتَحِباً
أَسـلو ومـا نَفْـعُ محْـزونٍ لمحزونِ
يـا ربَّـةَ الشـِّعرِ إنِّـي بائسٌ تَعِسٌ
عَدِمْتُ مَا أَرتجي في العالمِ الدُّونِ
وفــي يــديكِ مزاميـرٌ يُخالِجُهـا
وَحْـيُ السـَّماءِ فهاتيهـا وغَنِّينـي
ورتِّلـي حـولَ بيـتِ الحُـزْنِ أُغنيةً
تجلُـو عـن النَّفسِ أَحوانَ الأَحايينِ
فــإنَّ قلــبيَ قـبرٌ مُظلـمٌ قُبِـرَتْ
فيـهِ الأَمـاني فما عادتْ تناغيني
لـولاكِ فـي هذه الدُّنيا لمَا لَمَسَتْ
أَوتــارُ روحِـيَ أَصـواتَ الأَفـانينِ
ولا تَغَنَّيْــتُ مــأخوذاً ولا عَــذُبَتْ
لـيَ الحَيَـاةُ لـدى غَـضِّ الرَّياحينِ
ولا ازدهى النَّفْسَ في أَشْجانها شَفَقٌ
يُلــوِّنُ الغَيْـمَ لهـواً أَيَّ تلـوينِ
ولا اســتخفَّ حيـاتي وهـيَ هائمـةٌ
فجرُ الهَوَى في جفونِ الخُرَّدِ العِينِ
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و(كتاب الخيال الشعري عند العرب) و(آثار الشلبي -ط) و(مذكرات -ط).مولده 24 فبراير 1909 ووفاته 9 اكتوبر 1934 .