
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقْبَـــلَ الصـــُّبْحُ يُغنِّـــي
للحيـــــاةِ النَّاعِســـــَهْ
والرُّبــى تَحلــمُ فــي ظِـلِّ
الغُصـــــونِ المائِســـــَهْ
والصــــَّبا تُرْقِـــصُ أَوراقَ
الزُّهـــــورِ اليابســـــَهْ
وتَهـــادى النُّـــورَ فـــي
تِلْــكَ الفِجــاجِ الدَّامســَهْ
أَقبــــلَ الصــــُّبْحُ جميلاً
يملأُ الأُفْــــــقَ بَهَـــــاهْ
فتَمَطَّــى الزَّهــرُ والطَّيْــرُ
وأَمــــــواجُ الميـــــاهْ
قَــدْ أَفـاقَ العـالم الحـيُّ
وغَنَّـــــــى للحيــــــاهْ
فـــأَفيقي يـــا خِرافـــي
وهَلُمِّــــي يــــا شـــِياهْ
واتبعِينـــي يــا شــِياهي
بَيْـــنَ أَســـرابِ الطُّيــورْ
واملإِي الــــوادي ثُغـــاءً
ومِراحــــــاً وحُبُــــــورْ
واســمعي هَمْــسَ الســَّواقي
وانشـــقي عِطْــرَ الزُّهُــورْ
وانظــري الــوادي يُغَشـِّيهِ
الضـــــَّبابُ المُســــْتَنيرْ
واقطُفــــي مـــن كلإِ الأَرضِ
ومَرعاهـــــا الجَديـــــدْ
واســمعي شــبَّابتي تَشــْدُو
بمعســــــولِ النَّشـــــيدْ
نَغَــمٌ يَصــْعَدُ مِــنْ قلــبي
كأَنفــــــاسِ الـــــوُرودْ
ثـمَّ يَسـْمو طـائراً كالبلبلِ
الشــــــَّادي الســـــَّعيدْ
وإذا جئْنــا إلــى الغـابِ
وغطَّانــــــا الشــــــَّجَرْ
فـاقطُفي مَـا شـئْتِ مِـنْ عُشْبٍ
وزهــــــــرٍ وثَمَـــــــرْ
أرضــَعَتْهُ الشــَّمسُ بالضـَّوءِ
وغـــــــذَّاهُ القَمَــــــرْ
وارتَـوَى مِـنْ قَطَـراتِ الظَّـلِّ
فــــي وقــــتِ الســــَّحَرْ
وامْرَحي مَا شئتِ في الوديانِ
أَو فَــــــــــــوْقَ التِّلالْ
واربضـي فـي ظلِّهـا الوارِفِ
إنْ خِفْــــــــــــتِ الكَلالْ
وامْضـَغي الأَعشـابَ والأَفكـارَ
فــــــي صــــــَمْتِ الظِّلالْ
واســـمعي الرِّيــحَ تُغَنِّــي
فـــي شـــَمَاريخِ الجِبَــالْ
إنَّ فــي الغــابِ أَزاهيـراً
وأَعشــــــاباً عِــــــذابْ
يُنشــِدُ النَّحْــلُ حوالَيْهــا
أَهازيجــــــاً طِــــــرابْ
لـمْ تُـدَنِّسْ عِطرهـا الطَّـاهرِ
أَنفــــــاسَ الــــــذِّئابْ
لا ولا طــافَ بهــا الثَّعْلَـبُ
فــــي بعــــضِ الصـــِّحابْ
وشـــذاً حلـــواً وســـِحْراً
وســــــــــــــَلاماً وظِلالْ
ونَســيماً ســاحرَ الخطــوَةِ
مَوْفُـــــــورَ الــــــدَّلالْ
وغُصـــوناً يرقُــصُ النُّــورُ
عليهــــــا والجَمـــــالْ
واخضـــــراراً أَبـــــديًّا
لَيْـــسَ تَمحـــوهُ اللَّيــالْ
لــن تَملِّــي يــا خِرافــي
فــي حِمـى الغـابِ الظَّليـلْ
فزَمَــانُ الغـابِ طفـلٌ لاعـبٌ
عَــــــــذْبٌ جميــــــــلْ
وزمـــانُ النَّـــاسِ شـــَيْخٌ
عـــابِسُ الـــوجهِ ثَقيـــلْ
يتمشــــــَّى فــــــي مَلالٍ
فَـــوْقَ هاتيـــكَ الســُّهولْ
لــكِ فـي الغابـاتِ مرعـاكِ
ومَســــــْعاكِ الجميـــــلْ
ولـــيَ الإِنْشــادُ والعَــزْفُ
إلــــى وَقْــــتِ الأَصـــيلْ
فـــإذا طــالتْ ظِلالُ الكَلإِ
الغـــــــضِّ الضــــــَّئيلْ
فهلمِّـــي نُرْجِــعِ المَســْعَى
إلـــى الحـــيِّ النَّبيـــلْ
أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و(كتاب الخيال الشعري عند العرب) و(آثار الشلبي -ط) و(مذكرات -ط).مولده 24 فبراير 1909 ووفاته 9 اكتوبر 1934 .