
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نــبئتُ أن أَبانــاً كــانَ عــن أنــسٍ
يَــروي حــديثاً عجيبـاً مُعجبـاً عَجبـا
فــي طــائرٍ جــاء مشــويّاً بـه بَشـَرٌ
يومــاً وكــان رســولُ اللـه مُحْتَجِبـا
أدنـــاه منــه فلمّــا أن رآه دَعــا
ربّــاً قريبــاً لأهــلِ الخيـرِ مُنْتَجِبـا
أَدْخِـــل إلــيَّ أَحــبَّ الخَلــقِ كلهــمِ
طــرّاً إليــكَ فأعطــاهُ الــذي طلبـا
فــاغترّ بالبــاب مُغـترّاً فقـالَ لهـم
مــن ذا وكــان وراءَ البـاب مُرتَقِبـا
مــن ذا فقــال علــيٌّ قــال إن لــه
شـأناً لـه اهتـمَّ منـه اليومَ فاحتَجَبا
فقــال لا تحجِبَــنْ منّــي أبــا حَســن
يَومــاً وأبصــرَ فـي أَسـرارِه الغَضـَبا
مــن رَدّهُ المــرّةًَ الأولــى وقـال لـه
لُـجْ وأحمـدِ اللـهَ واقبـلْ كلَّ ما وَهَبا
أهلاً وســـهلاً بِخُلصـــاني وذي ثقـــتي
ومـن لـه الحـبّ مـن ربِّ السـّما وجبـا
وقــال ثــمَّ رســولُ اللــهِ يـا أنـسُ
مــاذا أصــابَ بـك التخليـطُ مكتَسـَبا
مــاذا دعــاكَ إلـى أن صـارَ خالِصـتي
وخيــرُ قــومي لـديك اليـومَ مُحْتَجِبـا
فقــال يــا خيــرَ خلـقِ اللـهِ كلّهـمِ
أردتُ حيـــن دعـــوتُ اللــهِ مطَّلِبــا
بــأن يكــونَ مــن الأنصـارِ ذاك لكـي
يكــونَ ذاك لنــا فــي قومِنـا حَسـبا
فقــد دعــا ربَّـه المحجـوبُ فـي أنـسٍ
بــأن يَحُــلَّ بــه ســُقم حَــوى كَرَبـا
فنــاله الســوءُ حــتى كــان يَرفَعُـهُ
فـي وجهـهِ الـدهرَ حـتى مـات مُنْتَقِبـا
إِنـــا وجــدنا لــه فيمــا نخبِّــرهُ
بعــروةِ العــرش مَوصــولاً بهـا سـببا
حبلاً متينـــاً بكفَّيـــه لـــه طـــرفٌ
شــدَّ العِـراجُ إليـه العَقـدَ والكَرَبـا
مــن يَعتصـم بـالقُوى مـن حبلِـه فلـهُ
أن لا يكـونَ غـداً فـي حـالِ مـن عَطبـا
قــومٌ غلــوا فــي علـيٍّ لا أبـاً لهـمُ
وجَشــَّموا أنفســاً فــي حُبّــه تَعبــا
قـالوا هـو اللـهُ جـلَّ اللـهُ خالقُنـا
مـن أن يكـون ابـنَ أمِّ أو يكـونَ أبـا
فمـــن أدار أمــور الخلــقِ بينَهــمُ
إذ كان في المهدِ أو في البطنِ مُحتجِبا
إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر.شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة:بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع.وكان أبو عبيدة يقول: أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار.وقد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعصب لبني هاشم تعصباً شديداً.وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن هو عنده ضدهم وطرازه في الشعر قل ما يلحق به.ولد في نعمان قال ياقوت: واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة، ومات في بغداد (وقيل واسط)، ونشأ بالبصرة.وكان يشار إليه بالتصوف مقدماً عند المنصور والمهدي العباسيين.وأخباره كثيرة جمع طائفة كبيرة منها المستشرق الفرنسي بارين إي ميثار في مائة صفحة طبعت في باريس ولأبي بكر الصولي كتاب أخبار السيد الحميري وغيرها مما كتب عنه وديوان (السيد الحميري -ط) جمعه وحققه شاكر هادي شكر.