
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـأدبْ بِبَـاب الدَّيْر واخْلَعْ بِهِ النَّعْلاَ
وَسـَلّمْ عَلَـى الرُّهبَانِ واحْطُطْ بِهْمَ رَحْلا
وعَظَّــمْ بِــهِ القسـيسَ إِنْ شـئتَ خُطـوةَ
وكَبِّـر بِـهِ الشـَّمَاسَ إِنْ شـِئتَ أَنْ تَعْلا
ودُونَــكَ أصــْوات الشـَّمَامِيس فاسـْتَمعْ
لأْلحَـانِهمْ واحْـذَرْك أنْ يَسلبوا العَقْلا
بَــدَتْ فِيــهِ أقْمــارٌ شــُموسٌّ طَوَالـعٌ
يطُوفُـونَ بالصـلبان فاحْـذَرك أنْ تُبْلى
فايَّـــاكَ أنْ تَســـْمَعْ لَهُــنَّ بِحكمَــةِ
وايَّــاكَ أْن تَجمَـعْ لهـنَّ بِـك الشـَّملا
فــان كـان هـذا الشـرط وفَّيـتَ حَقَّـهُ
بصــدْقٍ ولـم تُنْقِـض عُهُـوداً ولا قَـوْلا
دَعُـــوكَ بِقِســـّيسٍ وســـَمُّوْك رَاهِبَــا
وابدوا لك الاْسرَارَ واستحسَنوا الفعلا
وأعطــوك مفتــاح الكنيســة والـتي
بهــا صـورت عيسـى رهـابينهم شـكلا
نعـم كـل مـا قـد قلـت لي قد سَمِعتُهُ
ولا أبتغـــي فـــي ذَاكَ ودّا ولا مَيلا
وَلمَّــا أتيــت الـدير أمسـَيتُ سـيّدا
وأصـبحتُ مـنْ زهـوى أجـر بـه الذيلا
ســَألت عــنْ الخمّــارِ أيــن مَحلَّــهُ
وهــلْ لـي سـبيل لِلوصـُوُل بـه أمْ لا
فَقَــالَ لــي القســيَّسُ مـاذا تُريـدُهُ
فقُلْـتُ أريـدُ الخمـر مـنْ عنـده أملا
فقَـــالَ ورأســـي المســيحِ ومرْيــمٍ
ودينـي ولـو بالـدر تبـذلْ بِـهِ بدْلا
فَقلــتُ أزيـدُ التَـبرَ للـدر قـالَ لا
ولـو كَـانَ ذَاك التَـبرُ تكتـاله كَيلا
فقلــت لــه أعطيــك خُفــى ومُصـحفي
وأعطيــك عُكـازَا قطعـتُ بـه السـبلا
وهَـــاكَ حَرمــدَاتي وهَــاكَ شــميلتي
وهــا دسـتماني والكُشـيكل والنصـلا
وهــا ســِرّ مَفهــوُمي وعُـودَ أراكـتي
وقنـــديلَ حضـــراتِي أنــادمهُ ليلا
فقــال شــَرابي جــلَ عمــا وصــَفتهُ
وخمَرتنَــا ممّــا ذَكَــرْتَ لنَـا أغلـى
فقلــتُ لَــهُ دَعْ عَنـكَ تَعظِيـمَ وصـفها
فخمرتُكــمْ أغلــىَ وخرقتنــا أعلــى
علــى أننّــا فيهَـا رأينَـا شـُيُوخنَا
وفيهــا أخْـذنا عـن مشـائخنا شـُغلا
وفيهــا لنَــا ســِرّ ادرنـاه بَيْننـا
وفيهـا لنَـا سـِرّ عَـنْ السـرّ قـد جلا
وفيهـا لنَـا العُـذالُ لامُـوا وأكثروا
وأذاننـا فـي لبسـها تَـترك العـذلا
فلمـــا لبســناها وهمنــا بحبهــا
تركنـا لهـا الأوطـان والمال والأهلا
فَقَــالَ عَســَى تلـك العَبَـاءةُ هَاتهـا
فقـد اثبتت نفسيِ لها الصدقَ والعدلا
فقلــتُ لَــهْ إنْ شــئتَ لبـسَ عبـاءتيَ
تَطَهـر لَهـا بـالطُّهر واضـح لها أهلا
وبــدلْ لهَــا تِلــكَ الملابــسَ كُلَّهـا
ومـزّقْ لها الزنار واهجرْ لها الشكلا
فقــالَ نَعــمْ إنــي شــُغفتُ بِحُبهــا
ســـَأجعلُها بينــي وبينكُــمُ وصــلا
فناولنيهـــا قَـــدْ أبحتُــكَ ســِرّها
وناولنيهــا فِــي أبَاريقهــا تجلـى
فقُلــتُ لَـهُ مـا هـذه الـراحٌ مقصـدي
ولا أبتغــي مِــنْ راحَكــم هـذه نيلا
ولكنَّهــــا رَاحٌ تقــــادمُ عَهـــدُها
فمــا وُصــفتْ بَعــدٌ ولا عرفــت قبلا
اقـــر بـــأنّ اللـــهَ لا رَبَّ غَيــرُهُ
وأنّ رســّول اللــه أفضــلهم رُســلا
عليــهِ ســَلام اللــهِ مَــا لاح بَـارِقٌ
ومـا دَامَ ذكـر اللهِ بينَ الورى يتلى
أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي.ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610ه تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول.ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام.توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط).