
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا قَلْـبَ يـا قَلْبِ كَمْ تُصادِر
هــذا الهَـوَى وتَحِـر وتَـدهَش
رميـت روحَـكْ فـي بَحْـر زاخِر
بَحْـر الْهَـوى وتَخَـفْ منَ الرَّش
كـانْ غرامَـكْ وَ ايَّاكَ لا تَندم
لأِنَّ رأيَـــــكْ رأىٌ ســــديدْ
ومُــتَّ بِحُبَّــكْ تَعِــشْ مُنْعَــم
حتَّــى تَنَــلْ كُـلَّ مـا تُريـد
لا تَشـْكي الْبُعْـدَ وأنْـتَ تعلم
أنَّ حَبيبَـــك لَــس هُ بعيــدْ
ومَـنْ هُ محْبُوبُـوا معـه حاضِر
على الدَّوام قُل لِي كيْف يوحَش
يَجْنـي مِـنَ الْحُسـْنِ بالنَّواظِرْ
زَهْـرَ الْمُنَـى كُـلَّ حين ويُنْعَش
أفْنـانِي ذَا الحـبّ عن فَنائِي
وصــِرتُ بَعْــدَ الْفَنَـا وُجُـود
تَعَجَّــبَ النَّــاسُ مِـن بَقـائِي
مــع حُـبِّ مَـن نَهْـواهْ نَسـُود
وصــارَ مَشـْروبي مِـن إِنـائِي
لكنَّـــهُ مســْتَعْذَبُ الــورُودْ
مِـنْ خَمْـرةٍ مـا عَصـَرْها عاصِرْ
ولا جُنَــتْ قَــطّ مــن مُعَــرَّش
كــم أســْكَرَتْ قلنـا أكـابِرْ
لِمِثْــلِ هـذا الشـَّرابِ يُعطِـش
يـا غايَـة الْحُسـْنِ مـا أجَلكْ
أغْنــانِي حُسـْنَكْ عَـنِ الصـُّوَرْ
نَفْنَــى بِحُبَّــك ولَــسْ نملُـك
يـا مَـن هُـوَ السـَّمْعُ والْبصَر
جَعلــتَ كُــلَّ الْقُلُـوبْ مَحَلَّـكْ
وأخَفَيْــتَ حُسـْنَكَ عـن النَّظَـر
فَهــامْ فــي حُبِّـكَ الْخَـوَاطِر
ويَــذهل الْقلْـب فيـكَ يَـدْهَش
وكُــلَّ حَـدّ مِـن هَـوَاكَ حـاير
لكِنُّــوا حَـوْلَ الحِمَـى يُحْنـشْ
يـا بُغْيَـةِ الْهـائِم الْمُعَنَّـى
لَـس واللـهِ نعشـق حـد سِواك
جعَلْــتُ قلْــبي إِليْـكَ سـُكْنِى
فاجْعــلْ لِعيْنَــيّ أن تــرَاكْ
وكــم نمــوهْ بِحُــبّ لُبْنِــى
وحُــــبَّ ســـعْدى وذاك وذاك
ومــعْ ذا كُـلُّ المحِـبُّ حاضـِرُ
يخْضــَع لِـذُلِّ الْهـوَى ويُنْعِـشْ
مُسْتَبْصــراً آيــاتِ السـَّرايِر
مُســتَأنِسَ السـِّرِّ وهْـوَ يُـوحَش
يـا من هُو مسَلين بحالِ عاشِقْ
لا تَعْشــَق إِلاَّ مليــحْ وصــُولْ
وكُـنْ فـي عِشـْقِكْ بحالِي صادِق
لا تَســْتَمِع مــن كلام عــذُولْ
إِنَّ لِــدينِ الهــوَى موَاثِــقْ
تبْقـى علـى الْعَهـدِ ما تحُول
قـد أثبَتَتهـا يَـدْ الضـَّمائِر
وترتسـِم فـي الْحَشـَا وتُنْعَـشْ
ونَفُرْ بها يوْم تُبْلَى السَّرائِر
وفـي قَتيـلُ الْهَـوَى ومـا غَشْ
أبو الحسن علي بن عبد الله النميري الششتري الأندلسي.ولد في ششتر إحدى قرى وادي آش في جنوبي الأندلس سنة 610ه تتبع في دراسة علوم الشريعة من القرآن والحديث والفقه والأصول.ثم زاد الفلسفة وعرف مسالك الصوفية ودار في فلكهم وكان يعرف بعروس الفقهاء وبرع الششتري في فنون النظم المختلفة الشائعة على زمانه من القصيد والموشح والزجل واشتهر شاعراً وشاحاً زجالاً على طريقة القوم وذاع صيته في الشرق والغرب بدأ حياته تاجراً جوالاً وصحب أبا مدين شعيب الصوفي بن سبعين ثم أدى فريضة الحج وسكن القاهرة مدة لقي أصحاب الشاذلي وزار الشام.توفي في مصر في بعض نواحي دمياط وله (ديوان -ط).