
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن اليـوم لا أغـترُّ مـا عشت بالجدِّ
ولا أطلـب العتـبى مـن الخل بالعتب
ولا أرتضــي بالبعــد مـن ذي مـودَّة
وأقنــع منــه بالرســائل والكتـب
ولا ســيما إن قــال لــي متصــنعاً
ففــارقكم جســمي وجــاوركم قلـبي
علــى إننـي قـد قلـت حيـن أجبتـه
بلا حشـمة مـا أشـبه العـذر بالذنب
أخلاي لــو رمتــم دنـواً لمـا أبـا
سـرى العيـس بـل ركض المطهمة القب
ولكنَّكـــم بعتـــم وفــاء بغــدرة
غـداة اشـتريتم وحشة البعد بالقرب
عليكــم ســلام اللّــهِ ان بعــادكم
لأعظـم مـا قـد كـان مـن ذلك الخطب
ولــو اننـا كنَّـا ظننـاه لـم نكـن
نظــاهر دون النـاس عبـاس بـالحرب
علـى أنـه قـد نـال بالغدر من بني
نـبي الهـدى مـا لـم تنله بنو حرب
وهــل نـال منهـم آل حـرب وغيرهـم
من الناس فوق القتل والسبي والنهب
غـدا والغـاً كـالكلب ظلمـاً وحزبـه
دمــاءهم لا حــاطه اللّـه مـن حـزب
ويـا ليتـه لـو كـان فيه من الوفا
لمـالكه بعـض الـذي هـو فـي الكلب
وحاشــاكم مـا خنتـم العهـد مثلـه
ولا لكـم فيمـا جـرى منـه مـن ذنـب
ومَـن مثـل مـا قـد نـالكم من دنوِّه
يحـاذر ان تـدنو الصـحاح من الجرب
ومــا روضــة غنَّــاء هــبَّ نسـيمها
عليلاً فلـم يـوقظ بهـا نـائم الترب
سـقاها الحيـا مـن آخر الليل مزنة
كأيماننــا لمَّــا همــت بـدم سـكب
فأضــحت ثغــور الاقحــوان مقيلــة
تضـاحك فـي أرجائهـا أوجـه الشـرب
بأحســن مجــد الـدين ممـا تصـرَّفت
بنانـك فـي تغويـف أبـراده القشـب
ومـا هـو إلا الشـمس أضـحى يزورنـا
بسـراه مـن شـرق البلاد إلـى الغرب
أأحبابنـا يـا طـال مـا كان قربكم
إلــي مـن الـدنيا ونعمتهـا حسـبي
وكنتـم علـى قلـبي إذا مـا لقيتكم
علـى ظمـأ أشـهى مـن البارد العذب
تركتـم مدود النيل يروي بها الظما
ويخلفهـا من جودنا الليل في الجدب
هـو الآيـة العظمـى الـتي دلَّ حكمها
بأوطاننـــا أن العنايـــة للــرَّب
بحيــث الأمـاني ليـس تخلـف سـحبها
بسـقياً إذا مـا أخلفـت درَّة السـحب
ومــا اعتضـتم منهـم غـداة نقلتـم
بكـره إلـى جـدب البلاد مـن الخصـب
وإنـي علـى مـا قـد عهـدتم محـافظ
علـى الـود منكـم في بعاد وفي قرب
أحـــنُّ إلـــى أخلاقكـــم وأعــدَّكم
بلا مريـة مـن جملـة الأهـل لا الصحب
أســامة لــي منـه اعـتزام اسـامة
ومرهــف فيـه هـزَّة المرهـف العضـب
فـإن تبعـدوا عنـا ففـي حفـظ ربِّكم
وإن تقربـوا منَّا ففي المنزل الرحب
طلائع بن رزيك الملقب بالملك الصالح أَبي الغارات.وزير عصامي يعد من الملوك، أَصله من الشيعة الإمامية في العراق، قدم مصر فقيراً، فترقى في الخدم حتّى ولي منية ابن خصيب من أَعمال الصعيد المصري ، وسنحت له الفرصة فدخل القاهرة بقوة فولي وزارة الخليفة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ.واستقل بأمور الدولة دفعت بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ومات الفائز (555 هـ ) وولي العاضد فتزوج بنت طلائع.واستمر هذا في الوزارة فكرهت عمة العاضد استيلاؤه على أمور الدولة واموالها فأكمنت له جماعة من السودان في دهليز القصر فقتلوه وهو خارج من مجلس العاضد.وكان شجاعاً حازماً مدبراً جواداً صادق العزيمة عارفاً بالأدب.شاعراً له ديوان (شعر ـ ط) صغير، ووقف أَوقافاً حسنة ومن أثاره جامع على باب زويلة بظاهر القاهرة وكان لا يترك غزو الفرنج في البر والبحر ولعمارة اليمني وغيره مدائح فيه ومراث.له كتاب سماه (الاعتماد في الرد عَلى أهل العناد).