
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــدوكُم بخطــوبِ الــدهرِ مقصــودُ
وأمركُــم باتصــالِ النصـرِ مَوعُـودُ
وملككـــم مســـتمرٌّ مــالَهُ أمــدٌ
مــوقتٌ دونَ يــومِ الحشــرِ محـدودُ
ألقــى علــى كُــلِّ جبـارٍ كلا كِلَـهُ
كــأنهُ وهــو فـي الأحيـاءِ مفقـودُ
رأى الشـقاءَ ابـن إسـحاقٍ أحـقَّ بهِ
مــن الســعادةِ والمحـدودُ محـدودُ
وكيــفَ يحظــى بــدنيا أو بـآخِرَةٍ
محلا عـــن طريــق الحــقِّ مطــرُود
أعمـى ونُـورُ الهُـدى بـادٍ لَهُ وكذا
مــن لــم يسـاعِدُ توفيـقٌ وتسـديدُ
لـم يُصـغِ للـوعظِ لا قلبـاً ولا اذناً
وكيـفَ تُصـغي إلـى الـوعظِ الجلاميدُ
لجـــت ثَمُـــودُ وعــادٌ ي ضــلالِهُم
ولــم يــدع صـالِحٌ نُصـحاً ولا هُـودُ
والسـيفُ أبلـغُ فيمـن لَيـسَ يَردَعُـهُ
عــن الغوايــةِ إيعــادٌ وتهديــدُ
أولـى لـه لـو تراخـى سـاعةً لغدا
وريـــدُهُ وهــوَ بــالخطي مَــورُودُ
أمــا درى لا درى عُقــبى عـداوتهم
كــل بحــدِّ حســامِ الحــقِّ محصـُودُ
ألقـى السـلاحَ وولـى يبتغـي أمـداً
ينجيـهِ وهـوَ مـروعُ القلـبِ مَفـؤودُ
مــا مـرَّ يومـاً ببـابٍ ظنَّـهُ سـبباً
إلــى التخلــص إلا وهــو مســدودُ
وهبـهُ عـاشَ أليـسَ المـوتُ أهوَنَ من
عيـــشٍ يُخـــالِطُهُ هـــمٌّ وتنكيــدُ
أنحـى الزمان على الأغزاز واجتهدت
فـي قطـعِ دابرِهِـم أحـداثُهُ السـُّودُ
ونــازعتهم سـُيوفُ الهنـد أنفسـهُم
فلـم يفـدهم عـن الهيجـاءِ تعريـدُ
فهـم علـى الـتربِ صرعى مثلهُ عدداً
إن كـان يقضـى بـأن الـتربَ معدودُ
ولــوا فلا صـاحبٌ عـن نفـسِ صـاحبِهِ
يُغنــي ولا والــدٌ يرجُــوهُ مولُـودُ
يَــومٌ جــديرٌ بتعظيـمِ الأنـامِ لَـهُ
فمــا يُقــاسُ بـهِ فـي حُسـنِهِ عِيـدُ
أضــحت علـى فضـلِهِ الأيـامُ تحسـدُهُ
إن النـبيهَ الرفيـعَ القـدرِ محسُودُ
إذا حمــى الأسـدُ الغضـبانُ رابيـةً
لــم يفـترس ثعلـبٌ فيهـا ولا سـيدُ
أنتم سليمانُ في المُلكِ العظيمِ وفي
طُــولِ التهجـدِ فـي المحـرابِ داوُد
قـد أبهـج الـدينَ والدنيا مقامُكُم
وكيــفَ لا وهـو عِنـدَ اللَـهِ محمُـودُ
جــارى منـاقبكُم شـعري فقصـَّرَ عـن
بلــوغِ أدنـى مـداها وهـو مجهُـودُ
مـن ليـسَ معتقـداً إيجـابَ طـاعتِكُم
فليــسَ يُعنيــهِ إيمــانٌ وتوحيــدٌ
رضــاكُمُ الـدينُ والـدنيا وعـدلُكُم
ظِــلٌّ ظليــلٌ علــى الأيـامِ ممـدُودُ
دُمتُـم حيـاةَ بني الدنيا ودامَ لَكُم
نصـــرٌ وفتــحٌ وتمكيــنٌ وتأييــدُ
أحمد بن عبد السلام الجراوي أبو العباس.شاعر، أديب، أصله من تادلة (قرب تلمسان وفاس ) و نسبته إلى جراوة (بين قسنطينة و قلعة بني حماد) و نسبه في بني (غفجوم) سكن مراكش ، ودخل الأندلس مرات، وتوفي بإشبيلية عن سن عالية .كان شاعر المنصور يعقوب بن عبد المؤمن . وكان غيوراً على الشعر ، حسوداً للشعراء ، ناقداً عليهم ، غير مسلم لأحد منهم.له (صفوة الادب و نخبة كلام العرب-خ) ويعرف بالحماسة المغربية، وهو على نسق الحماسة لأبي تمام، وله (ديوان شعر ) وقف عليه ابن الأبار.