
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُبّــا قَلِيلاً أيّهَــا النَّئِمَـان
وَأســعِدَا إن كُنتُمـا تُسـعِدَان
أَمُنفِــدَي لَيلِـى كَـرىً أنتُمَـا
أم أنتُمَـا مِـن سـَقَمٍ عَـائِدَان
لا تَبكِيَــانِي مَيّتــاً وابكِيَـا
عَلَـيّ حَيّـاً بالـدُّمُوعِ الهِتَـان
ولا تَكُونَـا مِثـلَ مَـا قِيـلَ فِي
تَتبُّــعِ الآثَـارِ بَعـدَ العِيَـان
تَطــاوَلَ اللَّيـلُ عَلَـى مُقلتِـي
كأنَّمـــا لَيلُهَـــا لَيلَتــان
مَــا لِنُجُـومِ اللَّيـلِ مَعقولَـةً
مَـأ زَالَ مِنهَـا وَاحِدٌ مِن مَكَان
كَأنّمـــا النَّســرُ هِيــضَ إِذا
رَامَ نُهوضــاً خَـانَهُ الأبهَـرَان
وَالبَــدرُ قَــد أَنحَلَـهُ مَحقُـهُ
فَلَـم يَكَـد مِـن ضـَعفِهِ يُستَبان
كَأَنَّمــا عَــبّ الــدُّجَى عَبّــة
فـي قَعبِـهِ فَـانثَلَمَ الجانِبان
وَشـَابَ جُنـحُ اللَّيـلِ مِـن مُكثِهِ
ينتظـرُ الصـُّبحَ مَـروعَ الجَنان
حَتَّــــى إِذا ورّسَ أثــــوابَه
وَعمَّــمَ الآفــاق بــالزعفران
قَلَّــصَ ذَيلَــهُ وَحَــثّ الخُطَــى
رُعبـاً وفَـود رأسـه الشـهبان
وَكَفُّـــهُ تُمســِكُ مِــن بَــدرِهِ
مَعجِـسَ قَـوسٍ أو عَصـَا صـَولَجان
قَضــَيتُهُ ســُهداً وَعَينَـايَ مِـن
فَـرط الأسـَى عَينـانِ نَضـّاختان
عَـدِمتُ هَـذَا القَلـبَ مِـن صَاحِبٍ
هَـل أنتُمـا لِـي غَيرَهُ وَاجِدان
واجتَنِيــا مِــن وَردَتَـي خَـدِّهِ
وَإنَّ أُنَاســاً رَمَــت حَظِّيكُمــا
فَصــَيّراني مَثَلاً فــي الهَــوَى
حَســبِي كَفَتنــي نَظــرَةٌ قَــد
لَبِسـتُ مِـن دائِهـا مـا عَـرَان
أضـرَمَت فِـي القَلـبِ جَمرَة إِذَا
خَبَــت زيـدَت فَوقَهَـا جَمرَتَـان
يَبِيــتُ لِلحُــبِّ مَرُوعــاً كَمَـا
يَـــــــــبيتُ لِلحَــــــــرّ
وَكُلّمــا قُلــتُ لَــه لا تُــرَع
وَلـذ بِصـَبرٍ قَـالَ إِنِّـي جَبـان
هَـذَا وَلَـم أُنظُـر سـوَى نَظـرَةٍ
فَكَيـفَ بِـي لَـو أنَّهَـا نَظرَتان
مَــا اللَّحــظُ إلاّ مِقَــةٌ كُلُّـهُ
وَمَـا الهَوَى إلا اجتلابُ الهَوَان
يَــا غُصــناً زيـنَ بِـهِ عِيصـُهُ
وكوكبـــا أطلعًـــهُ نَيِّــران
هَـل بَعـدَ هَـذَا الصِّدِّ مِن عَطفَةٍ
تُرجَى وَهَل بَعدَ النَّوَى مِن تَدَان
أيــنَ تَجارِينَــا إلَـى غَايَـةٍ
فِـي طَلَـقِ الوَصـلِ بِطَرفَي رِهَان
أيـــنَ تَخَالِينَــا بِلا كَاشــِحٍ
فِـي دَوحَـةِ الأنـسِ وَظِـلِّ الأمَان
فَيَـا سـَمِي المُصـطَفَى إِن أمُـت
وَقَـامَ يَنعَـانِي لَـك النَّاعِيان
فلا تَخَــف مِــن ثــائِرٍ فَـدَمِي
حـلّ وَبـلّ لـكَ يـا مَـن سـَبان
أُقســِمُ بِــالبَيتِ وَخَيـفِ مِنّـي
وَمَــا حَــوَت مَكّـةُ وَالأخشـبَان
لأنـتَ فِـي القلـبِ وَإن سـُؤتَنِي
بـالهَجرِ حَتَّى انتَقَمَ الحَاسِدَان
نَاشــَدتُكَ اللــهَ أعِـد نَظـرةً
فَرُبّمــا أبرَأنِــي مَـا بَـرَان
علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي البلنسي، أبو الحسن.شاعر بلنسية المستبحر في الأدب واللغات دون شعره في مجلدين له شعر في كتاب زاد المسافر.