
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـا فـي نَسـيمِ الريـحِ عَـرفٌ مُعَـرَّفُ
لَنـا هَـل لِـذاتِ الوَقفِ بِالجِزعِ مَوقِفُ
فَنَقضــِيَ أَوطـارَ المُنـى مِـن زِيـارَةٍ
لَنــا كَلَــفٌ مِنهــا بِمــا نَتَكَلَّــفُ
ضــَمانٌ عَلَينــا أَن تُــزارَ وَدونَهـا
رِقــاقُ الظُــبى وَالسـَمهَرِيُّ المُثَقَّـفُ
وَقَــومٌ عِــدىً يُبـدونَ عَـن صـَفَحاتِهِم
وَأَزهَرُهــا مِـن ظُلمَـةِ الحِقـدِ أَكلَـفُ
غَيــارى يَعُــدّونَ الغَــرامَ جَريــرَةً
بِهــا وَالهَـوى ظُلمـاً يُغيـظُ وَيُؤسـِفُ
يَـوَدّونَ لَـو يَثنـي الوَعيـدُ زَماعَنـا
وَهَيهـاتَ ريـحُ الشـَوقِ مِـن ذاكَ أَعصَفُ
يَسـيرٌ لَـدى المُشتاقِ في جانِبِ الهَوى
نَـــوى غُربَـــةٍ أَو مَجهَــلٌ مُتَعَســَّفُ
هَــلِ الــرَوعُ إِلّا غَمـرَةٌ ثُـمَّ تَنجَلـي
أَمِ الهَـــولُ إِلّا غُمَّــةٌ ثُــمَّ تُكشــَفُ
وَفـي السـِيَراءِ الرَقـمِ وَسـطَ قِبابِهِم
بَعيــدُ مَنــاطِ القُـرطِ أَحـوَرُ أَوطَـفُ
تَبـــايَنَ خَلقـــاهُ فَعَبـــلٌ مُنَعَّــمٌ
تَـــأَوَّدَ فـــي أَعلاهُ لَــدنٌ مُهَفهَــفُ
فَلِلعانِـــكِ المُرتَــجِّ ماحــازَ مِئزَرٌ
وَلِلغُصـــُنِ المُهتَــزِّ ماضــَمَّ مِطــرَفُ
حَـــبيبٌ إِلَيـــهِ أَن نُســَرَّ بِوَصــلِهِ
إِذا نَحــنُ زُرنــاهُ وَنَهنــا وَنُسـعَفُ
وَلَيلَــةَ وافَينــا الكَــثيبَ لِمَوعِـدٍ
سـُرى الأَيـمِ لَـم يُعلَـم لَمَسراهُ مُزحَفُ
تَهـادى أَنـاةَ الخَطوِمُرتاعَـةَ الحَشـا
كَمــا ريــعَ يَعفـورُ الفَلا المُتَشـَوِّفُ
فَمـا الشـَمسُ رُقَّ الغَيـمُ دونَ إِياتِها
سـِوى مـا أَرى ذاكَ الجَـبينُ المُنَصـَّفُ
فَـــدَيتُكِ أَنّــى زُرتِ نــورُكِ واضــِحٌ
وَعِطـــرُكِ نَمّـــامٌ وَحَيلُـــكِ مُرجَــفُ
هَبيـكِ اِعتَـرَرتِ الحَـيَّ واشـيكِ هـاجِعٌ
وَفَرعُـــكِ غِربيـــبٌ وَلَيلُــكِ أَغضــَفُ
فَـأَنّى اِعتَسـَفتِ الهَـولَ خَطـوُكِ مُدمَـجٌ
وَرِدفُـــكِ رَجـــراجٌ وَخَصــرُكِ مُخطَــفُ
لَجـاجٌ تُمادي الحُبَّ في المَعشَرِ العِدا
وَأَمُّ الهَـوى الأُفُـقَ الَّـذي فيـهِ نُشنَفُ
وَأَن نَتَلَقّـى السـُخطَ عـانينَ بِالرِضـى
لِغَيـرانَ أَجفـى مـا يُـرى حيـنَ يَلطُفُ
كَفانــا مِـنَ الوَصـلِ التَحِيَّـةُ خُلسـَةٌ
فَيـــومِئُ طَـــرفٌ أَو بَنــانٌ مُطَــرَّفُ
خَليلَــــيَّ مَهلاً لاتَلومـــا فَـــإِنَّني
فُـؤادي أَليـفُ البَـثِّ وَالجِسـمُ مُـدنَفُ
فَــأَعنَفُ مــا يَلقـى المُحِـبُّ لَجاجَـةً
عَلــى نَفسـِهِ فـي الحُـبِّ حيـنَ يُعَنَّـفُ
وَإِنّــي لِيَســتَهوينِيَ البَــرقُ صـَبوَةً
إِلـى بَـرقِ ثَغـرٍ إِن بَـدا كـادَ يَخطَفُ
وَمـــا وَلَعــي بِــالراحِ إِلّا تَــوَهُّمٌ
لِظَلــمٍ بِــهِ كَــالراحِ لَــو يُتَرَشـَّفُ
وَتُــذكِرُني العِقــدَ المُــرِنَّ جُمـانُهُ
مُرِنّــاتُ وُرقٍ فــي ذُرى الأَيـكِ تَهتِـفُ
فَمـا قَبـلَ مَن أَهوى طَوى البَدرَ هَودَجٌ
وَلا صــانَ ريــمَ القَفـرِ خِـدرٌ مُسـَجَّفُ
وَلا قَبــلَ عَبّـادٍ جَـوى البَحـرَ مَجلِـسٌ
وَلا حَمَــلَ الطَــودَ المُعَظَّــمَ رَفــرَفُ
هُـوَ المَلِـكُ الجَعـدُ الَّـذي فـي ظِلالِهِ
تُكَـــفُّ صــُروفُ الحادِثــاتِ وَتُصــرَفُ
هُمــامٌ يَزيــنُ الـدَهرَ مِنـهُ وَأَهلَـهُ
مَليـــكٌ فَقيـــهٌ كـــاتِبٌ مُتَفَلســِفُ
يَـــتيهُ بِمَرقـــاهُ ســَريرٌ وَمِنبَــرٌ
وَيَحمَـــدُ مَســـعاهُ حُســامٌ وَمُصــحَفُ
رَوِيَّتُــهُ فــي الحــادِثِ الإِدِّ لَحظَــةٌ
وَتَـوقيعُهُ الجـالي دُجـى الخَطبِ أَحرُفُ
يَــذِلُّ لَــهُ الجَبّــارُ خيفَــةَ بَأسـِهِ
وَيَعنــو إِلَيــهِ الأَبلَــجُ المُتَغَطـرِفُ
حِـذارَكَ إِذ تَبغـي عَلَيـهِ مِـنَ الـرَدى
وَدونَـكَ فَاِسـتَوفِ المُنـى حيـنَ تُنصـِفُ
سـَتَعتامُهُم فـي البَرِّ وَالبَحرِ بِالتَوى
كَتـــائِبُ تُزجــى أَوســَفائِنُ تُجــدَفُ
أَغَــرُّ مَــتى نَــدرُس دَواويـنَ مَجـدِهِ
يَرُقنـــا غَريــبٌ مُجمَــلٌ أَو مُصــَنَّفُ
إِذا نَحـــنُ قَرَّظنــاهُ قَصــَّرَ مُطنِــبٌ
وَلَــم تَتَجـاوَز غايَـةَ القَصـدِ مُسـرِفُ
وَأَروَعُ لا البـــاغي أَخـــاهُ مُبَلَّــغٌ
مُنــاهُ وَلا الراجــي نَــداهُ مُســَوَّفُ
مُمِــرُّ القُــوى لا يَملَأُ الخَطـبُ صـَدرَهُ
وَلَيــــسَ لِأَمـــرٍ فـــائِتٍ يَتَلَهَّـــفُ
لَــهُ ظِـلُّ نُعمـى يَـذكُرُ الهِـمُّ عِنـدَهُ
ظِلالَ الصــِبا بَــل ذاكَ أَنـدى وَأَورَفُ
جَحيـــمٌ لِعاصـــيهِ يُشـــَبُّ وَقوضــُهُ
وَجَنَّـــةُ عَـــدنٍ لِلمُطيعيــنَ تُزلَــفُ
مَحاســِنُ غَــربُ الــذَمِّ عَنهـا مُفَلَّـلٌ
كَهــامٌ وَشــَملُ المَجـدِ فيهـا مُؤَلَّـفُ
تَنــاهَت فَعِقـدُ المَجـدِ مِنهـا مُفَصـَّلٌ
ســَناءً وَبُــردُ الفَخـرِ مِنهـا مُفَـوَّفُ
طَلاقَــةُ وَجــهٍ فـي مَضـاءٍ كَمِثـلِ مـا
يَــروقُ فِرِنـدُ السـَيفِ وَالحَـدُّ مُرهَـفُ
عَلـى السـَيفُ مِـن تِلكَ الشَهامَةِ ميسَمٌ
وَفـي الـرَوضِ مِـن تِلـكَ الطَلاقَةِ زُخرُفُ
ســَجايا لِمَــن والاهُ كَـالأَريِ تُجتَنـى
تَعــودُ لِمَـن عـاداهُ كَالشـَريِ يُنقَـفُ
يُراقِــبُ مِنــهُ اللَــهَ مُعتَضــِدٌ بِـهِ
يَـدَ الـدَهرِ يَقسـو فـي رِضـاهُ وَيَرأَفُ
فَقُـل لِلمُلـوكِ الحاسـِديهِ مَـتى اِدَّعى
سـِباقَ العَـتيقِ الفـائِتِ الشَأوِ مُقرِفُ
أَلَيــسَ بَنــو عَبّـادٍِ القِبلَـةَ الَّـتي
عَلَيهـــا لِآمـــالِ البَرِيَّــةِ مَعكَــفُ
مُلــوكٌ يُـرى أَحيـاؤُهُم فَخـرَ دَهرِهِـم
وَيَخلُـــفُ مَوتـــاهُم ثَنــاءٌ مُخَلَّــفُ
بِهِــم بــاهَتِ الأَرضُ السـَماءَ فَـأَوجُهٌ
شـُموسٌ وَأَيـدٍ مِـن حَيـا المُزنِ أَو كَفُ
أَشــارِحَ مَعنــى المَجـدِ وَهـوَ مُعَمَّـسٌ
وَمُجــزِلَ حَــظِّ الحَمــدِ وَهـوَ مُسَفسـِفُ
لَعَمـرُ العِـدا المُسـتَدرِجيكَ بِزَعمِهِـم
إِلـى غِـرَّةٍ كـادَت لَهـا الشـَمسُ تُكسَفُ
لَكــالوكَ صــاعَ الغَـدرِ لُـؤمَ سـَجِيَّةٍ
وَكيــلَ لَهُـم صـاعُ الجَـزاءِ المُطَفَّـفُ
لَقَد حاوَلوا العُظمى الَّتي لا شَوى لَها
فَــأَعجَلَهُم عَقــدٌ مِــنَ الهَـمِّ مُحصـَفُ
وَلَمّــا رَأَيــتَ الغَــدرَ هَـبَّ نَسـيمُهُ
تَلَقّـــاهُ إِعصـــارٌ لِبَطشــِكَ حَرجَــفُ
أَظَـــنَّ الأَعــادي أَنَّ حَزمَــكَ نــائِمٌ
لَقَــد تَعِـدُ الفَسـلَ الظُنـونُ فَتُخلِـفُ
دَواعـي نِفـاقٍ أَنـذَرَتكَ بِـأَنَّهُ سَيَشرى
وَيَــذوي العُضــوُ مِــن حَيــثُ يَشـأَفُ
تَحَمَّلــتَ عِبـءَ الـدَهرِ عَنهُـم وَكُلُّهُـم
بِنُعمــاكَ مَوصــولُ التَنَعُّــمِ مُــترَفُ
فَـإِن يَكفُـروا النُعمـى فَتِلكَ دِيارُهُم
بِســَيفِكَ قــاعٌ صَفصـَفُ الرَسـمِ تُنسـَفُ
وَطَــيَّ الثَـرى مَثـوىً يَكـونَ قُصـارَهُم
وَإِن طـالَ مِنهُـم فـي الأَداهِـمِ مَرسـَفُ
وَبُشـــراكَ عيــدٌ بِالســُرورِ مُظَلَّــلٌ
وَبِــالحَظِّ فــي نَيـلِ المُنـى مُتَكَنَّـفُ
بَشـــيرٌ بِأَعيــادٍ تُوافيــكَ بَعــدَهُ
كَمـا يَنسـُقُ النَظـمَ المُـوالي وَيَرصُفُ
تُجَــرِّدُ فيــهِ ســَيفَ دَولَتِــكَ الَّـذي
دِمـاءُ العِـدى دَأبـاً بِغَربَيـهِ تُظلَـفُ
هُـوَ الصـارِمُ العَضبُ الَّذي العَزمُ حَدُّهُ
وَحِليَتُــهُ بَــذلُ النَــدى وَالتَعَفُّــفُ
هُمــامٌ ســَما لِلمُلـكِ إِذ هُـوَ يـافِعٌ
وَتَمَّــت لَــهُ آيــاتُهُ وَهــوَ مُخلِــفُ
كَريــمٌ يَعُــدُّ الحَمــدَ أَنفَـسَ قِنيَـةٍ
فَيولَــعُ بِالفِعــلِ الجَميــلِ وَيُشـغَفُ
غَــدا بِخَميــسٍ يُقســِمُ الغَيـمُ أَنَّـهُ
لَأَحفَـــلُ مِنهـــا مُكفَهِــرّاً وَأَكثَــفُ
هُــوَ الغَيـمُ مِـن زُرقِ الأَسـِنَّةِ بَرقُـهُ
وَلِلطَبــلِ رَعــدٌ فـي نَـواحيهِ يَقصـِفُ
فَلَمّــا قَضــَينا مــا عَنانـا أَداؤُهُ
وَكُـــلٌّ بِمــا يُرضــيكَ داعٍ فَمُلحِــفُ
قَرَنّــا بِحَمــدِ اللَــهِ حَمــدَكَ إِنَّـهُ
لَأَوكَــدُ مــا يُحظــى لَــدَيهِ وَيُزلَـفُ
وَعُـدنا إِلـى القَصـرِ الَّـذي هُوَ كَعبَةٌ
يُغـــاديهِ مِنّــا نــاظِرٌ أَو مُطَــرَّفُ
فَــإِذ نَحــنُ طالَعنـاهُ وَالأُفـقُ لابِـسٌ
عَجـــاجَتَهُ وَالأَرضُ بِالخَيـــلِ تَرجُــفُ
رَأَينـاكَ فـي أَعلـى المُصـَلّى كَأَنَّمـا
تَطَلَّـــعَ مِــن مِحــرابِ داوُدَ يوســُفُ
وَلَمّــا حَضـَرنا الإِذنَ وَالـدَهرُ خـادِمٌ
تُشـــيرُ فَيُمضــي وَالقَضــاءُ مُصــَرِّفُ
وَصـَلنا فَقَبَّلنـا النَـدى مِنـكَ في يَدٍ
بِهـا يُتلَـفُ المـالُ الجَسـيمُ وَيُخلَـفُ
لَقَــد جُـدتَ حَتّـى مـا بِنَفـسٍ خَصاصـَةٌ
وَأَمَّنــتَ حَتّــى مــا بِقَلــبٍ تَخَــوُّفُ
وَلَـولاكَ لَـم يَسـهُل مِـنَ الـدَهرِ جانِبٌ
وَلا ذُلَّ مُقتـــــادٌ وَلا لانَ مَعطِـــــفُ
لَـكَ الخَيـرُ أَنّـى لـي بِشـُكرِكَ نَهضـَةٌ
وَكَيــفَ أُؤَدّي فَــرضَ مـا أَنـتَ مُسـلِفُ
أَفَــدتَ بَهيــمَ الحــالِ مِنِّــيَ غُـرَّةً
يُقابِلُهــا طَــرفُ الجَمــوحِ فَيُطــرَفُ
وَبَــــوَّأتَهُ دُنيـــاكَ دارَ مُقامَـــةٍ
بِحَيـــثُ دَنــا ظِــلٌّ وَذُلِّــلَ مَقطِــفُ
وَكَـــم نِعمَــةٍ أُلبِســتُها سُندُســِيَّةٍ
أُســَربَلُها فــي كُــلِّ حيــنٍ وَأُلحَـفُ
مَـــواهِبُ فَيّــاضِ اليَــدَينِ كَأَنَّمــا
مِـنَ المُـزنِ تُمرى أَو مِنَ البَحرِ تُغرَفُ
فَــإِن أَكُ عَبــداً قَــد تَمَلَّكـتَ رِقَّـهُ
فَــأَرفَعُ أَحــوالي وَأَســنى وَأَشــرَفُ
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.