
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا جالَ بَعدَكِ لَحظي في سَنا القَمَرِ
إِلّا ذَكَرتُــكِ ذِكــرَ العَيـنِ بِـالأَثَرِ
وَلا اِسـتَطَلتُ ذَمـاءَ اللَيـلِ مِن أَسَفٍ
إِلّا عَلــى لَيلَـةٍ سـَرَّت مَـعَ القِصـَرِ
ناهيــكِ مِــن ســَهَرٍ بَـرحٍ تَـأَلَّفَهُ
شـَوقٌ إِلى ما اِنقَضى مِن ذَلِكَ السَمَرِ
فَلَيـتَ ذاكَ السـَوادَ الجَـونَ مُتَّصـِلٌ
لَـو اِسـتَعارَ سـَوادَ القَلبِ وَالبَصَرِ
أَمّــا الضـَنى فَجَنَتـهُ لَحظَـةٌ عَنَـنٌ
كَأَنَّهـا وَالـرَدى جـاءا عَلـى قَـدَرِ
فَهِمتُ مَعنى الهَوى مِن وَحيِ طَرفَكِ لي
إِنَّ الحِــوارَ لَمَفهـومٌ مِـنَ الحَـوَرِ
وَالصـَدرُ مُـذ وَرَدَت رِفهـاً نَـواحِيَهُ
تـومُ القَلائِدِ لَـم تَجنَـح إِلـى صَدَرِ
حُسـنٌ أَفـانينُ لَـم تَسـتَوفِ أَعيُنُنا
غايــاتِهِ بِأَفــانينٍ مِــنَ النَظَـرِ
واهـــاً لِثَغـــرِكِ بــاتَ يَكلَــؤُهُ
غَيـرانُ تَسـري عَـواليهِ إِلى الثُغَرِ
يَقظـانُ لَـم يَكتَحِـل غَمضـاً مُراقَبَةً
لَرابِـطِ الجَـأشِ مِقـدامٍ عَلى الغِرَرِ
لا لَهــوُ أَيّـامِهِ الخـالي بِمُرتَجِـعٍ
وَلا نَعيـــمُ لَيـــاليهِ بِمُنتَظَـــرِ
إِذ لا التَحِيَّــةُ إيمــاءٌ مُخالَســَةً
وَلا الزِيــارَةُ إِلمــامٌ عَلـى خَطَـرِ
مُنــىً كَـأَن لَـم يَكُـن إِلّا تَـذَكُّرُها
إِنَّ الغَــرامَ لِمُعتـادٌ مَـعَ الـذِكَرِ
مَـن يَسأَلِ الناسَ عَن حالي فَشاهِدُها
مَحـضُ العِيانِ الَّذي يُغني عَنِ الخَبَرِ
لَـم تَطـوِ بُـردَ شـَبابي كَبرَةٌ وَأَرى
بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَعَرِ
قَبـلَ الثَلاثيـنَ إِذ عَهدُ الصِبا كَثَبٌ
وَلِلشــَبيبَةِ غُصــنٌ غَيــرُ مُهتَصــِرِ
هـا إِنَّهـا لَوعَـةٌ في الصَدرِ قادِحَةٌ
نـارَ الأَسـى وَمَشـيبي طـائِرُ الشَرَرِ
لا يُهنَىـءِ الشـامِتَ المُرتاحَ خاطِرُهُ
أَنّـي مُعَنّـى الأَمـاني ضـائِعُ الخَطَرِ
هَــلِ الرِيـاحُ بِنَجـمِ الأَرضِ عاصـِفَةٌ
أَمِ الكُسـوفُ لِغَيـرِ الشـَمسِ وَالقَمَرِ
إِن طـالَ في السِجنِ إيداعي فَلا عَجَبٌ
قَـد يودَعُ الجَفنَ حَدُّ الصارِمِ الذَكَرِ
وَإِن يُثَبِّـط أَبـا الحَزمِ الرِضى قَدَرٌ
عَـن كَشـفِ ضـُرّي فَلا عَتَبٌ عَلى القَدَرِ
مـا لِلـذُنوبِ الَّـتي جاني كَبائِرِها
غَيــري يُحَمِّلُنــي أَوزارَهــا وَزَري
مَـن لَـم أَزَل مِـن تَـأَنّيهِ عَلى ثِقَةٍ
وَلَـم أَبِـت مِـن تَجَنّيـهِ عَلـى حَـذَرِ
ذو الشيمَةِ الرَسلِ إِن هيجَت حَفيظَتُهُ
وَالجـانِبِ السَهلِ وَالمُستَعتِبِ اليَسَرِ
مَـن فيـهِ لِلمُجتَلي وَالمُبتَلي نَسَقاً
جَمـالُ مَرأَىـءً عَليـهِ سـَروُ مُختَبَـرِ
مُــذَلِّلٌ لِلمَســاعي حُكمَهــا شـَطَطاً
عَليـهِ وَهُـوَ العَزيزُ النَفسِ وَالنَفَرِ
وَزيــرُ ســَلمٍ كَفـاهُ يُمـنُ طـائِرِهِ
شـُؤمَ الحُـروبِ وَرَأيٌ مُحصـَدُ المِـرَرِ
أَغنَــت قَريحَتُــهُ مُغنــى تَجـارِبِهِ
وَنـابَتِ اللَمحَـةُ العَجلى عَنِ الفِكَرِ
كَـم اِشـتَرى بِكَـرى عَينَيـهِ مِن سَهَرٍ
هُـدوءُ عَيـنِ الهُـدى في ذَلِكَ السَهَرِ
فـي حَضـرَةٍ غـابَ صَرفُ الدَهرِ خَشيَتَهُ
عَنهـا وَنـامَ القَطا فيها فَلَم يَثُرِ
مُمَتَّــعٌ بِـالرَبيعِ الطَلـقِ نازِلُهـا
يُلهيـهِ عَـن طيـبِ آصـالٍ نَـدى بُكَرِ
مـا إِن يَـزالُ يَبُـثُّ النَبتَ في جَلَدٍ
مُـذ ساسـَها وَيَفيـضُ الماءَ مِن حَجَرِ
قَـد كُنـتُ أَحسـُبُني وَالنَجمَ في قَرَنٍ
فَفيـمَ أَصـبَحتُ مُنحَطّـاً إِلـى العَفَرِ
أَحيـنَ رَفَّ عَلـى الآفـاقِ مِـن أَدَبـي
غَـرسٌ لَـهُ مِـن جَنـاهُ يـانِعُ الثَمَرِ
وَســيلَةً ســَبَباً إِلّا تَكُــن نَســَباً
فَهُـوَ الـوِدادُ صَفا مِن غَيرِ ما كَدَرِ
وَبــائِنٍ مِــن ثَنــاءٍ حُسـنُهُ مَثَـلٌ
وَشـيُ المَحاسـِنِ مِنـهُ مُعلَـمُ الطُرَرِ
يُسـتَودَعُ الصـُحفَ لا تَخفـى نَـوافِحُهُ
إِلّا خَفـاءَ نَسـيمِ المِسـكِ في الصُرَرِ
مِـن كُـلِّ مُختالَـةٍ بِـالحِبرِ رافِلَـةٍ
فيهِ اِختِيالَ الكَعابِ الرَودِ بِالحِبَرِ
تُجفـى لَها الرَوضَةُ الغَنّاءُ أَضحَكَها
مَجـالُ دَمـعِ النَدى في أَعيُنِ الزَهَرِ
يـا بَهجَةَ الدَهرِ حَيّاً وَهُوَ إِن فَنِيَت
حَيــاتُهُ زينَــةُ الآثــارِ وَالسـِيَرِ
لـي فـي اِعتِمادِكَ بِالتَأميلِ سابِقَةٌ
وَهِجـرَةٌ فـي الهَوى أَولى مِنَ الهِجَرِ
فَفيـمَ غَضـَّت هُمـومي مِـن عُلا هِمَمـي
وَحـاصَ بـي مَطلَـبي عَن وِجهَةِ الظَفَرِ
هَـل مِـن سَبيلٍ فَماءُ العَتبِ لي أَسِنٌ
إِلـى العُذوبَـةِ مِـن عُتباكَ وَالخَصَرِ
نَـذَرتُ شـُكرَكَ لا أَنسـى الوَفـاءَ بِهِ
إِن أَسـفَرَت لِـيَ عَنهـا أَوجُهُ البُشَرِ
لا تَلـهُ عَنّـي فَلَـم أَسـأَلكَ مُعتَسِفاً
رَدَّ الصـِبا بَعـدَ إيفاءٍ عَلى الكِبَرِ
وَاِسـتَوفِرِ الحَـظِّ مِـن نُصـحٍ وَصاغِيَةٍ
كِلاهُمـا العِلـقُ لَـم يوهَب وَلَم يُعَرِ
هَبنـي جَهِلـتُ فَكـانَ العِلـقُ سـَيِّئَةً
لا عُـذرَ مِنهـا سـِوى أَنّي مِنَ البَشَرِ
إِنَّ الســـِيادَةَ بِالإِغضــاءِ لابِســَةٌ
بَهاءَهـا وَبَهـاءُ الحُسـنِ في الخَفَرِ
لَــكَ الشــَفاعَةُ لا تُثنـى أَعِنَّتُهـا
دونَ القَبـولِ بِمَقبـولٍ مِـنَ العُـذُرِ
وَاِلبَس مِنَ النِعمَةِ الخَضراءِ أَيكَتَها
ظِلّاً حَرامـاً عَلـى الآفـاتِ وَالغِيَـرِ
نَعيـمَ جَنَّـةِ دُنيـا إِن هِـيَ اِنصَرَمَت
نَعِمـتَ بِالخُلـدِ في الجَنّاتِ وَالنَهَرِ
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.