
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقـدِم كَمـا قَـدِمَ الرَبيعُ الباكِرُ
وَاِطلُـع كَمـا طَلَعَ الصَباحُ الزاهِرُ
قَسـَماً لَقَد وَفّى المُنى وَنَفى الأَسى
مَـن أَقـدَمَ البُشـرى بِأَنَّـكَ صـادِرُ
لِيُســـَرَّ مُكتَئِبٌ وَيُغفِـــيَ ســاهِرٌ
وَيَــراحَ مُرتَقِــبٌ وَيــوفِيَ نـاذِرُ
قَفَـــلٌ وَإِبلالٌ عَقيـــبَ مُطيفَـــةٍ
غَشـِيَت كَمـا غَشـِيَ السَبيلَ العابِرُ
إِن أَعنَـتَ الجِسـمَ المُكَـرَّمَ وَعكُها
فَلَرُبَّمــا وُعِـكَ الهِزَبـرُ الخـادِرُ
مــا كــانَ إِلّا كَــاِنجِلاءِ غَيابَـةٍ
لَبِـسَ الفِرَندَ بِها الحُسامُ الباتِرُ
فَلتَغــدُ أَلسـِنَةُ الأَنـامِ وَدَأبُهـا
شــُكرٌ يُجـاذِبُهُ الخَطيـبَ الشـاعِرُ
إِن كـانَ أَسـعَدَ مِـن وُصـولِكَ طالِعٌ
فَكَـذاكَ أَيمَـنَ مِـن قُفولِـكَ طـائِرُ
أَضــحى الزَمـانُ نَهـارُهُ كـافورَةٌ
وَاللَيــلُ مِسـكٌ مِـن خِلالِـكَ عـاطِرُ
قَـد كـانَ هَجري الشِعرَ قَبلُ صَريمَةً
حَـذَري لِـذاكَ النَقـدُ فيهـا عاذِرُ
حَتّــى إِذا آنَســتُ أَوبَـكَ بـارِئاً
صـَفَتِ القَريحَـةُ وَاِسـتَنارَ الخاطِرُ
عَــيٌّ قَلَبــتَ إِلـى البَلاغَـةِ عِيَّـهُ
لَــولا تُقــاكَ لَقُلـتُ إِنَّـكَ سـاحِرُ
لَقَّحــتَ ذِهنـي فَـاِجنِ غَـضَّ ثِمـارِهِ
فَالنَخــلُ يُحــرِزُ مُجتَنـاهُ الآبِـرُ
كَـم قَـد شـَكَرتُكَ غِبَّ ذِكرِكَ فَاِنتَشى
مُتَـــذَكِّرٌ مِنّـــي وَغَــرَّدَ شــاكِرُ
يـا أَيُّهـا المَلِـكُ الَّـذي عَلياؤُهُ
مَثَــلٌ تَنــاقَلُهُ اللَيـالي سـائِرُ
يـا مَـن لِبَـرقِ البِشـرِ مِنهُ تَهَلُّلٌ
مــا شـيمَ إِلّا اِنهَـلَّ جـودٌ هـامِرُ
أَنتَ اِبنُ مَن مَجدَ المُلوكَ فَإِن يَكُن
لِلمَجــدِ عَيـنٌ فَهُـوَ مِنهـا نـاظِرُ
مَلِـكٌ أَغَـرُّ اِزدانَـتِ الـدُنيا بِـهِ
وَأَعَــزَّ ديــنَ اللَـهِ مِنـهُ ناصـِرُ
أَبنــاكَ فـي ثَبَـجِ المَجَـرَّةِ قُبَّـةً
فَهَنــاكَ أَنَّــكَ لِلنُجــومِ مُخاصـِرُ
وَتَلَـقَّ مِـن سـِمَتَيكَ صـِدقَ تَفـاؤُلي
فَهُمــا المُؤَيَّـدُ بِـالإِلَهِ الظـافِرُ
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا.ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.