
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمَـرَّ حَيـاتي يـا نُضـارُ سـَقامُكِ
وَكَونُــكِ لا يَسـري إِليـكِ مَنامُـكِ
أَقَمـتِ شـُهوراً لا يَبُـلُّ لَك اللُهى
شـَرابٌ وَلا يَغـذوك يَومـاً طَعامُـكِ
تَــواتَرَت الأَسـقامُ نَفـخٌ وَسـَعلَةٌ
وَقَيــءٌ وَإســهالٌ فعــزَ مَرامُـكِ
وَعَمّـا قَليـلٍ يَـذهبُ البُـؤسُ كُلَّهُ
وَيَبدو عَلى إثرِ العُبوسِ ابتسامكِ
فنُصــبح فـي أنـسٍ وَخَيـرٍ وَصـحةٍ
وَحسـنِ شـَبابٍ طـالَ فيـهِ دَوامـكِ
غَـذيت بِـدَرِّ الفَضلِ مُذ كُنتِ طفلَةً
وَكـان بِتعليـمِ القُـرآن فِطامـكِ
قَـرَأتِ كِتـابَ اللَهِ وَالسُنَن الَّتي
أَتَـت عَـن رَسولِ اللَهِ فَهوَ إِمامُكِ
وَدارَستِ علمَ النَحوِ حَتّى لَقَد غَدا
فَصـيحاً بَليغـاً في البَيانِ كَلامُكِ
وَأتقنـتِ خَطّاً بارِعاً يَبهَرُ الحِجا
ففتَّـحَ عَـن زَهـرِ الرِيـاضِ كِمامُكِ
وَبِالكَعبـةِ الغَـرّاءِ طُفـتِ بِمَكَّـةٍ
وَللحجـر المسـوَدِّ كـانَ التثامُكِ
وَجـاوَرتِ أَيّامـاً بِهـا وَلَياليـاً
وَكـانَ كَـثيراً بِالمَقـامِ مُقامُـكِ
وَزُرتِ رَسـولَ اللَـهِ أَفضلَ من مَشى
عَلـى الأَرضِ وَاحتلَّـت هُناكَ خِيامُكِ
فَكـانَ بِبَيـتِ اللَـهِ بـرؤُكِ أَوَّلاً
وَزورة خَيـرِ الخَلقِ كانَ اِختِتامُكِ
نُضـيرةُ ما إِن في البَنات نَظيرةٌ
لَك اليَومَ فَخراً ما لَهُنَّ اِحتِشامُكِ
فَهمَّــةُ بنـتٍ فـي لِبـاسٍ وَزِينَـةٍ
وَأنـت بِتَحصـيلِ العُلومِ اِهتمامُكِ
فَلـو أَنَّ أُنثى لِلسَماءِ قَد اِرتَقَت
لَكـانَ بِأَعنـانِ السـَماءِ مُقامُـكِ
إِذا اِنتَظَـمَ الرِبّـابَ عِقدُ نفاسةٍ
فَفي وَسَطِ العِقدِ النَفيسِ اِنتِظامُكِ
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَعيشَ وَالآن قَد
أَتـاكِ مِـن اللَـهِ الكَريمِ حِمامُكِ
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي.كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر.توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب ، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان.له (شرح التسهيل)، و(مختصر المنهاج للنووي) و(الارتشاف) وغير ذلك.