
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَرى الجَـوهرُ العُلـويُّ للعالمِ العُلوِي
وَأُســكِنَ بَطــنَ الأَرض مَســتودَعَ السـّلوِ
وَعُطِّــلَ بَيـتُ العِلـمِ وَالـدينِ وَالحِجـا
مِـن الـذكرِ وَالقُـرآنِ وَالفقـهِ وَالنَحوِ
وَقَــد كــانَ مَعمــوراً بِســُنَّةِ أَحمَــدٍ
فَهـا هُـوَ ذا مِـن بَعـدِ أُنـسٍ بِها مُقوي
وَكــانَت نُضــارٌ فيــهِ شَمســاً منيـرةً
فَعوجِــلَ ذاكَ النُـورُ بِالكَسـفِ وَالمَحـوِ
فَتــاةٌ كَــأنَّ الحســنَ خُيِّـرَ أيـنَ مَـن
يَحِــلُّ بِهــا فاختارَهـا طـالبُ البَـأوِ
جَـرى النـاس شـَأواً للمعـالي وَقَصـَّروا
وَجــاءَت نُضــارٌ فيــهِ سـابِقَة الشـَأوِ
وَمــا لنضــارٍ فــي البَنــاتِ نَظيـرةٌ
لَفـاقَت بَنـاتَ الناسِ في الحَضرِ وَالبَدوِ
ســَلامٌ عَلــى ذاكَ الشـَبابِ الَّـذي لَهـا
تَــرَدّى رِداءَ العلـمِ وَالـدينِ وَالسـّروِ
ســَلامٌ عَلـى فَخـرِ البَنـاتِ الَّـتي غَـدَت
لــداتٌ لَهــا تزهـى بِهـا أَيَّمـا زَهـوِ
يُعَظِّمنَهـــا إِمّـــا حَلَلـــنَ بِمُنتَــدىً
فَيجلِسـنَ سـُفلاً وَهـيَ تَجلِـس فـي البَهـوِ
يُقَبِّلــنَ مِنهـا الـردنَ عِظمـاً لِشـأنِها
فَتُلقــي لَهُــنَّ الـدُرَّ مِـن مَنطِـقٍ حُلـوِ
أَبَعــدَ نُضــارٍ أَبتَغــي صــَفوَ عِيشــَةٍ
وَقَـد كُـدِّرَت يـا بُعـدَ عَيشـي مِن الصَفوِ
لَقَــد أَشــرَبَت قَلـبي وَطَرفـي وَمَسـمَعي
وَمـا لـيَ مِـن فكـرٍ وَمـا لـيَ مِـن عُضوِ
وَإِنّـــي مَعمـــورُ الزَمــانِ بِشَخصــِها
يمثـل لـي فـي الأَمـسِ وَاليَـومِ وَالغدوِ
وَعاهــــدتُ أَنّـــي لا أَزالُ إِزاءَهـــا
مُقيمــاً كَئيبـاً دائمَ الشـَوقِ وَالشـَجوِ
إِلــى أَن تُــوافيني شــَعوبُ فَنَرتَقــي
مِن الوَهدَةِ السُفلى إِلى العالمِ العُلوي
لَئِن كـانَ غَيـري قَـد سـَها عَـن حَـبيبِهِ
فَمـا أَنـا يَومـاً عَـن نُضـارَ بـذي سَهوِ
وَإِن كـانَ سـَكرانٌ مِـن الحُـبِّ قَـد صـَحا
فَــإِنّي ســَكرانٌ وَمــا لــي مِـن صـَحوِ
ســَقى رَوضــَةً حَلَّــت نُضــارُ قَرارَهــا
مُغِــبّ مِــن الغُــرِّ الغَـوادِي بِلا صـَحوِ
وَلا زالَ رَيحــــانٌ يُظِــــلُّ ضـــَريحَها
فَمـا رَوضـَةٌ تَحـوي كمثـلِ الَّـذي تَحـوِي
محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي.كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب حكي أنه سمع الحديث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو 450 شيخاً، كان شيخ النحاة بالديار المصرية أخذ عنه أكابر عصره كان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع درس النحو في جامع الحاكم سنة 704 هـ وأصبح مدرساً للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور في عهد السلطان القاهر الملك الناصر وتولى منصب الاقراء بجامع الأقمر.توفي بالقاهرة 28 صفر 745 هـ ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق صلاة الغائب ، ورثاه الصفدي وذكره في نكت الهيمان.له (شرح التسهيل)، و(مختصر المنهاج للنووي) و(الارتشاف) وغير ذلك.