
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســهرت ليلــى وعــدت ليلهـا
ليـــل رق ذي ضــمير مختلــج
مـا لهـا لا ترعـوي يـا ويلها
قلـت فـي نَفسـي وَنَفسـي تَنزَعِج
مســـكت خـــدا بكــف وبكــف
مسـحت دمـع انتحـاب فـوق خده
وَتَــراءَت بيــنَ حــزن واســف
وَهمــــوم وَعَــــذاب وَنَكَـــد
وَتبــدت مثــل بـدر قَـد خسـف
فحسسـت الـروح فـي العرق جمد
وَبِصــَوت أَظهــرت لــي ميلهـا
منـه نحـو الصـدق سـدت كل فج
لا تنكــر عَــن عجــوز فعلهـا
وَنهـوج اللـوم حـاذر أَن تلـج
ليـت أُمـي لـم تلـد ليلى وَلَم
تلــد الجــدة أمـي قـول حـق
كَيـفَ لا وَالعَيـش هـم فـوق هـم
وَبثــوب الحــر شـق حـذو شـق
فلكـم قاسـيت فـي الدنيا وكم
أَنبـل الـدهر فـؤادي فارتشـق
ذرت الأَوصــاب فَــوقي ذيلهــا
أَزعجتنــي وَهـي عِنـدي تَبتَهِـج
هَكَــذا أَقضــي حَيــاتي علهـا
تَجمَــع المَوجـوع يَومـا بفـرج
لسـت تـدري أَيُّهـا المَغرور من
حــالي المَشـؤوم الا مـا ظهـر
فــاروه عَنـي حَـديثا ذا شـجن
واعتـبر فالسـغر مـن لا يعتبر
فَلَقَــد شــاءَ الـه الخلـق أَن
أَلــد الطفليــن سـلمى وعمـر
وَيـحَ لَيلـى منهمـا يـا وَيلها
حيـــة طلــت وَثعبــان خــرج
جعلــت اظهــار عيـبي شـغلها
واِنتَحـى نحـو احتقاري وانتهج
خففــي ليلاي مــن هَـذا الاسـف
أَنــت أَسـباب حيـاة أَو ممـات
أَنــت ثقـل فوقنـا لمـا يخـف
أَنـت فـوق الصاعقات الماحقات
أَنـت أذللـت كِرامـا تحـت خـف
أَنــت أَذبلـت غصـونا يانِعـات
طبقــات الأَرض أَخفــت رملهــا
خَجَلا وَالريـــح جــاءَت بوهــج
وَطبــاق الجــو مــدت ليلهـا
جـائرا بالويـل فينـا ممـتزج
أَنـت فـي الغفلات نوحي من غفل
أَنـت في الدهشات في نوم عميق
فـي مَضـيق الجهـل ضـيعت الامل
وَرَميـت النشـء في ذاكَ المَضيق
فســدت وَاللَــه أَخلاقــك بــل
نفخــة قــد أَشـعلتها كحريـق
ركــب الخطــب لـديها خيلهـا
داســَت النــاس وَسـاقَت لهـرج
واســـتبدت محــرزات نيلهــا
كــل فكـر كـان كالنـار يـؤج
لــو تعلمــت بأوقـات الصـغر
ما اقترفت اليوم ذنبا لا يُطاق
لــو تعلقــت بــآداب البشـر
مـا بقي الاسلام في هذا الشقاق
لــو تكللــت بياقـات الزهـر
ما كَسانا الشوك طاقا فوق طاق
هَكَـذا الـدنيا نُعـاني هولهـا
وَســيوف المحــق فـي كـل ودج
وَالـدَواهي لَيـسَ يـبري نبلهـا
غيـــر كفيــك كَلامــا بحجــج
امهـات قفـن فـي وجـه البـدع
وارحـن الشـعب من هذي الهموم
فـي المَلاهـي زهـرة العمر تقع
وَبكـأس الـراح أَنـواع السموم
لــو أَردتـن المَعـالي لارتفـع
قـدم الاسـلام عـن فلـك النجوم
نحـو بنـت اليوم فاحذر قتلها
أَيُّهــا الانســان فـالأَمر حـرج
واذا مــا غزلــت خـذ غزلهـا
وَقــل الصـبح تَـراءى واِنبَلَـج
سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني.والمكنين بلاد في تونس.تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع هذا القرن.ولد على أبواب القرن العشرين في أكتوبر عام 1889 في بلده مكنين وكان من أسرة طيبة فدخل أحدى الكتاتيب ثم ترقى من مدرسة إلى أخرى وتعلم شيئاً من الفرنسية و تربى على الأخلاق الإسلامية وحب الوطن.وككل شاعر أحب الموسيقى وبرع في العزف على الكمنجة وقد ارتحل إلى دول عدة منها الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا له (ديوان شعر -ط).