
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَرَجــتُ وَقَــد لاحَ الصـباح هـرول
إِلـى نسـمات الـروض وَالطل نازِل
فَيـا لـه مـن روض بَـديع تكللـت
محاســنه بالــدر وَالـدر يجمـل
وَزَقزقـة الاطيـار وَالـديك صـادح
يرددهـا فالكـل فـي الزهر رافل
واغصــان دوح كلمــا حـط طـائِر
تلقتــه بالتَصــفيق اذ تَتَمايـل
وَفـي جيـدها قطـر كـان بجيـدها
عقـودا كَمـا تَـدري بهـا تتجمـل
تَســاقط مشـغوفا بهـا فَـتزاحَمَت
إِلـى نيلـه الازهـار وَالكل نائِل
طَبيعـة مـا أَبهـى منـاظرك الَّتي
بهـا لِبَقـائي فـي الشـَقا اتعلل
طَبيعـة مـا وَيلـي فَما أَنا سامِع
ومـن أَين هَذا الصوت للسمع واصل
بكـاء افـي هَـذي الحَديقـة هَكَذا
حَيــاتي عنــاء كلهــا وَمَشـاكل
نـأيت عَلـى عيـش البِلاد ومن درى
بـأني عَلـى مـا كنت أَخشاه نازِل
فَقَـد شـاهدت عَينـاي بنتا جَميلة
وَدمعتهــا مــن عينهـا تَتَنـازَل
عليهـا عَلامـات الكآبـة وَالشـَقا
وَفيهـا عَلـى ضـيق الفـؤاد دَلائل
تلطـخ منها الوجه وَالقطر تحتها
وَفيـه الثَـرى مـن تحتهـا يتحلل
وَكلتـا يـديها فـي اِنبساط مذلة
وَمقلتهــا فــي الافـق لا تتحـول
على انني ما كنت أَعرف ما الهَوى
فاصــبحت عَـن محبوبـتي اتسـاءَل
حَبيبـة قَلـبي مـا اِعتَراك اهكَذا
تَنـوين صـَبرا انمـا الصبر اجمل
هنـا رمقتنـي وَهـيَ فـي عبراتها
ترينـي بـأن الويـل فيهـا مسجل
وَقـالَت وَقَـد زادَت بهـا زَفراتها
بصــوت بـه أَبـداء غيـظ تحـاول
أَراكَ شــفوقا ان اخـذت بِناصـِري
وَكنـت لسـعدي أَيُّهـا المَرء تعمل
فالقـاك مقـداما والقـاك باسِلا
وَلَيـسَ اذا مـا عـدتني انت باسل
تنـح ابتعـد عنـي ودعنـي كَئيبة
وقـل ان اردت السب ما أَنتَ قائِل
أَتَـدعو بـان ابدي اليك ابتسامة
وَمنــك شـقائي ايُّهـا المُتَجاهِـل
وَتـدفع عنـي فـي النزال معاندا
وَأَنــتَ الَّـذي نـازَلتَني وَتنـازل
أَتَــدعو فـؤادي للحنـان واننـي
رايـت فـؤادي مـن سـهامك ينبـل
كفـى أَنـتَ مـن صـخر وَقَلبك جندل
تَـرى ثغـرك البسـام مـن يتجندل
فخــل فخـل البـؤس ينهـك قـوتي
وخـل لهيبـا فـي الحشـا يَتشاعل
ورح فــي ســَلام ان جامـك طافـح
وَذقهــا صـبوحا لا علـى المعـول
عَجيبـا أَتَبكي بعد أن كنت ضاحِكا
وَتسـكب ذاكَ الـدمع هَـذا المؤمل
لعلــك ابصــرت الصـواب مجسـما
فحــول قَلبــا كــاد لا يتحــول
وانـك تَبغـي الان ان تعـرف الَّتي
اهاجتــك فـاعلم اننـي اتَسـاهَل
انا الزَهرة التَعساءَ فاح اريجها
واوراقهــا مـن حزنهـا تَتَـذابل
رآهـا رَسـول المَـوت تَخشى خَياله
فاصـــبح بالمرصــاد لا يتنقــل
أَنـا الغصن في زهر الشَباب يقصه
بقــادومه الحطـاب وَهـو مولـول
أَنـا تونس الخَضراء ويك إِلى مَتى
عَلـى السير في نهج العلا تَتَغافَل
كانـك لا تلقـى المعـرة إِذ تَـرى
بلادك فـــي خطـــب وَلا تتقلقــل
كانــك تـزري بالحَيـاة وَتَرتَضـي
حَياتــك كــالمملوك بـل وَتؤمـل
اليست لك النفس الكَبيرة هَل تَرى
أَمانيــك لا تأتيــك أَو تَتَخيــل
بعــزم بحــزم باتحــاد بألفـة
رَجــاؤُكَ ســهل وَالسـَعادَة أَسـهَل
سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني.والمكنين بلاد في تونس.تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع هذا القرن.ولد على أبواب القرن العشرين في أكتوبر عام 1889 في بلده مكنين وكان من أسرة طيبة فدخل أحدى الكتاتيب ثم ترقى من مدرسة إلى أخرى وتعلم شيئاً من الفرنسية و تربى على الأخلاق الإسلامية وحب الوطن.وككل شاعر أحب الموسيقى وبرع في العزف على الكمنجة وقد ارتحل إلى دول عدة منها الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا له (ديوان شعر -ط).