
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـــذي بيــدي وَيلاه قــد ملأت صــدري
خطــوب اتــت مـن حيـث أَدري وَلا أَدري
دخلــت غمــار الحــرب والحـق واضـح
وَغادَرتهـا وَالحَـق قَـد صـارَ في القبر
مــددت يَــدي نحــو الســَلام فاصـبحت
تحــط الـدواهي كـل ويـل عَلـى ظهـري
أَنـا الشـرق يَكفـي أَن يَكـون بِجـانِبي
مــن اللَـه نصـر للرجـوع مـع النصـر
أَنـا الغـر لمـا ان اديرت رحى الوغى
أَنـا الغـر لا بـل لسـت وَاللَـه بالغر
فَمـا هُـوَ ذَنـبي يـا سـَماء وَمـا الَّذي
أَتيــت لاغــدو أكلــة الـرخ وَالنسـر
وَعَهــدي بِنَفسـي فـي المَعـالي ممتعـا
وَعَهـدي بِنَفسـي فـي الكَمال وَفي اليسر
أَتَطمَـــع أَوطـــان البَســيطة كلهــا
لتســقيني جامــا مـن الحنضـل المـر
أَتَرجــو مَمــاتي كَــي تَعيــش سـعيدة
عَلـى الأَرضِ شـَهرا أَو نهـارا من الشهر
فكلا وكلا لَيــــسَ بالســــَهلِ هَكَـــذا
ذبـــول حَيـــاتي دون ذنـــب ولا وزر
وليـــس بســـهل أَن تحطـــم دوحــتي
بفــأس تــأَتي مــن خـداع ومـن مكـر
أَمِثلـــي جــدير بالإِهانــة وَالشــَقا
وَفــي جســدي روح المعــزة وَالفخــر
أَمِثلــي يَكــون العبــد تلـك عَجيبـة
وايـن اذن مـن صـار فـي منصـب الحـر
أَيمكــن أَن أَغــدو الأَســير وَمقلــتي
تشــاهد فــي الأَوكــار حريـة الطيـر
اذن فــاِنزلي فَــوقي صــواعق نقمــة
فخيــر لــدي المـوت مـن ذلـك الاسـر
اذن فــاحرقيني يــا ســَماء بوابــل
مـن النـار ان انلار أَهـوَن فـي الضـر
فَلا وَالَّـــــــذي علاك لا تتعجلــــــي
وَلَو كانَ سيري اليوم في المسلك الوعر
ســأبدي لــك البرهــان مهلا فــإِنَّني
اشــد إِذا حــان الزَمـان مـن الصـخر
ســـأَجعَل أَبطــالي الأَعِــزاء منــزرا
يحيـط بهـذا القطـر انعـم بذا القطر
ســأَكتب فــي هَــذا الفَضــاء بـأَحرف
مـن النـار نحـو المجد أَو هوة القهر
وَيَكفـــي دَليلا أن بالشـــرق جـــذوة
لاخمادهـا بالوابـل اليـوم قـد تـزري
تــؤج بــأَرواح بهــا الغيــظ نـازِل
وَلَـولاه مـا أَبقَت لنا القلب في الصدر
الســت أَنـا قـولي السـت أَنـا الَّـذي
تضـاء بـه الـدنيا إِلـى مطلـع الفجر
الســت أَنــا مــن كـل ديـن تَطـايرَت
شــرارته منــي إِلــى الـبر وَالبَحـرِ
الســت أَنــا مــن صــافحتك يمينــه
وَقَـد كانَ من في الكَون من تحتنا يسري
نعــــم وَإِذا فارقتنــــا تعاســـَتي
فَلا بــد مــن عـود إِلـى ذلـك العصـر
فمـــدي يــدا واِســتقبليني فــإِنَّني
اليــك اخـف السـير بـل انَّنـي أَجـري
حَبيبــتي الاولــى لَقَــد طـالَ بينَنـا
زَمـان النَـوى هَـل تـذكرين صفا الدهر
وَقَــد حـانَ ان القـاك وَالثغـر باسـم
وَكَـم لـي مـن الأَفـراح فـي ذلك الثغر
الا أَيُّهــا الشــرقي هــل مــن تـأثر
يحــرك ذاكَ القلـب يَكفـي مـن الـذعر
وَهَــل لَــك مـن هـذي الرَزايـا منبـه
وَهَــل لَـكَ عنـد المـدلهمات مـن عـذر
إِلـى القبـة الزَرقاء سعيا إِلى السَما
إِلـى مجلـس مـا بيـنَ انجمهـا الزهـر
تعلـــق بأَســباب المَعــالي فانمــا
اليـك العلى تبدي الرضا لا إِلى الغير
وَقطــع يــدا أَمســَت تقطــع بالمَـدى
فــؤادك يــا لِلَّــه مــن ذلـك الأَمـر
هــي الغَفلـة العظمـى تفـاقم خطبهـا
فَنابـك منهـا الخسـر أَعظَم بذا الخسر
هــي الدهشـة الكـبرى فامـا زوالهـا
وامـا زوال الشـرق فـي غصـنة الزهري
فقــل أَيُّهـا الانسـان هـل انـت نـاقم
وَهَـل أَنـتَ راضـي كيفمـا كنـت في خسر
خـذ الشـعر واقـرا ان في الشعر حكمة
وان أَنـتَ لـم تعمـل فـويلي عَلى شعري
سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني.والمكنين بلاد في تونس.تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع هذا القرن.ولد على أبواب القرن العشرين في أكتوبر عام 1889 في بلده مكنين وكان من أسرة طيبة فدخل أحدى الكتاتيب ثم ترقى من مدرسة إلى أخرى وتعلم شيئاً من الفرنسية و تربى على الأخلاق الإسلامية وحب الوطن.وككل شاعر أحب الموسيقى وبرع في العزف على الكمنجة وقد ارتحل إلى دول عدة منها الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا له (ديوان شعر -ط).