
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غــن يــا شـَحرور لا تنحـب مَعـي
أَنــتَ لَـم تخلـق مَعـي للانتحـاب
خــل دَمعــي سـاكِبا مـن مَـدمَعي
واحتفـل للطـل مـن دمـع السحاب
خلنــي واحفـل بـأوراق الرَبيـع
منشــدا فَـوقَ الغصـون المورقـة
حيـث تَكسـوها مـن الوَشي البَديع
حلــة المَعشــوق شــمس مشــرقة
عـن فَـوقَ الـدوح بالصَوت الرَفيع
يَســمع المَحـزون تلـك الزَقزَقـة
علهـــا تَشــفي عَليــل الأَضــلع
حيــنَ تُنســيه همومــا وَعَــذاب
هـم تشـكو أَنـتَ فـي العـش تَنام
في رياض الحقل في الفرش الوَثير
واجـدا فـي النـور طورا وَالظَلام
تــارة حبــا لـه النفـس تَطيـر
فــوق تـل أَنـتَ تحيـا فـي سـَلام
أَو عَلـى الاعشاب في شاطي الغَدير
لا تَــــرى بعـــض ذئاب تـــدعي
أَنَّهـا جـاءَت إِلـى قتـل الـذئاب
آه لكــن مــا الَّــذي تنفـع آه
بَيـنَ قـوم لَـم يَزالـوا في جمود
أَخمــدت فــي أَرضــهم واســفاه
نـارهم فاِسـتَملحوا ذاك الخمـود
واســتفز الخطــب فيهـم قـدماه
فاِستَعاضـوا بانـدثار عـن خلـود
كلمــا أَفهمــت شخصــا لا يَعــي
أَو جموعــا قــابَلوني بالسـباب
كتــب النصــح لهــم فـاِمتَنَعوا
أَن يمـــدوا يــدهم للناصــحين
ليتهــم قَـد شـاهَدوا أَو سـمعوا
أَن ذل العيــش عيــش الخـاملين
غيــر أَن القــوم لمـا أَجمَعـوا
عَـن تَلاقيهـم لَـدى الداء المَكين
حــرت واِستَعصــى حجـاب المنبـع
أَن يَـروا نورَ الهدى خلف الحِجاب
أَن يَكُـن فيـك شـقاهم يـا نجـوم
فـاغربي أَو فيـك يـا بدر احتجب
أَو تكـن تحـويه يـا هَذا النَسيم
فـابق فـي مـأواك ملغـى لا تهـب
أَو تَكُـن يـا غيـث تخفيـه ليـوم
فاســكن الأفــق وَحـاذر أَن تصـب
واجهــدي يــا شــمس ألا تطلعـي
ان تكــن منـه تَراكيـب اللعـاب
أشــكل الـداء عَلـى الآسـي فَمـا
أَسـخف الآسـي وَمـا أَشـقى العَليل
لَيــسَ هَــذا سـَببا فـي كـل مـا
حـل بالشـرقي مـن هَـذا القَبيـل
انمــا فـي الـروح يَشـكو أَلَمـا
واعتلال الــروح ذو قــال وَقيـل
فلا حـــاول بالـــدَواء الانجــع
رتـق ثـوب قبـل أَن تبلى الثياب
أَيُّهــا الشــَرقي دم فـي رقـدتك
ريثمــا يَبـدو لعينيـك الصـَباح
وَلتكـــن آلامنــا فــي غفلتــك
واحـدا فـي آهـة الشـعب ارتياح
أَنــتَ لا تَــدري لمعنــى خلقتـك
غيـر كـون الجسـم والأعضـا صحاح
حَيثمــا تلــق المَراعــي تَرتَـع
ثـم تسـقى حيثمـا تلـق الشـراب
أَنـتَ يـا شـَرقي اعبـد حـال فـي
قَلبــه لا وجهــه لــون السـواد
أَنــتَ عَبــد وَلتكـن فـي مـوقفي
أَن تحـاول طـرق أَبـواب العنـاد
أَنــتَ مــن أَدنـى خَيـال تَختَفـي
أَنـــتَ روح ذللوهــا بالجَمــاد
فيــك رمــز المُسـتَحيل الرابـع
دس فــي كنهــك تخفيـف المصـاب
دعــك مــن أَرض أَريقــت فوقهـا
مــن أَب الــبيت دمــاء طـاهرة
دعــك مــن شـمس أَضـاءَت روقهـا
دعـك مـن هـذي النسـام العاطرة
أَنـــتَ لا تــدرك فيهــا حقهــا
ســاخرا منهــا فأمســت سـاخرة
لا تريهــا غيــر جبــن الضـفدع
أَو فـرار القـط أَو وقـع الذباب
دونــك الصــَحراء ان شــئت وان
تقبــل الصــَحراء فيهـا مسـكنك
أَيـن تلقـى الصـحب مـن شكلك من
كــل مــن هيهــات أَن لا يَلعنـك
وَلتنــم مـا شـئت فيهـا وَلـتئن
جــاعلا مــأوى الأَفــاعي مكمنـك
وادع الأســـــفار أَولا فــــادع
أَنـك المطـرود مـن هَـذا التراب
وانـس مـا أَبقيـت فـي أَرجائهـا
مــن متــاع ذبــت فـي تحصـيله
فَهــو قَـد أَمسـى إِلـى أَعـدائها
مغنمــا لَـم يتعبـوا فـي نيلـه
حيــث مـد الـذئب فـي أَنحائهـا
ربقـــة يَرمــي إِلــى تحصــيله
فَليَكــن منتصــرا فــي المصـرع
وَلتكــن بعــض ضـَحايا الانتـداب
سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني.والمكنين بلاد في تونس.تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع هذا القرن.ولد على أبواب القرن العشرين في أكتوبر عام 1889 في بلده مكنين وكان من أسرة طيبة فدخل أحدى الكتاتيب ثم ترقى من مدرسة إلى أخرى وتعلم شيئاً من الفرنسية و تربى على الأخلاق الإسلامية وحب الوطن.وككل شاعر أحب الموسيقى وبرع في العزف على الكمنجة وقد ارتحل إلى دول عدة منها الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا له (ديوان شعر -ط).