
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي كـل فاتحـةٍ فـي القـولِ معتـبرَه
حـقُّ الثنـاءِ علـى المبعـوثِ بالبقرَه
فــي آل عمــران قـدماً شـاعَ مبعثـه
رجــالهم والنسـاءُ استوضـحُوا خـبرَه
مــن مـدَّ للنـاسِ مـن نُعمـاهُ مـائدةً
عمــت فليسـت علـى الأنعـامِ مقتصـره
أعـراف نُعمـاهُ مـا حـلَّ الرجـاءُ بها
إلا وأنفـــالُ ذاك الجــودِ مُبتــدرَه
بـــه توســـلَ إذ نـــادى بتــوبته
فـي البحـر يُـونسُ والظلمـاء معتكره
هــودٌ ويوســفُ كــم خـوفٍ بـه أمنـا
ولــن يُـروع صـوتُ الرعـدِ مـن ذكـرَه
مضــمونَ دعــوةِ إبراهيـم كـان وفـي
بيـت الإلـه وفـي الحجـر التمس أثرَه
ذُو أمـــةٍ كـــدوى النحــل ذكرُهُــم
فــي كـل قُطـرِ فَسـبحان الـذي فطـره
بكهــفِ رُحمــاهُ قـد لاذَ الـورى وبـه
بُشـرى ابـن مريـمَ في الإنجيلِ مُشتهرَه
ســماهُ طــهَ وحــضَّ الأنبيــاءَ علــى
حـجِّ المكـانِ الـذي مـن أجلـهِ عمـرَه
قـد أفلـح الناسُ بالنورِ الذي غمرُوا
مــن نُــورِ فُرقــانه لمـا جلا غُـرَرَه
أكـابر الشـعراءِ اللسـين قـد عجزوا
كالنمــل إذ ســمعت آذانهــم سـورَه
وحســـبهُ قصـــصٌ للعنكبـــوتِ أتــى
إذ حـاكَ نسـجاً ببـابِ الغارِ قَد سَتَرَه
فـي الـرومِ قـد شـاعَ قدماً أمرهُ وبهِ
لُقمــانُ وفــقَ للــدرِّ الــذي نـثرَه
كـم سـجدةٍ فـي طُلـى الأحزابِ قد سجدت
ســـُيوفُهُ فـــأراهم ربـــهُ عـــبرَه
ســباهم فــاطِرُ الســبعِ العُلا كرمـاً
لمـن بياسـين بيـن الرسـلِ قـد شهره
فــي الحـزب قـد صـفت الأملاكُ تنصـرُهُ
فصــادَ جمــعَ الأعـادي هازمـاً زُمَـرَه
لغــافرِ الــذنب فــي تفضـيله سـُورٌ
قــد فُصــِّلَت لمعــانٍ غيــرِ منحصـِرَه
شــُوارهُ أن تهجـرَ الـدنيا فزخرفهـا
مثـل الـدخان فيعشـى عيـن مـن نظره
غــزت شــريعته البيضـاءُ حيـن أتـى
أحقـافَ بـدرٍ وجُنـدُ اللَـهِ قـد نصـرَه
فجــاءَ بعـدَ القِتـالِ الفتـحُ مُتصـِلا
وأصــبحت حجــراتُ الــدينِ منتصــرَه
بقــافَ والـذاريات اللَـهُ أقسـم فـي
أن الــذي قــالهُ حــقُّ كمــا ذكـره
فـي الطـورِ أبصـر موسـى نجـمَ سُؤدَدِهِ
والأفــقُ قــد شــقَّ إجلالاً لــهُ قمـرَه
أســرى فنــالَ مـن الرحمـانِ واقعـةً
فــي القُــربِ ثبـتَ فيـه ربُـه بصـره
أراه أشــياءَ لا يقـوى الحديـدُ لهـا
وفــي مجادلــةِ الكُفــارِ قــد آزره
في الحشر يوم امتحانِ الخلقِ يُقبلُ في
صــفٍّ مــن الرُســلِ كـلُّ تـابعٌ أثـرَه
كـــفُّ يُســبِّحُ للــه الحصــاةُ بهــا
فاقبـل إذا جـاءك الحـقُّ الـذي قدره
قـد أبصـرت عنـدهُ الـدنيا تغابُنهـا
نـالت طلاقـاً ولـم يصـرف لهـا نظـرَه
تحريمــهُ الحــبَّ للــدنيا ورغبتــهُ
عـن زهـرةِ المُلـكِ حقـاً عنـدما نظرَه
فـي نـونَ قـد حقَّـتِ الإمـداحُ فيه بما
أثنـى بـه اللَـه إذ أبـدى لنا سيرَه
بجـــاهِهِ ســالَ نُــوحٌ فــي ســفيتهِ
سـُفنَ النجـاة ومَـوجُ البحـرِ قد غَمَرَه
وقــالت الجـنُّ جـاءَ الحـقُّ فـاتبِعُوا
مـــزملاً تابعــاً للحــقِّ لــن يــذَر
مُــدثراً شــافِعاً يـومَ القيامـةِ هـل
أتــى نــبيٌّ لــه هــذا العُلا ذخـرَه
فـي المُرسـلاتِ مـن الكتـب انجلى نبأ
عـن بعثـه سـائرُ الأخبـارِ قـد سـَطَرَه
ألطـافُهُ النازِعـاتُ الضـيمَ فـي زمَـنٍ
يَــومٌ بـهِ عَبَـسَ العاصـي لمـا ذعَـرَه
إذ كُـوِّرَت شـمسُ ذاك اليـومِ وانفطَـرَت
ســماؤُهُ ودَعَــت ويــلٌ بــه الفجـرَه
وللســماءِ انشــقاقُ والبُــروجُ خَلَـت
مــن طــارقِ الشـهبِ والأفلاكُ مسـتتِرَه
فسـَبِّح اسـمَ الـذي فـي الخلـقِ شـفَّعَهُ
وهــل أتـاكَ حـديثُ الحـوضِ إذ نَهَـرَه
كـالفجرِ فـي البَلَـدِ المحـروسِ غُرَّتُـهُ
والشـمسُ مـن نُـورِهِ الوضـاحِ مُسـتَتِرَه
والليـل مثـلُ الضـحى إذ لاحَ فيه ألم
نشـرح لـكَ القَـولَ في أخبارهِ العَطِرَه
ولـو دعـا الـتينَ والزيتـونَ لابتدرا
إليـه فـي الحيـن واقرأ تستبن خبَرَه
فـي ليلـةِ القـدرِ كم قد حازَ من شَرَفٍ
فـي الفخـر لـم يكن الإنسانُ قد قدره
كـم زلزلـت بالجيـاد العاديـاتِ لـهُ
أرضٌ بقارعَـــةِ التخويـــف منتشــِرَه
لــه تكــاثرُ آيــاتٍ قــد اشــتهرت
فــي كــلِّ عصــرٍ فَويـلٌ للـذي كفَـرَه
ألـم تـرَ الشـمسَ تصـديقاً لـهُ حُبِسـَت
علــى قُرَيـشٍ وجـاءَ الـروحُ إذ أمَـرَه
أرأيـــتَ أنَّ إلـــهَ العــرشِ كَرَّمَــهُ
بكــوثَرٍ مُرســَلٍ فــي حَوضــِهِ نَهــرَه
والكـافرونَ إذا جـاءَ الـورى طُـرِدُوا
عـن حوضـِهِ فلقـد تبَّـت يـدا الكفَـرَه
إخلاصُ أمـــداحهِ شــُغلي فكــم فَلَــقٍ
للصـبحِ أسـمعتُ فيـه النـاسَ مَفتَخِـرَه
أزكــى صـلاتي علـى الهـادي وعـترتهِ
وصـــحبهِ وخُصوصـــاً منهُـــمُ عَشــَرَه
صــديقهم عُمَــرُ الفــاروقِ أحزمُهُــم
عُثمــانُ ثُــمَّ علــيُّ مُهلِــكُ الكفـرَه
ســَعدٌ ســعيد عبيــد طلحــة وأبــو
عبيــدةَ وابــن عـوفٍ عاشـِرُ العشـَرَه
وحمــــزةُ ثـــم عبـــاسٌ وآلهُمـــا
وجعفـــرٌ وعقيـــلٌ ســـادةٌ خيـــرَه
أولئك النــاسُ آل المصــطفى وكفــى
وصــحبهُ المقتـدونَ السـادةُ البَـرَرَه
وفــي خديجــةَ والزهـرا ومـا ولـدت
أزكــى مــديحي سـأهدي دائمـاً دُرَرَه
عــن كـل أزواجـهِ أرضـى وأوثـرُ مـن
أضـحت براءتهـا فـي الـذكرِ منتشـرَه
أقســمتُ لا زِلـتُ أهـديهم شـذا مـدحي
كــالروضِ ينــثرُ مـن أكمـامهِ زَهَـرَه
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الهواري المالكي الأعمى.ولد بالمرية من أعمال الأندلس سنة 698 هونشأ بها طالباً للعلم فتتلمذ على عدد من علماء عصره ووطنه في القرآن والنحو والفقه والحديث.وفي عام 738 هـ خرج حاجاً ومر بمصر وتوجه إلى دمشق ثم حلب فالبيرة حيث أمضى بقية حياته، سمع ابن جابر الحديث في دمشق من الحافظ المزي واتصل بسلاطين ماردين ومدحهم وحصل على صلات عظيمة منهم وقد توفي في البيرة سنة 780ه.