
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا ظبيـةَ الوَعسـاءِ قَد بَرِح الخَفا
إِنّـي صـَبَرتُ عَلـى فراقـك مـا كَفـى
كَـم قَـد عَصـيت عَلـى هَـواكِ عَواذِلي
وَأُثــابُ بِالتَبعيـد مِنـكَ وَبِالجَفـا
حَمّلتِنــي مـا لا أطيـق مـن الهَـوى
وَســَقَيتِني مِـن غنـج لحظـك قَرقفـا
وَكَســَوتِني ثَــوب النحـول فَمَنظَـري
لِلنـاظِرين عَـن العَيـان قَـد اِختَفى
هَـــذا قَتيلــكِ فَــاِرحَميه فَــإِنَّهُ
قَـد صـارَ مِـن فَرط النُحول عَلى شَفا
لَهفــي عَلــى زَمَـنٍ تَقضـّى بِـالحِمى
وَعَلــى مَحــلّ بِــالأجَيرع قَـد عَفـا
أَتــرى يَعـود الشـَمل كَيـفَ عَهـدته
وَيَصـــير بَعــد فِراقــه مُتَأَلّفــا
لِلّــهِ دَرّكِ يــا ســَلا مِــن بَلــدةٍ
مـن لَـم يُعاين مثل حسنك ما اِشتَفى
قَــد حـزتِ بَـرّاً ثُـم بَحـراً طاميـاً
وَبِـــذاك زدتِ مَلاحَـــةً وَتَزخرفـــا
فَـإِذا رَأَيـت بِهـا القَطـائع خلتها
طَيـراً يَحـوم عَلـى الـوُرود مُرَفرِفا
وَالجــاذِفين عَلـى الركيـمُ كَـأنّهم
قَــومٌ قَـد اِتَّخَـذوا إِمامـاً مُسـرِفا
جَعــل الصــَلاة لَهُـم رُكوعـاً كُلّهـا
وَأَتـى ليشـرع فـي السـُجود مخفّفـا
وَالمَــوج يَــأتي كَالجِبـال عُبـابُه
فَتظنّــه فَــوقَ المَنــازل مُشــرفا
حَتّــى إِذا مـا المَـوج أَبصـَر حَـدّه
غَــضّ العِنـان عَـن السـّرى وَتَوقَّفـا
فَكَـــأَنَّه جَيـــشٌ تَعـــاظم كَــثرةً
قَــد جـاءَ مُزدَحِمـاً يبـايع يوسـفا
ملــك بِــهِ تُزهـى الخَلافـة وَالعلا
وَبِـهِ تَجـدّد فـي الرِياسـة مـا عَفا
مَن لَم يَزَل يَسبي الفَوارس في الوَغى
إِن سـلّ يَومـاً فـي الكَريهـة مُرهفا
أَلِفَـــت مَحبّتـــه القُلــوبُ لِأَنَّــهُ
ملــكٌ لَنـا بِـالجود أَضـحى مُتحِفـا
أَلقــى إِلَيـهِ الأَمـرَ وَالـدُه الَّـذي
عَـن كُـلّ خَطبٍ في الوَرى ما اِستَنكَفا
يَعقــوبٌ الملـكُ الهمـام المُجتـبى
الماجــد الأَوفـى الرَحيـم الأَرأفـا
طُـوبى لِمَـن فـي النـاس قَبّـلَ كَفّـه
وَالوَيــل مِنـهُ لِمَـن غَـدا مُتَوَقِّفـا
أَعطــاكَ رَبّــك وَاِرتَضــاك لِخَلقــه
فاِقتــل بِسـَيفك مِـن أَبـى وَتَخَلّفـا
وَاِمــدُد يَمينَــك لِلوجــود فَكُلّهُـم
اليَـــوم عـــادَ مُــؤمّلاً مُتَشــَوّفا
فَـاليَوم لا تَخشـى النَعـامُ ذِئابَهـا
وَيَعــود مَــن يَسـطو بِهـا مُتَعطِّفـا
صـــَلُح الزَمــان فَلا عَــدوٌّ يُتّقــى
لَــم يَخــش خَلــقٌ فـي علاك تَخوّفـا
يـــا مَــن ســُرِرتُ بِملكــه وَعَلائه
اليَــومَ أَعلَــمُ أَن دَهــري أَنصـَفا
فَــإِذا مَلَكــتَ فَكُـن وَفيّـاً حازِمـاً
واِعلـم بِـأَنّ الملـك يَصـلح بِالوَفا
وَأَفِــض بِــذَلِكَ لِلوُجـود وَكُـن لَهُـم
كَهفــاً وَكُــن بِبعيــدهم مُسـتَعطِفا
فَـالجودُ يُصـلح مـا تَثَلّم في العلا
وَسـِواه يُفسـد فـي الخِلافـة ما صَفا
إِنّ البَرِيّــة فــي يَــدَيك زِمامُهـا
فَاِحــذَر فــديتُك أَن تَكـون مُعَنّفـا
يـا مَـن تَسـَربَل بِالمَكـارم وَالعلا
لا زالَ حاســـِدُكُم يَزيـــد تَأَســُّفا
خُــذها إِلَيــك قَصــيدَةً مِـن شـاعرٍ
فـي نَظـم فَخـرك كَيـفَ شـاءَ تَصـَرّفا
خَضــَعَ الكَلامُ لَــهُ فَصــارَ كَعَبــدِهِ
مــا شــاءَ يصـنع ناظِمـاً وَمُؤلّفـا
لا زالَــت الأَمجــادُ تَخــدُمُ ملككـم
مــا زارَت الحُجّـاجُ مَـروةَ وَالصـَفا
أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد.يعرف بعزوز الملزوزي نسبة إلى ملزوزة إحدى قبائل زناتة. وهو من أهل مكناس كان شاعر دولة المنصور المريني والأديب الملحوظ في بلاطه.كان شاعراً مكثراً سيال القريحة منحط الطبقة متجنداً عظيم الكفاية والجرأة جسوراً على الأمراء علق بخدمة الملوك من آل عبد الحق وأبنائهم ووقف أشعاره عليهم وأكثر النظم في وقائعهم.