
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـيرةُ يَعقـوبَ بـن عَبـد الحَقّ
قَـد حـازَ فيهـا قَصَبات السَبق
ســيرتُهُ أَن يَقــرأ الكِتابـا
وَيــذكر العُلــوم وَالآدابــا
يَقــوم لِلصــَلاة ثُلـثَ اللَيـل
وَمـا لَـهُ عَـن وِردِهِ مِـن مَيـل
حَتّى إِذا ما الصُبح لاحَ وَاِنصَدَع
قــامَ وَصــَلّى للإلــه وَرَكَــع
وَضــجّ بِالتَســبيح وَالتَقـديس
حَتّـى يُتـمّ الحزب في التَغليس
يَقـــرأ أَوّلاً كِتــاب الســير
وَالقصــص الَّــتي بِكُــل خَبَـر
ثُــمَّ فُتـوح الشـام بِاجتِهـاد
وَبَعــده المَعــروف بِالإِنجـاد
ســُؤاله تَعجـز عَنـهُ الطَلَبـه
وَمـن لَـدَيهِ مِـن أَجـلّ الكَتَبه
يَقعـد للكُتـب إِلى وَقت الضُحى
ثُــم يصـليها كَفعـل الصـلحا
وَيَــأمر الكُتّــاب بِــالأَوامر
فــي بـاطن مِـن سـرّه وَظـاهر
وَيَــدخلُ الأَشــياخُ مِـن مريـن
لِلـرأي وَالتَـدبير وَالتَزييـن
مَجلســـُه لَيــسَ بِــهِ فجــور
وَلا فَــتى فــي قَــولهِ يَجُـور
كَـأَنَّهُم مثـل النُجـوم الزّهـر
وَبَينَهُـم يَعقـوب مثـل البَـدرِ
قَـد أُلبِـسَ الوَقـار وَالسَكينه
وَحَــلّ فــي مَكانــةٍ مَكينــه
حَتّـى إِذا مـا حانَ وَقتُ الظُهرِ
قـامَ إِلـى بَيت النَدى وَالفَخرِ
يَبقـى إِلـى وَقـت صـَلاة العَصر
يَــأتي بِقَصــد نَهيـهِ وَالأَمـر
فَيُنصـف المَظلـوم مِمّـن ظلمـه
وَلَـم يَـزَل إِلـى صـَلاة العَتمَه
ثُــمَّ يــؤمّ بَيتَــه الكَريمـا
وَيَــترُك الــوَزير وَالخَـديما
ثُــمَّ يَنــامُ تــارَةً وَتــاره
يــــدبّر الأُمــــور وَالإِداره
مـا إِن يَنام اللَيل إِلّا ساهِرا
يَنـوي الجِهـاد باطِناً وَظاهِرا
رَأَيتُــه يَصــحبها التَمكيــن
مُبـــارك طـــالعه مَيمـــون
فَــأَمّن الغَــرب مِـن الفَسـاد
وَنَشــرَ العَـدل عَلـى العِبـاد
وَلَـم يَـدع في الغَرب مَن يَجُور
وَزالَــت الأَهــوال وَالفجــور
وَخَضــَعَت مَريــنُ تَحــتَ قَهـره
وَأَذعَنـــوا لِنَهيــه وَأَمــره
وَرَفَــع الظُلــم عَـن الرَعيـه
وَقمــع الطغـاة فـي البَريّـه
فَهَـل سـَمعتُم مثلَ هَذي السيره
وَهَـــذِهِ المَـــآثر الأَثيــره
كَــذاكَ كــانَ فعلــه قَـديما
بِـذاك نـالَ الملك وَالتَعظيما
أبو فارس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد.يعرف بعزوز الملزوزي نسبة إلى ملزوزة إحدى قبائل زناتة. وهو من أهل مكناس كان شاعر دولة المنصور المريني والأديب الملحوظ في بلاطه.كان شاعراً مكثراً سيال القريحة منحط الطبقة متجنداً عظيم الكفاية والجرأة جسوراً على الأمراء علق بخدمة الملوك من آل عبد الحق وأبنائهم ووقف أشعاره عليهم وأكثر النظم في وقائعهم.