
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الرجُــلُ الحَطّـابُ ضـاعَت فَأسـه
وَاِشـتَعَلَت بِـالهَمّ يَومـاً رَأسـه
وَكُـــلُّ حَطـــابٍ بِغَيــر فــاسِ
لا يَعـرف الراحَـةَ بَيـنَ النـاس
ســَمعته قــالَ بِــأَرض الـروم
كَيـــفَ أَرى عَيشــي بِلا قَــدّوم
دَعوتــك اللَهُــمَّ يــا مَـولائي
إِقبَـل رَجـائي وَاسـتمع دُعـائي
وردَّ راحَـــتي بـــردِّ فاســـي
حاشـا لِمَـن يَرجـوكَ أَن يُقاسـي
فَقبــل اللَــهُ دَعــا الحطّـاب
وَجــاءهُ شــَخصٌ مِــن الســحاب
وَقـالَ هَـل تَعـرف هَـذي الفاسا
وَلا تَــرى بِغَيرِهــا التِباســا
قـالَ نَعـم أَعـرف حَـق المَعرفَه
وَأَنـا خَيـر مَـن أَتـاكَ بِالصِفَه
أَظهـر فَأسـاً يَـدها مِـن الذَهب
فَــأَنكَر الحَطـاب وَالحَـقّ طلـب
وَبَعــد فَأسـاً يَـدها مِـن فضـه
قـالَ لَـهُ الحَطـاب ذا لَم أَرضَه
ثُـم أَراه كُنـهَ مـا كـانَ طَلـب
إِذ هِـيَ فَـأس يَـدُها مِـن الخَشَب
قـالَ نَعَـم ذي الفَأس حَقاً فَأسي
لأَنـــتَ خَيـــرُ ســَيِّدٍ مُواســي
قــالَ صــدقتَ وَجُزيــت خَيــراً
خُــذ هَـذِهِ الفُـؤوس منـي طُـرّا
فَــأَنتَ أَهـلُ الخَيـرِ وَالإِكـرامِ
وَخَيــرُ مَــن يَصـدقُ فـي الكَلام
وَشــاعَ أَمــر هَــذِهِ الـوَقيعَه
فــي كُــل ملَّــةٍ وَكُــل شـيعَه
فَخرجــت كُــل الرِجــال تـدَّعي
أمـــامه عَلــى فُــؤوسٍ ضــُيَّع
وَمُـذ أَتـوا أَمـامه وَاِجتَمَعـوا
وَسـَألوا الفُـؤوس مِنـهُ وَاِدَّعوا
قــامَ عَلـى مَـن اِدَّعـى وَشـَتمه
وَكُــلُّ مَــن لَــجَّ عَلَيـهِ لكمـه
وَقـالَ بِـالخَير يَفـوز مَـن صَدَق
وَمَن مَشى بِالزور فَالضَرب اِستَحق
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.