
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
النـاسُ تَهـوى دائِمـاً ما يُحكى
وَلَــو يَكـون مـا يُقـالُ إِفكـا
مِــن الحِكايـات يَنـالهُم طَـرَب
وَقَــد يفضـلونها عَلـى الخُطـب
أَمـا سـَمعت مـا رَواهُ الـراوي
شـــُهدَ حَــديثٍ لِلغَليــل راوي
كـانَ خَطيـبٌ قـامَ فَـوقَ المنبرِ
وَقـالَ رَبِ اِرحَـم وَسـامح وَاِغفِر
يَـا أَيُّهـا النـاس هَلُمّوا عِندي
فَجــاءهُ رَهــط كَــثير العــدِّ
فَحمــدَ اللَــه وَصــَلّى بَعــده
عَلـــى نَــبيٍّ لا نَــبيَّ بَعــده
وَهَــمَّ بِــالوَعظ مَـع النَصـيحَه
لِقَــــومِهِ بِخطبـــةٍ فَصـــيحَه
وَذَكــر الَّــذين مَـرُّوا وَمَضـوا
وَعَـدَّ أَلفـاً مِـن مُلـوك اِنقَضوا
فَمـا اِهتَـدوا بِقَـولِهِ المَليـح
وَراحَ مــا يَخطبـه فـي الريـح
ومُـذ رَأى الخَطيـب ذَلِـكَ الخَبَر
وَأَنهـم قَـد صـَرَفوا عَنهُ النَظَر
غَيَّــرَ مِــن خطبتـه المَوضـوعا
وَحــاوَلَ التَبــديلَ وَالرُجوعـا
رَوى لَهُـــم لِـــوَقتِهِ حِكــايَه
أَطنــب فـي إِلقائِهـا لِلغـايَه
وَقــالَ إِن الأَرضَ يَومــاً سـارَت
بِســــمكٍ وَبِطيــــورٍ طـــارَت
وَبَينَمــا الجَميــعُ فــي مَمَـرّ
إِذ اِنتَهـــى طَريقُهُــم لِنَهــرِ
فَطــارَت الطُيـور فـي السـَماءِ
وَعــامَت الأَسـماك تَحـتَ المـاء
وَبَعـــد زمّ شـــَفَتَيهِ وَســـَكَت
وَكـانَ فـي سـُكوتِهِ كُـل النُكَـت
قـالَت لَـهُ النـاس وَلـم سـَكَتّا
كَمّــل لَنــا حِكايَــةً ذَكَرتــا
بَيّــن لَنــا مـاذا جَـرى لِلأَرض
مـا فَعَلـت فـي طولِهـا وَالعَرض
قـالَ بِكُـم هَـذا الحَـديث أَودى
وَالنصــح وَلّــى عَنكُــم وَعَـدّى
مــا بــالُكُم لا تسـألون عَنـي
حَســـبكم الشــاعر وَالمُغنــي
بِالنُصـحِ كَـم تسـتبدل الحِكايَه
تِلــكَ لَعمـري أَكـبر الغـوايَه
يا رَب لا اِعتراض في تِلكَ الحِكَم
إِنَــكَ عَـدلٌ فـي الأُمـور وَحكـم
النـاسُ كَالأَطفـال مـا لَها غِنا
عَــن الحَـديث مُطلَقـاً وَلا أَنـا
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.