
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا عَيـنُ سـحّي بِـدَمعٍ وَاكِـفٍ سـربٍ
لِحامــــل الفَضـــل وَالأَخلاق وَالأَدَبِ
بكَيـتُ إِذ ذُكِـرَ المَـوتى عَلـى رجـلٍ
إلــى بَلِــيٍّ مِــن الأَحيـاء مُنتسـبِ
عَلــى الفقيــه أَبـي بَكـر تَضـمّنه
رَمــسٌ وَأعمَـل سـَيراً ثُـمَّ لَـم يـؤبِ
قَـد كـانَ لـي مِنـهُ ودّ طـابَ مَشرَعُه
مــا كــانَ عَــن رغَـب كلّا وَلا رَهـبِ
لَكــن وَلاءً عَلــى الرَحمـن مُحتَسـباً
فـي طاعَـة اللَـه لَم يُمذَق وَلَم يُشَبِ
فَـاليَومَ أَصـبَح فـي الأَجداث مُرتَهَناً
مـا هَـزَّت الريـحُ أُملوداً مِن القُضبِ
إِنّـا إِلـى اللَـه مِن فَقد الأَحبّة ما
أشـدّ لَـذعاً لِقَلـب الثاكـل الوَصـِبِ
مَــن للفضــَائل يُسـديها وَيُلحِمهـا
مَــن للعُلـى بَيـنَ مـوروث وَمُكتَسـبِ
قُـل فيـهِ إِمّـا تَصـِف رُكنـاً لِمُستَنِد
رَوضــاً لِمنتجــع أُنســاً لِمُغتَــربِ
بـاقٍ عَلـى العَهـد لا تَثنيـه ثانِيَةٌ
عَــنِ المَكــارم فــي وِرد وَلا قُـربِ
سـَهل الخَليقـة بـادي البِشر منبسط
يَلقـى الغَريـب بِوَجه الوالد الحَدِبِ
كَـم غيّـر الـدَهر مِـن حـال فَقَلّبها
وَحـــالُ إِخلاصــه مُمتــدّةُ الطنُــبِ
ســامي المَكانــة مَعــروفٌ تقـدّمه
وَقَــدرُه فـي ذَوي الأَقـدار وَالرتـبِ
أَكـرِم بِـهِ مِـن سـَجايا كانَ يَحمِلُها
وَكُلّهــا حســن ينبيــك عَــن حَسـَبِ
مـا كـانَ إِلّا مِن الناس الأُلى دَرجوا
عَقلاً وَحلمــاً وَجُـوداً هـاميَ السـحبِ
أَمسـى ضـَجيعَ الثَـرى في جنب بَلقعةٍ
لَكــن مَحامـده تَبقـى عَلـى الحُقـبِ
لَيســَت صـَبابَةُ نَفسـي بَعـدَهِ عَجَبـاً
وَإِنَّمــا صـَبرُها مِـن أعجـب العَجَـبِ
أَجـابَ دَمعـيَ إِذ نـادى النَعـيّ بِـهِ
لَـو غَيرُ مَنعاه نادى الدَمع لَم يجبِ
مـا أَغفـل المَـرءَ عَمّا قَد أُريد بِهِ
فـي كُـلِّ يَـومٍ يُناديه الرَدى اِقتربِ
يـا وَيـحَ نَفسـي لِأَنفـاس مَضـَت هَدراً
بَيـنَ البَطالـة وَالتَسـويف وَاللَعـبِ
ظَنَنـــتُ أَنّــيَ بِالأَيــام ذو هُــزءٍ
غلِطـت بَـل كـانَت الأَيّـام تَهـزَأ بي
أَشـكو إِلـى اللَـه فَقري مِن مُعامَلةٍ
لِلّـه أَنجـو بِهـا مِـن مَوقـف العَطبِ
مـا المالُ إِلّا مِنَ التَقوى فَأَفلَح من
جــاءَ القيامـة ذا مـال وَذا نَشـبِ
أَيــا أَبـا بَكـر الأَرضـى نِـداءَ أَخٍ
بــاكٍ عَلَيــك مَــدى الأَيّـام مُكتَئبِ
أَهلاً بِقــدمتك المَيمــون طائرهــا
عَلـى محـلّ الرِضـى وَالسـَهل وَالرحبِ
نَـم فـي الكَرامَـة فَالأَسـباب وافرة
وَرُبّمــا نِيلــت الحُســنى بِلا سـَبَبِ
لِلّـــه لِلّـــه وَالآجـــال قاطِعَــة
مـا بَينَنـا مِـن خِطابـات وَمِـن خُطَبِ
وَمِــــن فَـــرائد آداب نحبّرهـــا
فَنُـودع الشـهبَ أَفلاكـاً مِـن الكُتـبِ
أَمــا الحَيـاة فَقَـد مَللـتُ مـدّتها
فَعــوّضَ اللَــه مِنهـا خَيـر مُنقلـبِ
لَــولا قَواطِـعُ لـي أَشـراكها نُصـِبَت
لَــزُرتُ قَـبرك لا أَشـكو مِـن النَصـبِ
وَقَلّمــا شــُفِيت نَفــسٌ بِـزورة مـن
حَــلّ البَقيــع وَلَكـن جُهـدُ ذي أربِ
يــا نُخبَــةً ضــَمَّها تُـربٌ وَلا عَجَـب
إِنّ الــتراب قَـديماً مَـدفَن النُخَـبِ
كَيفَ السَبيلُ إِلى اللُقيا وَقَد ضَرَبوا
بَينـي وَبَينـك مـا يُعيـي مِن الحجبِ
عَلَيــكَ منّــي ســَلامُ اللَـهِ يَتبعـهُ
حسـنُ الثَنـاء وَمـا حَييـت مِـن كَثَبِ
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن شبرين الجذامي.القاضي المؤرخ الأديب البارع، من أهل سبتة هاجر أبوه بعد استيلاء العدو على مدينة إشبيلية سنة 646هوكانت دارهم من قبل وتقدم لهم بها سلف كريم.ولد في سبتة أواخر عام 674هودرج بها في مراقي النجابة وأخذ عن أعلامها البارزين منهم جده لأمه الأستاذ الإمام أبو بكر بن عبيد الإشبيلي.وكان رحمه الله فريد دهره في حسن السمت وجمال الرواء وبراعة الخط وطيب المجالسة من أهل الدين والفضل والعدالة.ثم مات ليلة السبت الثاني من شعبان 747ه.