
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظعـن الصِبا وَمِن المُحال قُفُوله
إِن كُنـتَ بـاكِيَه فَتِلـكَ طُلـولهُ
قـف عِندَها خَيلَ الدُموع وَرجلَها
وَاِنـدُب شـَباباً شـَطّ عَنكَ رَحيلهُ
نَزَحــت بُــثينته وَلَيلاه مَعــاً
فَبَكـى المَعاهـد قَيسـُه وَجَميلُهُ
رَعيـاً لِجيرانـي وَللظـلّ الَّـذي
قَـد كـانَ يَجمَعُنـا هُناك ظَليلهُ
هــاذي دِيـارُهُم فَمَثّلهـم بِهـا
إِن المُــتيّم شــَأنُّه تَمــثيلهُ
وَاِنـدُب أخلّاءَ المُصـافاة الألـى
فَلربّمـا نَـدب الخَليـلَ خَليلُـهُ
عَهـدٌ أُحِيلَـت حـالُهُ فَاليَوم لا
مَعقـــولُه مِنّــا وَلا مَنقــولُهُ
أَشــجاك مُجتمَــعٌ عَفَـت آيـاته
وَتعــاورته شــَمالُه وَقَبــولهُ
قَـد كُنـت تَصغُر عَن سِني فِتيانه
فَـاليَوم تَصـغر عَن سِنيك كهُولُهُ
وَلقَلّمـا تَبقى الرُسوم فَويحَ مَن
ألهـاه مِـن هَذا المتاع قَليلُهُ
لا يَـأمَنَن ذُو مُهلـة فَكَـأن بِـهِ
قَـد يَمّمـت دار المَقـام حُمُولهُ
مـا كـانَ ماضي العَيش إِلّا خَطرةً
خَطَـرت وَوَقتـاً قَـد تَتابع جِيلهُ
أَسـَفاً عَلـى زَمَـن كَريـم عَهـدُهُ
وَلّــت غَضــارته وَغـابَ سـَبيلهُ
ضـَيّعتَ فـي طَلَـب الفُضول بُكورَه
لَكـن نَـدمتَ وَقَـد أَتـاكَ أَصيلهُ
دَع عَنكَ تِذكارَ الصِبا إِنّ الصِبا
رَسـمٌ يَهِيـج لَـكَ الغَرام مَحِيلُهُ
يا مفرقاً نَزَل المَشيبُ بِهِ اِتّئد
فَـالحرّ لا يـوذى لَـدَيهِ نَزيلُـهُ
لَــم يَعتمـد شـَيبٌ مَحلّـة لِمّـة
ســَوداءَ إِلّا وَالحمــامُ زَمِيلـهُ
قَد كانَ أُنسي في الشباب فصدّني
وأَبــى علــيَّ وصـاله ووصـولهُ
فَعليـكَ يـا أُنسـي تَحيّـةُ مُقصِر
طـاحَت عَلـى اللذّات مِنكَ ذُحولهُ
حَسـبي إِذا رمـت الأنيـس مُـؤنسٌ
مِــن رَبّنــا سـُبحانه تَنزيلُـهُ
تَبـدو الحَقـائق لي إِذا رَتّلتُه
يــا حَبّــذاه وَحَبَّـذا تَرتيلـهُ
يَبلـى الزَمان وَما يَزال مُجَدّداً
لا نَصـــّه يَبلــى وَلا تَــأويلهُ
أَعظــم بِـهِ لِلمُـؤمنين مفصـّلاً
فَـرقَ الضـَلال مِن الهُدى تَفصيلُهُ
نـالَ الهُـدى وَالبِرّ حاملُه كَما
نـالَ الكَرامَـة وَالعُلى مَحمولُهُ
أَدّى أَمـــانَتَه أَميــن ناصــحٌ
في السِدرة العَلياء طابَ مَقيلُهُ
وَوَعــاه عَنــهُ مُصـطَفى مُتَخيّـر
صــحّت رِســالته وَصــُدّق قِيلُـهُ
فَلَشـدّ مـا قَـد أَحسَنا في أَمرهِ
هَـــذا محمّــده وَذا جِــبريلُهُ
لِلقــانتين بِــهِ زَئيـرٌ كُلَّمـا
مُـدّت مِـن اللَيل البَهيم سُدولُهُ
كَـم تَحتَ هَذا اللَيل مِن مُتَملمِل
مُتملّــق خَـرَق الحِجـاب عَـويلُهُ
مِـن كُـلّ مَـن راقَـت أسرّة وَجهِهِ
وَحَلا لَــهُ بَيـنَ الأَنـام خُمـولهُ
ذي مَشــية هــون وَبُـرد مُنهـج
وَعَلـى المَقامات العلى تَعويلُهُ
رَفَـضَ الوجـود وَلَم يُبال بِرزقه
لِــمَ لا وَمَـولاه الغَنـيّ كَفيلـهُ
لِلّـه مِنـهُ فـي الدجُنّـة وَقفـة
هـبّ النَسـيم لَهـا فَـرَقّ بَليلُهُ
فَـإِذا الصَباح بَدا طَوى مَنشوره
صــَوناً لِسـرّ وَالجَهـول يُزيلُـهُ
يـا حاضـِراً عِنـدي وَلَيسَ بِجائز
إِدراكــه إِنّ العُيــون تُحِيلُـهُ
يـا غائِبـاً عَن ناظِريّ وَلَم يَغِب
إِحســـانُهُ عَنّــي وَلا تَنــويلهُ
يـا واحِـداً حَقّـاً وَلَيـسَ بِممكنٍ
تَشــــبيهُهُ كَلّا وَلا تَخييلــــهُ
أَنـا ذَلِكَ العَبدُ الظَلوم لِنَفسهِ
زَلّــت بِـهِ قَـدَم وَأَنـتَ مُقِيلُـهُ
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن شبرين الجذامي.القاضي المؤرخ الأديب البارع، من أهل سبتة هاجر أبوه بعد استيلاء العدو على مدينة إشبيلية سنة 646هوكانت دارهم من قبل وتقدم لهم بها سلف كريم.ولد في سبتة أواخر عام 674هودرج بها في مراقي النجابة وأخذ عن أعلامها البارزين منهم جده لأمه الأستاذ الإمام أبو بكر بن عبيد الإشبيلي.وكان رحمه الله فريد دهره في حسن السمت وجمال الرواء وبراعة الخط وطيب المجالسة من أهل الدين والفضل والعدالة.ثم مات ليلة السبت الثاني من شعبان 747ه.