
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا لَيتَ شعري وَهَل يجدي الفَتى الطَمَع
هَــل بَعــدَ مُفـترق الأَحبـاب مُجتَمَـعُ
جَزعـت إِذ قيـل سارَ القَوم وَاِنطَلَقوا
وَلَيــسَ يُنكـرَ فـي أَمثالِهـا الجَـزَعُ
حــازَ الأَسـى بَعـدَهُم صـَبري بِجملتـهِ
لا النّصــف فرضـي مِنـهُ لا وَلا الربـعُ
رُدّوا عَلـــى فُــؤادي إِنَّنــي رَجــلٌ
بِــالعَيش بَعـدَ فُـؤادي لَسـتُ أَنتفـعُ
وَعَلّلــوني بِأَخبــارِ العُــذَيب فَلـي
عَلــى العُـذيب أَسـى للصـَبر ينتَـزعُ
جـارَت عَلـيّ النَـوى فـي حُكمِها وَعدت
فَكُلّـف القَلـب مِنهـا فَـوقَ مـا يَسـَعُ
فَمــن رَأى لــيَ سـِرباً عِنـدَ كاظمـة
كــادَت عَلَيـهِ حَصـاةُ القَلـب تَنصـَدعُ
قريـنُ أنسـي فـي دار الغَـرام ثَـوى
فَيـا نَعيـم الهَـوى هَـل أَنـتَ مُطّلـعُ
وَأَيّ أُنــس لِنــائي الــدار مُغتَـرب
وَلّــت عَلــى رغمــه لــذّاتُه جُمَــعُ
يــا حَبَّــذا مَنـزل بِـالغَور تَنـدبه
وَحَبَّـــذا فيـــهِ مصــطافٌ وَمُرتَبَــعُ
وَحَبَّــذا ذَلِــكَ الـوادي المُقـدّس إِذ
ســالَت مَــذانِبُه فَــالريِّ وَالشــبَعُ
وَحَبَّــذا وَقفَــةٌ لــي عِنــدَ شـاطئه
طَــوراً أَقــوم وَطَــوراً عِنـدَه أَقَـعُ
يــا تَلعــةً أَخضـلت مـاءً جَوانِبُهـا
هَـل فيـكِ لِلطـارق المَجهـود مُنتَجـعُ
وَيــا شــَباباً ذَوى هَـل كَـرّة أَبَـداً
وَيـا خَليطـاً نَـأى هَـل أَنـتَ مُرتَجَـعُ
إِذا تَـــــذَكَّرت أَيّـــــامي فَحَيّهَلاً
بِالــدَمع يَنصــبّ وَالأَنفــاس تَرتَفـعُ
خُــزَعبِلات صــِبى مــرّت وَأَهــل هَـوىً
مَــرُّوا فَلا رَجعــت يَومـاً وَلا رَجعـوا
فَلــو رَأَيــتَ رُسـوم الـدار ماثِلَـة
يَنتابهـا الظَـبي أَو يَغتالها السَبعُ
أَنكَـرتَ مـا كُنـتَ قَبـل اليَوم تَعرفه
وَأَخبَرتــك اللَيــالي أَنَّهــا خُــدَعُ
آهٍ عَلــى صـَبوة جـادَ الزَمـان بِهـا
وَكُــلّ أنــس لِأَيّــام الصــّبا تَبَــعُ
مـا أَسـأرت غَيـرَ أَشـواق وَغَيـر أَسى
يَحُثّـــه نـــدمٌ يَشــقى بِــهِ لُكَــعُ
سـُرعان مـا رِيـع ذاكَ السرب وَاأَسفي
فَـــاليَوم لا ســبع فيــهِ وَلا رُبــعُ
قَـومٌ جَميـعٌ عَلـى حُكـم النَوى نَزَلوا
لَـم يغـن ما أَلفوا قِدماً وَما جَمَعوا
وَأَيّ حـــالٍ عَلــى الأَيّــام باقيــة
فَبــادر السـَير وَاِعلـم أَنَّهـا قُلَـعُ
عـادوا حَـديثاً وَعـادَت دارهُـم طلَلا
كَـأَنَّهُم فـي عِـراص الـدَهر ما رَبَعوا
أَلقـى الزَمـان عَليهـم خلعـة حسـُنَت
لَكـن عَلـى عجَـل مـا اِبتُـزّت الخُلَـعُ
حَتّــى مَ أَنــتَ عَلـى دُنيـاك مُعتَكِـفٌ
أَمــا تغصــّك مِنهــا هَــذِهِ الجُـرعُ
مـا ضـَرّ لَمـا رَأَيـتَ الصـالِحين بِها
لَـو كُنـت تَقنـع مِنهـا بِالَّذي قَنِعوا
جـازوا عَلَيهـم فَلَـم يَسـتهوهم عَـرَض
وَلا ألـــمّ بِهـــم حـــرص وَلا جَشــَعُ
فَكُلَّمــا عَرضــت دُنيـا لَهُـم نَفَـروا
وَكُلَّمـــا ذَكَــروا مَــولاهُم خَشــَعوا
طـوبى لَهُـم فَلَقَـد قَـرّ القَـرار بِهم
فــي مُســتَقَرّ نَعيــمٍ لَيــسَ يَنقَطـعُ
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن شبرين الجذامي.القاضي المؤرخ الأديب البارع، من أهل سبتة هاجر أبوه بعد استيلاء العدو على مدينة إشبيلية سنة 646هوكانت دارهم من قبل وتقدم لهم بها سلف كريم.ولد في سبتة أواخر عام 674هودرج بها في مراقي النجابة وأخذ عن أعلامها البارزين منهم جده لأمه الأستاذ الإمام أبو بكر بن عبيد الإشبيلي.وكان رحمه الله فريد دهره في حسن السمت وجمال الرواء وبراعة الخط وطيب المجالسة من أهل الدين والفضل والعدالة.ثم مات ليلة السبت الثاني من شعبان 747ه.