
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِعُمـرك مـا الدُنيا العَريضة بِالدُنيا
إِذا مـا نَـأَت عَنـكَ المُهفهفة اللميا
مُحَجَبــة قَــد أَقسـَم الـبيض وَالقَنـا
بِأَلحاظِهـــا أَن لا تَــزور وَلا رُؤيــا
مرنحـــة الأَعطـــاف رَيميـــة الطَلا
فَمــا عَرفـت قُلبـاً وَلا اِتَخَـذت حليـا
تَــراءَت وَمـا بِالبَـدر مِنهـا مُشـابه
وَلا بِظبـا الجَرعـا وَلا البانـة الريا
تَســائلني مَــن أَنــت وَهِــيَ عَليمـة
فَقُلــت لَهــا مَيـت يُعـدّ مِـن الأَحيـا
فَقـالَت وَمَـن أَفـتى بِهَـذا وَمـا الَّذي
دَهـاكَ وَمـا غـادَرت فـي حُبِنـا نَسـيا
فَقُلــت بَيــاض تَحــتَ مســود ســالف
لِقَتلـي فـي ديـن الغَرام هُما الفُتيا
فَقـالَت صـهٍ مِـن ذا مِـن الضَيم يَشتَكي
وَقَــد مَلأَ الــدُنيا بِمَعروفِــهِ يَحيـى
أَتَـــمَّ وُلاة الحَـــق عِلمـــاً وَهمــة
وَأَشــرَف مَــن دانَـت لِهِمَتِـهِ العُليـا
وَأَطـــوَلَهُم باعــاً وَأَكمَلَهُــم حجــاً
وَأَنفَـــذَهُم قَــولاً وَأَثقَبَهُــم رَأَيــا
فَمـا الرَوضـة الزَهـراءُ يَعبقَق نَشرَها
بِــأَطيَب يَومــاً مِــن خَلائِقِــهِ رَيــا
وَلا المُزنـة الوَطفـاءُ تَهمـي جُفونَهـا
بِأَغــدَق مِــن جَــدوى أَنـامِله سـَقيا
فَلــو أَن أُم الــدَهر رامَـت مُشـابِهاً
لَــهُ لَـم تَلـد إِلّا الخَسـارة وَالأَعيـا
فَيـا مَـن بِماضـي الحَزم أَودى مظالِماً
وَأَورى زِنـاد العَـزم فـي جلـق وَرَيـا
لَـكَ اللَـهُ أَرشـدت الزَمان إِلى الهُدى
وَأَخمَــدَت بِالعَــدل الضـَلالة وَالغَيـا
جَــزاكَ الَّـذي اِسـترعاكَ أَمـر عِبـادِهِ
بِنجلين نالا في الوَرى الغاية القُصيا
هُمــا غُصــنا دَوح لِلمَــآثر وَالنَـدى
وَنِجمـا سـَماء العِـزّ بَل زَهرةُ الدُنيا
كَريمــان مِـن قَبـل الفِطـام تَحالَفـا
عَلــى أَن يَمُـدا لِلسـَخاءِ مَعـاً يَـديا
وَلا اِتَخَـــذا إِلّا الفَخـــار تَميمـــةً
وَلا اِرتَضــعا إِلّا العُلـى لَهُمـا ثَـديا
وَدُونَكهــا مِــن نَســج فكــري حلــة
مُنَمقــة بِالحَمــد قَــد حسـنت وَشـيا
تَضــوع مِــن أَردانِهـا نفحـة الثَنـا
فَلــو نَفَحـت مَيتـاً لَعـادَ بِهـا حَيـا
تَنــاهَبت الأَلحــاظ حُســن اِنتِظامِهـا
وَقَـد حَفـت الأَسـماع مِـن لَفظِها الأَريا
أَلَـذ مِـن المـاء القِـراح عَلى الصَدا
وَأَعـذَب مِـن عَتـب الحَبيب لَدى اللُقيا
منجك بن محمد بن منجك بن أبي بكر بن عبد القادر بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن منجك اليوسفي الكبير.أكبر شعراء عصره، من أهل دمشق من بيت إمارة ورياسة.أنفق في صباه ما ورثه عن أبيه، وانزوى، ثم رحل إلى الديار الرومية (التركية) ومدح السلطان إبراهيم، ولم يظفر بطائل، فعاد إلى دمشق سنة (1056هـ).وعاش في ستر وجاه إلى أن توفي بها.وكان يحذو في شعره حذو أبي فراس الحمداني.له (ديوان شعر -ط) جمعه بعد وفاته فضل الله المحبي.