
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلـيَّ مـالي أُبصـر الدَهر راضياً
وَحَظــيَ مَوفــوراً وَعَيشــيَ صـافيا
وَسـالمني فـي الناس مَن كانَ دَأبُهُ
مُحـــارَبَتي جَهلاً وَأَصــبَحَ وافيــا
وَرُحـتُ قَريـر العَيـن مَليءُ جَوانِحي
سـُرور وَفِكـري بـاتَ بِـالأَمس خاليا
وَعَهــدي بِأَيــام مضــين كَأَنَّهــا
تَجـرد مِـن جفـن الزَمـان مَواضـيا
إِذا طَلعـت شـَمس النهـار وَأَشـرَقَت
ظَنَنـت حبـال الـذُر فيهـا أَفاعيا
أَواري ضـَئيل الخـاز بـاز مَهابَـةً
وَأَخشـى خَيـالي حَيـث شـِمت خَياليا
عَلـى أَن قَـومي المنجكيين قَد بَنَت
عَزائِمهـم فَـوقَ الثُرايـا مَكانيـا
وَكَــم شــَهدت أَعـدايَ فـيَّ بِـأَنَّني
نَشــَأت بِمَهـدي لِلمعـالي مُناغيـا
لَئِن فـاتَني ادراك ما أُدرك الأُولى
فَأَنفــذت أَيــامي عَلَيـهِ أَمانيـا
لَقَـد صـَدَقت مِنـي الظُنـون وَأَصبَحَت
تَفـل جُيـوش العَـدل عَنـي الأَعاديا
بِمَقـدَم قاضـي الشام مُحيي رُبوعِها
فَحَمـداً لِمَـن أُحيي بِهِ الأَرض قاضيا
هَمــام كَســاهُ اللَــهُ جَـلَ جَلالَـهُ
رِداءً مِـن التَقـوى بِنعمـاهُ زاهيا
لَـهُ قَلَـمٌ كَـم صـَدَّ بيضـاً فَواتِكـاً
بِقــاطع أَحكــام وَسـُمراً عَواليـا
وَحُســن ثَنــاهُ عَطـر الأُفـق نَشـرَهُ
وَقَـد فـاحَ مِسـكاً أَذفَـراً وَغَواليا
فَلـو عَـذُبت كُل البُحور لَما اِرتَضَت
فَضــائِلُهُ تِلــكَ البُحـور سـَواقيا
وَمَهما اِرتَقى البَدر المُنير تَخالُهُ
لِـدون مَقـام حـالُهُ اليَـوم راقيا
وَنَــدعوهُ لِلرَحمــن عَبــداً وَإِنَّـهُ
لِيَكفيـهِ فَخـراً فاقَ فيهِ المَواليا
تَرفــع شــعري إِذ تَضــَمَن وَصــفُهُ
فَلا بـدع أَن يَـأبى النُجوم قَوافيا
فَيـا لَيـتَ إِن الفكـر مِن كُل مُفكر
يُجيـد بِهاتيـك المَزايـا مَعانيـا
وَيـا لَيـتَ أَني النُور مِن كُل مُبصر
فَيُبصـِرُني مَـن كـانَ وَجهَـكَ رائِيـا
أَتيتـك مِـن نُعمـاكَ مَـولايَ شـاكِراً
وَقَلبِـيَ مِـن رَيـب الحَـوادِثِ شاكيا
فَخُــذ بِيَـدي وَأَمنُـن عَلَـيَّ بِنَظـرَةٍ
أَفــز بِفَخــار يَسـتَرق المَعاليـا
فَلا زِلـت رُكنـاً فـي القَضاءِ مَشيداً
يَفـوق بِعُليـاهُ عَلـى الدَهر ساميا
منجك بن محمد بن منجك بن أبي بكر بن عبد القادر بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن منجك اليوسفي الكبير.أكبر شعراء عصره، من أهل دمشق من بيت إمارة ورياسة.أنفق في صباه ما ورثه عن أبيه، وانزوى، ثم رحل إلى الديار الرومية (التركية) ومدح السلطان إبراهيم، ولم يظفر بطائل، فعاد إلى دمشق سنة (1056هـ).وعاش في ستر وجاه إلى أن توفي بها.وكان يحذو في شعره حذو أبي فراس الحمداني.له (ديوان شعر -ط) جمعه بعد وفاته فضل الله المحبي.