
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلـيَّ مـن عُليـا هلالِ بـنِ عـامرٍ
بِصـَنْعاءَ عوجـا اليـومَ وانتظراني
ألـم تَحْلِفـا بِـاللهِ أَنِّـي أَخوكُما
فلــم تَفْعلا مــا يَفْعَــلُ الأَخَـوانِ
ولـم تَحْلِفـا بِاللهِ أَنْ قد عَرَفْتُما
بـذي الشـِّيحِ رَبْعـاً ثـمَّ لا تَقِفـانِ
ولا تَزْهـدا في الذُّخْرِ عندي وأَجْمِلا
فإِنَّكُمــا بِــيْ اليــومَ مبتَلِيـانِ
أَلـم تَعْلمـا أَنْ ليـس بالمرْخِ كُلِّهِ
أَخٌ وصــــديقٌ صـــالحٌ فَـــذَراني
أفــي كـلِّ يـوم أَنْـتَ رامٍ بلادَهـا
بِعَيْنَيْـــنِ إِنســـاناهما غَرِقــانِ
وعينيـايَ مـا أَوْفيتُ نَشْزّاً فَتَنْظُرا
بِمَأْقَيْهمـــا إِلاّ همـــا تَكِفـــانِ
أَلا فَـاحْمِلانِي بـارَكَ اللـهُ فيكُمـا
إِلـى حاضـِرِ الرَّوْحـاءِ ثُـمَّ ذَرانـي
علـى جَسـْرَةِ الأَصـلابِ ناجيـةِ السُّرى
تُقطِّــعُ عَــرْضَ البيــدِ بِالْوَخَـذانِ
إِذا جُبْــنَ مومـاةً عَرَضـْنَ لِمِثْلِهـا
جَنادِبُهــا صــَرْعى مــن الوَخَـدانِ
ولا تعـذِلاني فـي الغَـواني فَـإِنَّني
أرى فـي الغـواني غَيْـرَ ما تَرَيانِ
أَلِمّــا علـى عفـراءَ إِنَّكُمـا غَـداً
بِشــَحْطِ النّـوى والبَيْـنِ معترفـانِ
فَيـا واشـِيَيْ عفـرا دَعـاني وَنَظْرةً
تَقَــرُّ بِهــا عَيْنــايَ ثـمَّ دَعـاني
أَغَرَّكمــا لا بــاركَ اللـه فيكمـا
قميـــصٌ وَبُــرْدا يَمنــةٍ زَهَــوانِ
مـتى تكشـفا عنّـي القميـصَ تَبَيَّنا
بِـيَ الضـُّرَّ مـن عَفْـراء يـا فَتَيانِ
وَتَعْتَرِفــا لَحْمــاً قليلاً وأَعْظُمــاً
دِقاقــاً وَقَلْبــاً دائمَ الخَفَقــانِ
علـى كَبـدي مـن حُـبِّ عفـراءَ قَرْحةٌ
وعينــايَ مــن وَجْـدٍ بهـا تَكِفـانِ
فَعَفْـراءُ أَرْجـي النّـاسِ عندي مَوَدَّةً
وعفـراءُ عَنّـي المُعْـرِضُ المُتَـوَاني
أُحِـبُّ ابْنَـةَ العُـذْرِيِّ حُبّاً وإِنْ نَأَتْ
ودانَيْــتُ فيهـا غيـرَ مـا مُتَـدانِ
إِذا رامَ قلـبي هَجْرَهـا حـالَ دونَهُ
شــَفيعانِ مــن قَلْـبي لهـا جَـدِلانِ
إِذا قلـتُ لا قـالا بلـى ثـمّ أَصْبَحا
جميعـاً علـى الـرَّأْيِ الـذي يَرَيانِ
فيـا رَبِّ أنـتَ المُسْتَعانُ على الذي
تَحَمَّلْــتُ مــن عفـراءَ منـذ زَمـانِ
فيـا لَيْـتَ كـلَّ اثنينِ بينهما هوىً
مِــنَ النّــاس والأَنْعـامِ يَلْتَقِيـانِ
فَيَقْضــي مُحِــبٌّ مـن حـبيبٍ لُبانـةً
ويَرْعاهمـــا رَبّـــي فلا يُرَيـــانِ
أَمــامي هـوىً لا نـومَ دونَ لِقـائِهِ
وخَلْفــي هـوىً قـد شـفّني وبرَانـي
فَمَـنْ يَـكُ لـم يغـرضْ فإِنّي وناقتي
بِحَجْــرٍ إلـى أهـلِ الحِمـى غَرَضـانِ
تَحِـنُّ فتُبْـدي مـا بهـا مِـنْ صَبابَةٍ
وأُخْفـي الـذي لـولا الأَسـى لَقَضاني
هـوى نـاقتي خَلْفـي وقُدّامي الهوى
وإِنِّــــي وإِيّاهـــا لَمُخْتَلِفـــانِ
هــوايَ عراقــيٌّ وتَثْنــي زِمامَهـا
لِبَـــرْقٍ إذا لاحَ النجــومُ يَمــانِ
هــوايَ أمـامي ليـس خلفـي مُعَـرِّجٌ
وشــَوْقُ قَلوصـي فـي الغُـدُوِّ يَمـانِ
لَعَمْـري إِنّـي يـومَ بُصـْرى ونـاقتي
لَمُخْتَلِفـــا الأَهـــواءِ مُصــْطَحِبانِ
فَلَـوْ تَرَكَتْنـي نـاقتي مـن حَنينِها
ومــا بِـيَ مـن وَجْـدٍ إِذاً لكَفـاني
مـتى تَجْمعـي شـوقي وشـوقَكِ تُفْدِحي
ومـا لـكِ بِـالْعِبْءِ الثَّقيـلِ يَـدانِ
فيــا كَبِـدَيْنا مـن مَخافَـةِ لوعـةِ
الفِـراقِ ومـن صـَرْفِ النّـوى تَجْفان
وإِذْ نحـن مِنْ أَنْ تَشْحَطَ الدّارُ غُرْبةً
وإِنْ شـــُقّ لِلْبَيْــنِ العَصــا وَجِلانِ
يقـولُ لِـيَ الأصـحابُ إِذْ يَعْـذلُونَني
أَشـــَوْقٌ عِراقِـــيٌّ وأنــتَ يَمــانِ
وليــسَ يَمــانٍ للعراقــيْ بِصـاحبٍ
عسـى فـي صـُرُوفِ الـدَّهْرِ يَلْتَقِيـانِ
تَحَمَّلْـتُ مِـنْ عفراءَ ما ليس لي بِهِ
ولا لِلجبـــالِ الرَّاســياتِ يَــدانِ
كَـــأَنَّ قَطــاةً عُلِّقَــتْ بِجَناحِهــا
علــى كَبِــدي مـن شـِدَّةِ الخَفَقـانِ
جَعَلْــتُ لِعَــرّافِ اليَمامــةِ حُكْمَـهُ
وعَــرّافِ حَجْــرٍ إِنْ همــا شـَفياني
فقـالا نَعَـمْ نَشـْفي مِـنَ الدّاءِ كُلِّهِ
وقامــا مــع العُــوّادِ يَبتَـدِرانِ
نعـم وبلـى قـالا مـتى كنـتَ هكذا
لِيَســْتَخْبِراني قلــتُ منــذ زَمـانِ
فمـا تركـا مـن رُقْيَـةٍ يَعْلَمانِهـا
ولا شـــُرْبَةٍ إِلاّ وقـــد ســـَقَياني
فمـا شـَفَيا الـدّاءَ الـذي بيَ كُلَّهُ
ومــا ذَخَــرا نُصــْحاً ولا أَلَـواني
فقـالا شـفاكَ اللـهُ واللهِ ما لَنا
بِمــا ضـُمِّنَتْ منـكَ الضـّلوعُ يَـدانِ
فرُحْــتُ مِـنَ العَـرّافِ تسـقُطُ عِمَّـتي
عَـنِ الـرّأْسِ مـا أَلْتاثُهـا بِبَنـانِ
معـي صـاحباً صـِدْقٍ إذا مِلْـتُ مَيْلَةً
وكـــانَ بِــدَفَّيْ نِضــْوَتي عَــدَلاني
أَلاَ أَيُّهـا العـرّافُ هـل أَنتَ بائعي
مكانَــكَ يومــاً واحــداً بمكـاني
أَلســْتَ ترانــي لا رأيـتَ وَأَمْسـَكَتْ
بِســَمْعِكَ رَوْعــاتٌ مــن الحَــدَثانِ
فيا عَمٌ يا ذا الغَدْرِ لا زِلْتَ مُبْتلّي
حليفــــاً لِهَــــمٍّ لازمٍ وهَـــوانِ
غَــدَرْتَ وكـانَ الغَـدْرُ مِنْـكَ سـَجِيَّةً
فَــأَلْزَمْتَ قلــبي دائمَ الخفقــانِ
وَأَوْرَثْتَنــي غَمَّــاً وكَرْبـاً وحَسـْرَةً
وأَوْرَثْــــتَ عينـــي دائمَ الهَمَلانِ
فلا زِلْـتَ ذا شـوقٍ إلـى مَـنْ هَويتَهُ
وقلبُـــكَ مقســـومٌ بِكُــلِّ مكــانِ
وإِنّـي لأَهْوى ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنا
وعفــراءَ يــومَ الحَشـْرِ مُلْتَقِيـانِ
وإِنَّـا علـى ما يَزْعُمُ النّاسُ بَيْنَنَا
مِــنَ الحـبِّ يـا عفـرا لَمُهْتَجِـرانِ
تَحَــدَّثَ أَصــْحابي حــديثاً سـَمِعْتُهُ
ضــُحَيّاً وأعنــاقُ المَطِــيِّ ثَــوانِ
فقلــتُ لهــم كلاّ وقـالوا جماعـةٌ
بلــى والــذي يُـدْعى بكـلِّ مكـانِ
أَلا يـا غُرابَـيّ دِمْنَـةِ الدَّارِ بَيِّنا
أَبِالصــَّرْمِ مــن عفـراءَ تَنتحبـانِ
فَـإِنْ كـانَ حقّـاً ما تقولانِ فَاذْهَبا
بِلَحْمــي إلــى وَكْرَيْكُمــا فَكُلانـي
إِذَنْ تَحْمِلا لَحْمـــاً قليلاً وأَعْظُمــاً
دِقاقــاً وقَلْبــاً دائمَ الخَفَقــانِ
كُلانـيَ أَكْلاً لـم يَـرَ النّـاسُ مِثْلَـهُ
ولا تَهْضـــِما جَنــبيَّ وَازْدَرِدانــي
ولا يَعْلَمَـنَّ النّـاسُ مـا كانَ مِيْتَتي
ولا يَطْعَمَــنَّ الطَّيْــرُ مــا تَـذَرانِ
أَناســِيَةٌ عفــراءُ ذكــريَ بَعْـدَما
تركــتُ لهــا ذِكْــراً بِكُـلِّ مَكـانِ
ألا لَعَــنَ اللـهُ الوُشـاةُ وقَـوْلَهُمْ
فُلانَــــةُ أَمْســــَتْ خُلَّــــةً لِفُلانِ
فَوَيْحَكُمــا يــا واشـِيَيْ أُمِّ هَيْثَـمٍ
فَفِيــمَ إِلــى مَـنْ جِئتُمـا تَشـيانِ
أَلا أَيُّهـا الواشـي بِعفـراءَ عندنا
عَــدِمْتُكَ مِــنْ واشٍ أَلِســْتَ ترانـي
أَلَســْتَ تــرى لِلْحُـبِّ كيـف تخَلَّلَـتْ
عَنــاجيجُهُ جســمي وكيــف بَرانـي
لَـوَ أَنَّ طـبيبَ الإنْـسِ والجِنِّ داويا
الـذي بـيَ مـن عفـراءَ ما شَفياني
إذا مــا جَلَسـْنا مَجْلِسـاً نَسـْتَلِذُّهُ
تَواشــَوا بِنـا حـتى أَمَـلَّ مكـاني
تَكَنَّفَنـي الواشـُونَ مِـنْ كـلِّ جـانِبٍ
وَلَــوْ كــانَ واشٍ واحــدٍ لَكَفـاني
وَلَــوْ كــانَ واشٍ بِالْيَمامَـةِ دارُهُ
وداري بِــأَعْلى حَضــْرَمَوْتَ أَتــاني
فَيَـا حَبَّـذا مَـنْ دونَـهُ تَعْـذِلونَني
وَمَــنْ حَلِيَــتْ عينـي بـه ولسـاني
ومَـنْ لَـوْ أَراهُ فـي العَـدُوْ أَتَيْتُهُ
ومَـنْ لـو رآنـي فـي العَدُوِّ أَتاني
ومَــنْ لَــوْ أَراهُ صـادِياً لَسـَقِيتُهُ
ومَـنْ لـو يَرانـي صـادِياً لَسـَقاني
ومَــنْ لــو أَراهُ عانيِـاً لَكَفَيْتُـهُ
ومَـنْ لَـوْ يَرانـي عانيـاً لَكَفـاني
ومَـنْ هـابَني فـي كـلِّ أَمْـرٍ وهِبْتُهُ
ولَـوْ كُنْـتُ أَمْضـي مـن شـَباةِ سِنانِ
يُكَلِّفُنــي عَمِّــي ثمــانين بَكْــرَةً
ومــالي يــا عفـراءُ غيـرُ ثمـانِ
ثَمــانٍ يُقَطِّعْــنَ الأَزِمَّــةَ بـالبُرى
ويَقْطَعْــنَ عـرْضَ البيـدِ بالوَخَـدانِ
فَيـا ليـتَ عَمِّـي يـومَ فـرَّقَ بيننا
ســُقيْ السـُّمَّ ممزوجـاً بِشـَبِّ يَمـانِ
بُنَيَّــةُ عَمِّـي حيـلَ بينـي وبينَهـا
وضــَجَّ لِوَشــْكِ الفُرْقَــةِ الصـُّرَدانِ
فَيـا ليـتَ مَحْيانـا جميعاً ولَيْتَنا
إِذا نحــنُ مُتْنــا ضــَمَّنا كَفَنـانِ
ويـا ليتَ أَنّا الدَّهْرَ في غيرِ ريبَةٍ
بَعيــرانِ نَرْعـى القفْـرَ مُؤْتَلِفـانِ
يُطَرِّدُنـا الرُّعيـانُ عـنْ كُـلِّ مَنْهَـلٍ
يقولـــونَ بَكْــرا عُــرَّةٍ جَرِبــانِ
إِذا نحـنُ خِفْنـا أَنْ يُفَـرِّقَ بَيْنَنـا
رَدى الـدَّهْرِ دانـى بَيْنَنـا قَرْنـانِ
فَــوَاللهِ مـا حَـدَّثْتُ سـِرَّكِ صـاحباً
أَخـاً لـي ولا فـاهَتْ بـه الشـَّفَتانِ
سـِوى أَنَّنـي قـد قُلْتُ يوماً لِصاحِبي
ضــُحىً وقَلوصــانا بنــا تَخِــدانِ
ضــُحَيّاً وَمَســَّتْنا جَنــوبٌ ضــَعيفةٌ
نَســـيمٌ لِرَيّاهــا بِنــا خَفِقــانِ
تَحَمَّلْــتُ زَفْـراتِ الضـُّحى فَأَطْقْتُهـا
ومــا لـي بِزَفْـراتِ العَشـِيِّ يَـدانِ
فيـا عَـمِّ لا أُسـْقِيتَ مـن ذي قَرابَةٍ
بِلالاً فقــد زَلَّــتْ بــكَ القَــدَمانِ
فـأَنت ولـم يَنْفَعْـكَ فَرَّقْـتَ بَيْنَنـا
ونحـــنُ جَميــعٌ شــَعْبُنا مُتَــدانِ
ومَنَّيْتَنــي عَفْــراءَ حـتى رَجَوْتُهـا
وشــاعَ الــذي مَنَّيْــتَ كُـلَّ مكـانِ
مُنَعَّمَــةٌ لــم يـأْتِ بيـن شـَبابِها
ولا عَهْــدِها بالثَّــدْيِ غيـرُ ثَمـانِ
تــرى بُرَتَــيْ سـِتَّ وسـتّين وافيـاً
تَهابـــانِ ســـاقَيْها فَتَنْفَصــِمانِ
فَـوَاللهِ لـولا حُبُّ عفراءَ ما التقى
عَلَــيَّ رواقــا بيتِــكِ الخَلِقــانِ
خُلَيْقــانِ هَلْهـالانِ لا خَيْـرَ فيهمـا
إِذا هَبَّــــتِ الأَرواحُ يَصــــْطَفِقانِ
رِواقـانِ تَهْـوي الرِّيحُ فوق ذَراهما
وباللّيـلِ يسـري فيهمـا الْيَرَقـانِ
ولـم أَتْبَعِ الأَظْعانَ في رَوْنَقِ الضُّحى
ورَحْلــي علــى نهّاضــةِ الخَـدَيانِ
ولا خَطَــرَتْ عَنْــسٌ بِــأَغْبَرَ نــازِحٍ
ولا مــا نَحَـتْ عينـايَ فـي الهَمَلانِ
كَأَنَهمــا هَزْمــانِ مــن مُسْتَشــِنَّةٍ
يُســـَدّانِ أَحْيانـــاً ويَنْفَجِـــرانِ
أَرى طـــائِرَيَّ الأَوَّلَيْـــنِ تَبَــدَّلا
إِلــيَّ فمــا لــي منهمــا بَـدَلانِ
أَحَصــّانِ مـن نَحْـوِ الأَسـافِلِ جُـرّدا
أَلِفّـــانِ مِــنْ أَعلاهمــا هَــدِيانِ
لِعَفْـراءَ إِذْ في الدّهْرِ والنّاسِ غَرَّةٌ
وإِذْ حُلُقانـــا بالصــِّبا يَســَرانِ
لأَدْنُـوَ مِـنْ بيضـاءَ خفّاقَـةِ الحشـا
بُنَيَّــــةِ ذي قــــاذورةٍ شـــَنآنِ
كَـأَنَّ وِشـاحَيْها إِذا مـا ارْتَدَتْهما
وقــامتْ عِنانــا مُهــرَةٍ سَلِســانِ
يَعَــضُّ بِأَبْــدانٍ لهــا مُلْتَقاهمـا
ومَثْناهُمـــا رِخْـــوانِ يَضــْطَرِبانِ
وتَحْتَهمــا حِقْفــانِ قـد ضـَرَبَتْهما
قِطــارٌ مِــنَ الجــوزاءِ مُلْتَبِـدانِ
أَعَفْـراءُ كـم مِـنْ زَفْرَةِ قد أَذَقْتِني
وحــزْنٍ أَلَــجَّ العيْــنَ بــالهَمَلانِ
فَلَـوْ أَنَّ عَيْنَـيْ ذي هوىً فاضَتا دَماً
لَفاضــَتْ دَمــاً عينــايَ تَبْتَـدِرانِ
فَهَـلْ حادِيـا عفراءَ إِنْ خِفْتَ فَوْتَها
عَلـــيَّ إِذا نـــادَيْتُ مُرعَوِيـــانِ
ضـَروبانِ للتّـالي القطوفِ إذا وَنى
مُشــيحانِ مــن بَغْضــائِنا حَـذِرانِ
فمـا لكمـا مـن حـادِيَيْنِ رُمِيتُمـا
بِحُمّــــى وطـــاعونٍ أَلا تَقِفـــانِ
فمـا لكمـا مـن حـادِيَيْنِ كُسـِيتُما
ســـرابيلَ مُغْلاةً مـــن القَطِــرانِ
فَــوَيْلي علـى عفـراءَ وَيْـلٌ كـأَنَّهُ
علـى النَّحْـرِ والأحشـاء حَـدُّ سـِنانِ
أَلا حَبَّـذا مِـنْ حُـبِّ عفـراءَ مُلْتقـى
نَعَـــمْ وألا لا حيـــث يَلْتَقِيـــانِ
أَحَقّـاً عِبـادَ اللـهِ أَنْ لستُ زائراً
عُفَيْـــراءَ إلاّ والوليــدُ يَرانــي
كَــأَنّي وإِيّــاهُ علـى ظَهْـرِ موعِـدٍ
فقــد كِــدْتُ أَقْلـي شـَأْنَه وقَلانـي
لَـوَ أَنَّ أَشـَدَّ النّـاسِ وَجْـداً ومِثْلَهُ
مِــنَ الجِـنِّ بعـد الإِنْـس يَلْتَقِيـانِ
فَيَشــْتَكِيانِ الوجْــدَ ثُمَّـتَ أَشـْتكي
لأَضــْعَفَ وَجْــدي فــوقَ مـا يَجِـدانِ
ومـا تَرَكَـتْ عفـراءُ مِـنْ دَنَـفٍ دوىً
بِدَوْمَـــةَ مَطْـــوِيٌّ لـــه كَفَنــانِ
فقــد تَرَكَتْنــي مـا أَعـي لمحـدِّثٍ
حـــديثاً وإِنْ نــاجَيْتُهُ ونَجــاني
وقــد تَرَكَـتْ عفـراءُ قلـبي كَـأَنَّهُ
جَنـــاحُ غُـــرابٍ دائمُ الخَفَقــانِ
عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة.شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها (عفراء) نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه.ولما كبر خطبها عروة، فطلبت أمها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء (بالشام) فلحق بها، فأكرمه زوجها.فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة).له (ديوان شعر - ط) صغير.