
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــي كُــلِّ نـادٍ مِنـكَ رَوضُ ثَنـاءِ
وَبِكُــلِّ خَــدٍّ فيــكَ جَــدوَلِ مـاءِ
وَلِكُـلِّ شـَخصٍ هِـزَّةُ الغُصـنِ النَـدي
غِــبَّ البُكــاءِ وَرِنَّــةُ المُكــاءِ
يــامَطلَعَ الأَنــوارِ إِنَّ بِمُقلَــتي
أَســَفاً عَلَيــكَ كَمَنشــَإِ الأَنـواءِ
وَكَفــى أَســىً أَن لاسـَفيرٌ بَينَنـا
يَمشـــي وَأَن لامَوعِـــدٌ لِلِقـــاءِ
فيــمَ التَجَمُّـلُ فـي زَمـانٍ بَزَّنـي
ثَــوبَ الشــَبابِ وَحيلَــةَ النُبَلاءِ
فَعَريــتُ إِلّا مِــن قِنــاعِ كَآبَــةٍ
وَعَطِلـــتُ إِلّا مِــن حُلِــيِّ بُكــاءِ
فَــإِذا مَــرَرتُ بِمَعهَــدٍ لِشـَبيبَةٍ
أَو رَســــمِ دارٍ لِلصــــَديقِ خَلاءِ
جــالَت بِطَرفــي لِلصـَبابَةِ عَـبرَةٌ
كَــالغَيمِ رَقَّ فَحــالَ دونَ ســَماءِ
وَرَفَعــتُ كَفّــي بَيـنَ طَـرفٍ خاشـِعٍ
تَنـــدى مَــآقيهِ وَبَيــنَ دُعــاءِ
وَبَسـَطتُ فـي الغَـبراءِ خَـدّي ذِلَّـةً
أَســتَنزِلُ الرُحمـى مِـنَ الخَضـراءِ
مُتَمَلمِلاً أَلَمـــاً بِمَصـــرَعِ ســَيِّدٍ
قَـد كـانَ سـابِقَ حَلبَـةِ النُجَبـاءِ
لا وَالَّــذي أَعلَقــتُ مِـن تَقديسـِهِ
كَفّـــي بِحَبلَــي عِصــمَةٍ وَرَجــاءِ
وَخَــرَرتُ بَيـنَ يَـدَيهِ أَعلَـمُ أَنَّـهُ
ذُخـــري لِيَــومِيَ شــِدَّةٍ وَرَخــاءِ
لا هَزَّنــي أَمَـلٌ وَقَـد حَـلَّ الـرَدى
بِــأَبي مُحَمَّــدٍ المَحَــلَّ النـائي
فـي حَيـثُ يُطفَأُ نورُ ذاكَ المُجتَلى
وَفِرِنــدُ تِلــكَ الغُــرَّةِ الغَـرّاءِ
وَكَفى اِكتِئاباً أَن تَعيثَ يَدُ البِلى
فـي مَحـوِ تِلـكَ الصـورَةِ الحَسناءِ
فَلَطالَمــا كُنّــا نُريــحُ بِظِلِّــهِ
فَنُريـــحُ مِنــهُ بِســَرحَةٍ غَنّــاءِ
فَتَقَـت عَلـى حُكـمِ البَشاشَةِ نورَها
وَتَنَفَّســَت فــي أَوجُــهِ الجُلَسـاءِ
تَتَفَــرَّجُ الغَمّــاءُ عَنــهُ كَــأَنَّهُ
قَمَــرٌ يُمَــزِّقُ شــَملَةَ الظَلمــاءِ
قاسـَمتُ فيـهِ الـرُزءَ أَكـرَمَ صاحِبٍ
فَمَضــى يَنــوءُ بِأَثقَــلِ الأَعبـاءِ
يَهفـو كَمـا هَفَـتِ الأَراكَـةُ لَوعَـةً
وَيُــرِنُّ طَــوراً رِنَّــةَ الوَرقــاءِ
عَجَبــاً لَهـا وَقَـدَت بِصـَدرٍ جَمـرَةً
وَتَفَجَّــرَت فــي وَجنَــةٍ عَـن مـاءِ
وَلَئِن تَـراءى الفَرقَـدانِ بِنا مَعاً
وَكَفـــاكَ شـــُهرَةَ ســـُؤدُدٍ وَعَلاءِ
فَلَطالَمــا كُنّـا نَـروقُ المُجتَلـي
حُســـناً وَنَملَأُ نــاظِرَ العَليــاءِ
يُزهـى بِنـا صـَدرُ النَـدِيِّ كَأَنَّنـا
نَســـَقاً هُنــاكَ قِلادَةُ الجَــوزاءِ
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)