
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمَعيـنُ ماءِ البِشرِ أَبرَقَ هَشَّةً
فَكَرَعـتُ مِـن صَفَحاتِهِ في مَشرَبِ
مُتَهَلِّــلٌ يَنـدى حَيـاءً وَجهَـهُ
فَــتراهُ بَيـنَ مُفَضـَّضٍ وَمُـذَهَّبِ
أَضـنى الحُسامَ حَسادَةً فَفِرِندُهُ
دَمـعٌ تَرَقـرَقَ فَـوقَهُ لَم يَسكُبِ
خَيَّمـتُ مِنـهُ بَيـنَ طَـودٍ باذِخٍ
نـالَ السِماكَ وَبَينَ وادٍ مُعشِبِ
تَهفـو بِهِ نارُ القِرى فَكَأَنَّها
مَهمـا عَشا ضَيفٌ لِسانُ المُعرِبِ
حَمراءُ نازَعَتِ الرِياحَ رِداءَها
وَهنـاً وَزاحَمَتِ السَماءَ بِمَنكِبِ
ضـَرَبَت سـَماءً مِن دُخانٍ فَوقَها
لَـم يُدرَ فيها شُعلَةٌ مِن كَوكَبِ
وَتَنَفَّسـَت عَـن كُـلِّ نَفحَةِ جَمرَةٍ
باتَت لَها ريحُ الجَنوبِ بِمَرقَبِ
قَـد أُلهِبَـت فَتَـذَهَّبَت فَكَأَنَّها
لِسـُكونِ شـَرِّ شِرارِها لَم تَلهَبِ
تَـذكو وَراءَ رَمادِهـا فَكَأَنَّها
شـَقراءُ تَمـرَحُ في عَجاجٍ أَكهَبِ
وَاللَيـلُ قَـد وَلّى يُقَلِّصُ بُردَهُ
كَـدّاً وَيَسحَبُ ذَيلَهُ في المَغرِبِ
وَكَأَنَّمـا نَجـمُ الثُرَيّـا سَحرَةً
كَـفٌّ تُمَسـِّحُ عَـن مَعـاطِفِ أَشهَبِ
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)