
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِمِثــلِ عُلاكَ مِــن مَلِــكٍ حَسـيبِ
عَـدَلتُ إِلـى المَديحِ عَنِ النَسيبِ
وَســاعَدَني ثَنــاءٌ فيــكَ رَطـبٌ
كَمـا سـَرَتِ التَحِيَّـةُ مِـن حَـبيبِ
وَهَــزَّت مِـن مَعـاطِفِيَ القَـوافي
كَمـا هَفَـتِ النُعـامى بِالقَضـيبِ
أَمــا وَرُواءِ دَولَتِــهِ يَمينــاً
تَأَلّاهـــا نَجيــبٌ فــي نَجيــبِ
لَقَــد ضــَحِكَ الصــَباحُ بِمُجتَلاهُ
وَراءَ اللَيــلِ عَـن ثَغـرٍ شـَنيبِ
وَظـــاهَرَني بِمُغتَرَبــي حُســامٌ
أَنِسـتُ بِـهِ وَنِعـمَ أَخـو الغَريبِ
أَشــيمُ بِــهِ سـَنا بَـرقٍ يَمـانٍ
يُخَفِّرُنـي إِلـى المَرعـى الخَصيبِ
إِلــى جَــذلانَ وَضــّاحِ المُحَيّـا
سـَليمِ القَلـبِ وَالصـَدرِ الرَحيبِ
إِلــى يَقظـانَ وَقّـادَ العَـوالي
مُريـشِ السـَعيِ بِـالرَأيِ المُصيبِ
يُسـاوِرُ مِنـهُ طَـوراً لَيـثَ غـابٍ
وَيَمســَحُ تــارَةً عَطفَــي أَديـبِ
إِذا اِسـتَمطَرتَ مِنـهُ غَمامَ رُحمى
أَوِ اِستَنصــَرتَ فـي يَـومٍ عَصـيبِ
مَلَأتَ يَـــدَيكَ يُســراها بِيُســرٍ
وَيُمناهـــا بِمُختَـــرَطٍ خَشــيبِ
فَــإِن تَنــزِل فَلا بِسـِوى تَميـمٍ
وَإِن تَحمِــل فَلا بِســِوى قَضــيبِ
فَـإِنَّ الغَيـثَ فـي بيـضِ الأَيادي
وَإِنَّ الغَـوثَ فـي النَصلِ الخَضيبِ
إِمـامٌ فـي الذُؤابَـةِ مِـن قُرَيشٍ
وَحَسـبُ المَجـدِ مِـن عـودٍ صـَليبِ
تَشــيمُ بِصــَفحَتَيهِ بُـروقَ بِشـرٍ
تُعيـدُ بَشاشـَةَ الـرَوضِ الجَـديبِ
تَمُــجُّ الـرَيَّ أَنفـاسُ المَجـاني
بِــهِ وَمغـارِسُ العـودِ السـَليبِ
وَيُجمَــلُ فـي حُبـاهُ طَـودُ حِلـمٍ
تُعَــدُّ خِلالَــهُ رَمــلَ الكَــثيبِ
تَطَلَّــعَ لِلعُيــونِ وَكُــلِّ قَلــبٍ
شــُعاعٌ يُســتَطارُ مِـنَ الـوَجيبِ
بِمُعضـِلَةٍ تَشـيبُ لَهـا النَواصـي
فَمـا تَلقـى هُنالِـكَ غَيـرَ شـيبِ
فَقُلـتُ وَقَـد زَجَـرتُ الطَيرَ مَهلاً
فَغِربــانُ العَــدُوِّ إِلـى نَعيـبِ
كَأَنَّــكَ بِــالظُهورِ يُشـَدُّ رَكضـاً
وَبِالبُشــرى تَخُــبُّ عَلـى نَجيـبِ
وَقَـد غَنّـى الحُسـامُ يَصـِلُّ قَرعاً
وَأَفضـى بِالعَـدُوِّ إِلـى النَحيـبِ
فَأَضـحَكَ مِـن نَجـاةِ الثَغرِ ثَغراً
وَنَفَّــسَ مِــن حِمـاهُ عَـن كَئيـبِ
فَقَــرَّ وَكـانَ أَخفَـقَ مِـن جَنـاحٍ
وَنـامَ وَكـانَ أَرعـى مِـن رَقيـبِ
وَهَــلَ جَمَــعَ العِـدى إِلّا هَشـيمٌ
وَهَـل بيـضُ السـُيوفِ سـِوى لَهيبِ
فَقُــل لِلخَيــلِ وَالأَبطـالُ شـوسٌ
أَلا كُــرّي وَقُــل لِلشـَمسِ غيـبي
وَبَــرِّد حَــرَّ أَحشـاءِ المَـوالي
وَخَضــخِض لُجَـةَ العَلَـقِ الصـَبيبِ
وَبَــدِّد شــَملَ آمــالِ الأَعـادي
وَطَــأ تيجـانَ أَربـابِ الصـَليبِ
وَســُمهُم إِن يَغُضـّوا أَو يَعَضـّوا
بِعَقـبِ الحَـربِ أُنمُلَـةَ الحَريـبِ
فَإِنَّـكَ وَالرِبـاطُ إِلـى اِغتِبـاطٍ
كَفيـلُ السـَعدِ بِالفَتـحِ القَريبِ
وَإِنّــي وَالنَســيمُ بِهـا لَذيـذٌ
لَمُشــتَمِلٌ عَلــى نَفــسٍ مُــذيبِ
لِحادِثَــةٍ تُصــَدِّعُ مِــن صـِفاتي
مُكَـــدِّرَةٍ صــَفاءً مِــن قَليــبِ
فَهـا أَنـا أَلحَـظُ الأَيّـامَ شَزراً
وَأَرميهــا بِطَــرفِ المُســتَريبِ
وَأَشـكو لَـو شـَكَوتُ إِلـى مُصـيخٍ
لَيــالِيَ لا تُــوَقِّرُ مِــن مَشـيبِ
تَمَشــّى تــارَةً مَشـِيَ السـَبَنتى
وَآوِنَـــةً تَــدِبُّ دَبيــبَ ذيــبِ
وَكُنـتُ مَتى اِستَرَبتُ مِنَ اللَيالي
فَزِعــتُ إِلــى ثَـبيرٍ أَو عَسـيبِ
إِلـى جَبَـلٍ أَصـُدُّ بِـهِ العَـوادي
وَأَقتـادُ المُنـى قَـودَ الجَنيـبِ
أَظَــلُّ بِــهِ أُنـادي مِـن بَعيـدٍ
وَأَلتَمِــسُ المَطـالِبَ مِـن قَريـبِ
فَيـا مَلِـكَ المُلـوكِ وَلـي لِسانٌ
يُشـيرُ بِـهِ البَنـانُ إِلـى خَطيبِ
يَفُــضُّ بِكُــلِّ قافِيَــةٍ خِتامــاً
وَيُفعِــمُ كُــلَّ نـادٍ ريـحَ طيـبِ
دُعــاءٌ لَـو دَعَـوتُ بِـهِ جَمـاداً
لَهَــزَّ مَعـاطِفَ الغُصـنِ الرَطيـبِ
وَمِثلــي هَـزَّ مِثلَـكَ ثُـمَّ أَصـغى
عَلــى ثِقَـةٍ يُصـيخُ إِلـى مُجيـبِ
وَرَدَّدَ فيـــكَ نَظرَتَـــهُ رَجــاءً
كَما اِلتَفَتَ العَليلُ إِلى الطَبيبِ
إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي. شاعر غَزِل، من الكتاب البلغاء، غلب على شعره وصف الرياض ومناظر الطبيعة. وهو من أهل جزيرة شقر من أعمال بلنسية في شرقي الأندلس. لم يتعرض لاستماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله. قال الحجاري في كتابه (المسهب): (هو اليوم شاعر هذه الجزيرة، لا أعرف فيها شرقاً ولا غرباً نظيره)