
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَهـى عـاذِلي المَحبوبِ لا يُدنِني وُدّاً
مَخافَـةَ لَمسي الثَغرَ أَو لَثمي الخَدّا
وَلَـم يَدرِ أَنّي مُذ وَفي رُغمِهِ الوَعدا
دَنَوتُ وَقَد أَبدى الكَرى مِنهُ ما أَبدى
فَقَبَّلتُـهُ فـي الثَغرِ تَسعينَ أَو إِحدى
وَذَلِــكَ ثَغــرٌ أَودَعَ اللَــهُ حِكمَــةً
بِـهِ الـدُرُّ مَعقوداً مِنَ الشَهيدِ بِدعَة
فَآنَســتُ مِمّــا فيـهِ راحـاً وَراحَـةً
وَأَبصــَرَت فــي خَـدَّيهِ مـاءً وَخُضـرَة
فَما أَملَحَ المَرعى وَما أَعذَبَ الوَردا
فَمِـن نـارِ وَجـدي حَيـثُ كانَت شَديدَةً
وَعَظُـمَ شـُعاعُ القَلـبِ إِذ صـارَ جَمرَة
وَحَكَـمَ اِجتِـذابَ النـارِ لِلما طَبيعَةً
تُلهِــبُ مـاءَ الخَـدِّ إِذ سـالَ حُمـرَة
فَيا ماءُ ما أَذكى وَيا نارُ ما أَندى
وَمِــن عَجَــبِ أَنّــى تَقيــهِ فَتكَــهُ
هَمَمـــتَ بِتَركِيِّـــهِ وَعِــزَّةَ مُلكِــهِ
وَهـا أَنـا فـي بُـؤسِ الغَرامِ وَضَنكِهِ
أَقــولُ لِنــاهٍ قَــد أَشـارَ بِتَركِـهِ
لَقَـد زِدتَنـي فيمـا أَشـرَت بِهِ زُهدا
وَمالَـكَ تَنهـاني وَقَـد بَلَـغَ الظَمـا
نِهـايَتُهُ القُصـوى وَلَـم أَجِـدِ الذَما
وَلا حَيتَنـي فـي حُـبٍّ أَهيَـفَ قَـد سَما
فَلِـمَ لا نَهَيـتُ الثَغرانِ يَعذَبُ اللَمى
وَلَم لا أَمَرتَ الصَدرَ أَن يَكتُمَ النَهدا
وَمـا راعَنـي مِـن ذَلِـكَ الظَبي قُسوَةً
وَقَــد بِعتُــهُ نَفســي كَـأَنّي سـِلعَة
فَأَصــبَحَ لا تُلهيــهِ مِنّــي تِجــارَةً
وَأُقســِمُ مــا عِنـدي إِلَيـهِ صـَبابَة
وَكَيـفَ وَجورُ الشَوقِ لَم يَبقَ لي عِندا
فَـإِبرَةُ إِدريـسَ عَلـى الصـَدغِ نَمنَمَت
وَإِن عَصـا موسـى لِـذا القَدِّ قَد حَكَت
وَعَينــايَ لِلطوفــانِ حـاكَت وَقَلَّـدَت
وَفـي القَلـبِ نيـرانُ الخَليلِ تَوَقَّدَت
وَمـا ذُقـتُ مِنهـا لا سـَلاماً وَلا بَردا
عبد اللطيف الصيرفي.ناظم، من أهل الإسكندرية، مولداً ووفاة. خدم الحكومة في بعض الوظائف، ثم استقال واشتغل بالمحاماة.له (ديوان الصيرفي-ط).