
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلـى حَيـث أَلقَـت رَحلهـا أُم قشـعم
تـوجه فَمـا فـي النـاس مِـن متـدم
وَوَدع وَفــارق أَرض مَصــر وَلا تَعُــد
فَهَــذا فــراق خَيــر عيـد وَمَوسـم
وَمـا وَاحـد فـي النـاس يُبدي تَلَفاً
عَلَيــــكَ وَلَكــــن زودك بِأَســـهُم
وَلا تغــترر بِالنـاس عِنـدَ وَداعهـم
فَهُـم أُمـم راعـوا المَـودة بِـالفَم
وَفَيهــم قُلــوب أَفعمــت بِكَراهــة
لِأَنـــك فيهُـــم كُنــت أَول أَرقَــم
وَدَمعهمــو إِذ ســالَ مـاء قُلـوبهم
وَكُــل إِنــاء فــاضَ عِنــدَ تَفعــم
وَمــا ســرهم إِلا بِعــادك عَنهمــو
فَنـالوا مِـن العَليـا عَظيم التَقَدُم
وَمـا دُمـت فيهـم فَالعَـذاب مُحيطهم
وَلَكنهــم بَعــدَ النَـوى فـي تَنعـم
جَنحــت إِلـى بـاريس تَبغـي تَقُـدماً
وَلَكـن بانجـاز إِلـى الطُـرق تَنتَمي
وَتِلــكَ بــداء عـز فـي مَصـر طبـه
فَســافَرت باريســاً لِطــب وَمَغنَــم
وَبـاريس لَمـا أَن رَأَتـك لَقَـد بَكَـت
قُــدومك فيهــا كــانَ أَول مــأتم
فَيـا وَيلَهـا حـل العَـذاب بِأَهلِهـا
وَســَوف يَعـم الجيـل بَعـدَ التَعَلُـم
فَــأَنتَ أَبــو جَهــل وَجَبلـك مـورث
وَمَـن خـالف الآبـاء في الجَهل يَظلم
وَرثــت مِــن الآبــاء كُــل وَضـيعة
وَفقـت عَلَيهُـم فـي الخَنـا وَالمَحرم
وَمَهمـا يَكُـن عِنـد امـرئ مِن خَليقة
وَإِن خالَهـا تَخفـي عَلى الناس تَعلم
وَلا تَنتَظــر نَبـل المَعـالي برحلـة
فَجفـن المَعـالي عَـن وُجودك قَد عَمى
وَمَسـعاك فـي نَيـل المَعـالي مَخيـب
وَإِن جَلـت فـي الـدُنيا فَغَيـر معظم
وَفيــكَ خِصــال لَـو تُبـدي قَلبلهـا
عَلى العَذب صارَ العَذب صابَ بن عَلقم
وَلَـو كـانَ مَكتـوب مِـن اسمك أَحرُفاً
عَلـى المسـك صـار المسك غَير مقوم
وَفـي اسـمك مَأوى السُم لَو نَطقت بِهِ
جَميـع الـوَرى مـاتَت عَلى غَير مَأتم
وَآدم لَـو يَـدري بِأَنـك فـي الـوَرى
ســَتَبقى لا ودى الخصـينتين بِمعـدم
وَطَلـــق حَـــواء طَلاقـــاً مثلثــاً
وَهَـــذا طَلاق وَاجـــب لَــم يَحــرم
لِأَنــك قَــد صــَيرته بِــكَ عاصــِياً
وَصــــَيَرت إِبليســـاً عَـــدواً لِآدم
وَصــــارَ بَخيلاً بِالســـُجود لِأَنَّـــهُ
رَآك بِمــــأواهم بِـــأَمر محتـــم
وَفيــكَ سـَفاح الجاهِليـة لَـم يَـزَل
لَــهُ لبــد أَظفــاره لَــم تقلــم
لَعَنـت بِلَعـن اللَـه مـا دامَ قادِراً
وَمُتَصــِفاً دُنيــا وَأُخــرى بِمنعــم
وَمَــن كـانَ يَرضـي أَن تَكـون محبـه
يَــدرس بِأَنيــاب وَيوطــأ بِمنســم
فَلا زِلـت بِالضـَراء فـي الأَرض مُفسِداً
لَـكَ الشـَر مَهمـا سـِرت أَعظَـم تَوأم
وَلا زِلــت مَــذموماً لِمَصـر مُفارِقـاً
وَفــي غَيرِهــا لا زِلـت غَيـر مُكـرم
وَلا رَدَكَ اللَــه إِلَــيَ مَصـر تانِيـاً
وَقَـد ذُقـت مِـن بَحر الرَدى شَر مطعم
وَدامَ لَــكَ الفعـل الـذَميم مُؤرِخـاً
إِلَيــكَ عَــذاب وافــر فــي جَهَنَـم
أحمد بن محمد بن أحمد عبد الحق القوصي.زجال مصري، له اشتغال بالأدب ولد بقوص، وتعلم بأسيوط ثم بالأزهر ومدرسة دار العلوم بالقاهرة، وعانى التدريس، واشترك في تحرير بعض المجلات، وانشأ جريدة النجاة الأسبوعية - لقيت اقبالاً، ثم مجلة (السبعة ودمّتها) وفي هذه ظهر نبوغه في الزجل، امتازت أزجاله بالمعاني الاجتماعية والأخلاقية في قالب فكاهي شعبي رقيق.له (ديوان-ط) احتوى على بعض ما كتب من زجل وشعر، توفي بالقاهرة.