
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا دَهـر جَـل الخَطـب كَيفَ تَعللى
وَكَيــفَ سـُروري وَهُـوَ عَنـي بِمَعـزل
وَأَنــتَ خَــؤون لا تَــزال مُعانِـداً
وَعَـن فعـل مـا قَـد رَمَت لَم تَتَحول
تَصــول وَتَسـطو بِـالخُطوب وَلِلـوَرى
تَريــش ســِهاماً ضـَمَها شـَر مَقتَـل
فَمـا وَاحـد فـي الناس أَصبَح آمِنا
وَمـا أَن أَرى مِنـكَ الغِواية تَنجَلي
فَمـا كـانَ يَصـفو الود مِنكَ لِواحد
وَلا نــالَ مِنـكَ القَصـد كُـل مُؤمـل
جَعَلـت المَنايـا لِلبَرايـا حَبائِلاً
فَكَـم صـَدت مِـن أَعلى الأنام وَأَسفَل
وَأَوقعـت فـي فَـخ الأَسى كُل مَن عَلا
كَجلمـود صـَخر حَطَـه السـَيل مِن عل
وَأَخفَيـت مِنـا ماجِـداً بَعـدَ ماجـد
بِسـقط اللَـوى بَيـنَ الدُخول فَحومل
وَكَـم جَـرَت حَـتى لَـم تَـدَع لِمؤمـل
لَــدَى السـتر إِلّا لَبسـة المُتَفَضـل
وَكَـم مِنـكَ غـدر صَير الطَفل شائِباً
وَكَـم مِنـكَ لِلعَليـا عَفـا كُل مَنزل
وَكَـم أَنـتَ أَهلَكـت الألـى وَجَعَلتهم
بَعيـد التَسـامي فـي حَضيض التَسفل
وَكَـم حادِثـات مِنـكَ كَـرب بِجَيشـِها
عَلي الخَلق فَاِنقادوا لِطوع التَذَلل
فَـأَبن أَنـو شـَروان كِسـرى وَقَيصـر
وَأَيــن نَــبي لِلـوَرى خَيـر مُرسـل
وَأَيـن شـَفيق نَجـل مَنصـور مِن عُلا
بِهمتــه العَليــا لِمَجــد مُؤثــل
هُـوَ العلـم الفَرد الَّذي نالَ شُهرة
وَكَــان بِعَـرش الفَضـل خَيـر مُبَجـل
وَكَــان جَميـع القُطـر مُفتَخـر بِـهِ
فَأَضـحى كَثَكلـي حُزنـه غَيـر منجلى
وَكــانَ خَـبيراً بِالسِياسـة عالِمـاً
وَيَحكُــم أَحكامــاً بِغَيــر تَقــول
وَقَـد كـانَ فـي الـدُنيا لِكُل قَضية
أَبـا حسـن مِـن رَأيـه فَصـل مُشـكل
وَمُـذ فـارق الـدُنيا وَفارق أَهلَها
بَكَـت أَعيُـن العَليـا بِـدَمع مُهطـل
وَحَــق لَهــا تَبكــي عَلَيــهِ لِأَنـه
أَبوهـا المربـى فـي حُجور التَجَمُل
وَلَيـسَ عَلَيها اللَوم إِن كَثُر البُكا
فَلَيـسَ الشـَجي بَينَ البَرية كَالخلى
وَقَـد نـاحَت الأَقلام مِـن بَعـد فَقده
وَسـارَت بِحُـزن فـي سـَبيل التَعَلُـل
وَكَـم أَظهَـرت فـي أَنَّهـا وَصـَريرها
أَسـى وَجـوي عَنهـا بَعيـد التَرحـل
وَكَـم لَبسـت ثَـوب الحِـداد تَأسـفاً
عَلَيـهِ وَكَـم تَشـكو الضـَنا بِتَـذلل
وَكَتـب المَعـالي مَزقـت ثَـوب عزها
وَشـَقَت جُيوبـاً بَعـد طُـول التَحَمُـل
قَضـى نحبـه بَين البَرايا وَقَد قَضى
عَلَــي بِــأَنواع الهُمـوم لَيَبتَلـي
وَكَـم دَمـع عَينـي حَسـرة قَد أَسلته
عَلـى النَحـر حَتّـى بَل دَمعي مَحملي
وَبَيـت صـَفائي صـارَ بِالحُزن دارِساً
وَهَــل عِنـدَ رَسـم دارس مِـن معـول
فَلَـو كـانَ يَغـذى بِـالنُفوس فَدَيته
وَلَكــن قَضــاء اللَـه غَيـر مبـدل
وَيـا لَيتَنـي قَـد كُنـت رَوضاً أَضمه
وَأَحظــى بِــأُنس مِـن شـَريف مكمـل
وَلَكـــن هَــذا مُســتَحيل وُجــوده
وَأَن كـانَ لا يَأبـاه مَـأوى التَخيل
وَإِنــي أَعـزى فيـهِ مَصـر وَأَهلَهـا
خُصوصـاً أَبـاه مَـن سـَما فـي تَفَضل
وَقَــد عَظـم اللَـه الأُجـور بِفَقـده
وَمِـن رَحمـة قَـد نـالَ أَعـذَب منهل
وَمُنــذُ تَبـدى رَحمـة اللَـه أَرخَـت
شـَفيق لَـكَ الفَـردوس أَكـرَم مَنـزل
أحمد بن محمد بن أحمد عبد الحق القوصي.زجال مصري، له اشتغال بالأدب ولد بقوص، وتعلم بأسيوط ثم بالأزهر ومدرسة دار العلوم بالقاهرة، وعانى التدريس، واشترك في تحرير بعض المجلات، وانشأ جريدة النجاة الأسبوعية - لقيت اقبالاً، ثم مجلة (السبعة ودمّتها) وفي هذه ظهر نبوغه في الزجل، امتازت أزجاله بالمعاني الاجتماعية والأخلاقية في قالب فكاهي شعبي رقيق.له (ديوان-ط) احتوى على بعض ما كتب من زجل وشعر، توفي بالقاهرة.