
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِروحــي فَتـاةً فَتَنَـت مُهجَـتي هَجـراً
أَرى كُــلَّ لَــومٍ فـي مَحَبَّتِهـا هِجـرا
مَليكَـــةُ حُســنٍ ســودُها وَقَوامُهــا
يُسـَوِّدانِ بيضَ الهِندِ وَالصَعدَةِ السَمرا
وَمـا الشـَهدُ إِلّا مـا حَـوَتهُ بِثَغرِهـا
عَلـى أَنَّـهُ فـي فِعلِـهِ أَسـكَرَ الخَمرا
لَهـا اللَـهُ خَـوداً اَن تَغَنَّـت وَأَسفَرَت
وَماسَت أَرَتنا الوَرَقُ وَالغُصنُ وَالبَدرا
أَمـا وَالضـُحى وَاللَيلُ مِن نورِ وَجهِها
وَطَرَّتهــا أَنّـي نَظَمـتُ بِهـا الِشـعرا
وَفــي بَحـرِ حَبيبِهـا سـَفائِنُ مُهجَـتي
جَـرَت بي وَبِاِسمِ اللَهِ طابَ لِيَ المَجرى
وَوَجــدي بِهــا وَجـدٌ عَظيـمٌ كَرِدفِهـا
وَجِسـمي يُحـاكي فـي نَحـافَتِهِ الخَصرا
وَفــي حُبّــي العُــذرِيِّ عُـذري واضـِحٌ
بِخَلـعِ عِـذاري في الَّتي لَم تَزَل عُذرا
وَأَرضـى يَكـونُ الخَـدَّ أَرضـاً لِمَن غَدَت
سـَماءَ عَلـى كُـلِّ الغَـواني وَلا نَكـرا
وَأَجـرى وَلا أَجـراً حَـوى دَمـعَ أَعيُنـي
عَـذولٌ لَحـاهُ اللَـهُ مِـن عـاذِلٍ أَجرا
أَمـا خـافَ إِغراقَيـهِ فـي بَحـرِ مَدمَعٍ
إِذا مـاجَ يَومـاً أَغرَقَ البَحرَ وَالبَرّا
فَواكَبِــدي الحَــرُّ الهِجــرانُ غـادَةً
بِطَلعضـتِها وَالنُطـقُ تَسـتَعبِدُ الحَـرّا
وَمِـن سـَهَري لَمّـا تَـوى القَلـبُ حُبَّها
تَــوَهَّمَ قَــومٌ أَنَّنـي أَعبُـدُ الشـِعرا
تَســامَرَني الزَهـرُ الـدَراري كَـأَنَّني
أَبـو مَعشـَرٍ إِذ راحَ يَرتَقِـبُ الزَهـرا
لَعَمـرُكَ مـا عِشـقي لَهـا غَيـرَ خالِـدٍ
بِقَلــبي وَلا زَيــداً أَخـافَ وَلا عَمـرا
اَلا لَيـتَ شـِعري مـا لِجِسمي قَد اِختَفى
أَهـاروتَ عَينَيهـا بِـهِ نَفَـثَ السـِحرا
وَمـا الغُصـونُ البـانِ تَختـالُ زَهـوَةً
فَهَـل جادَها دَمعي الَّذي أَخجَلَ البَحرا
بِنَفسـي الَّـتي لا قَيـتُ في عِشقِها هَوى
عَجيبـاً يَضـيقُ الطَـرسَ عَـن طَيِّهِ نَشرا
أَقــولُ لَهـا بِالوَصـلِ جـودي فَـإِنَّني
وَحَبيبُـكَ لِلهِجـرانِ لَـم أَسـتَطِع صَبرا
فَقــالَت أَمـا يَكفيـكَ طَيـفُ خَيالِنـا
فَقُلـتُ بَلـى لَـو كـانَ لي أَعيُنَ نَكرى
وَمـا لـي وَلِتَعـبيرٍ عَمّـا جَـرى وَقَـد
جَــرى مـا بشـهِ رُسـُلُ الهَنـا تَـترا
هُنالِـكَ كُلّـي صـارَ فـي الحالِ أَعيُنا
تُشــاهِدُ مِنهــا كُــلَّ جُزئِيَّـةٍ بَـدرا
وَبِالشـامَةِ الخَضـراءِ فـي صـَحنِ خَدِّها
صـَفا عَيـشُ نَفـسٍ فـي مَحَبَّتِهـا خَضـرا
وَمَــن جـامَ فيهـا جـامَلَتني بِراحَـةٍ
وَأَشــهى حَبـابَ وَصـفِهِ يَخجَـلُ الـدُرّا
وَكَــم مَنَحَتنــي خَمـرَةً مِـن شـُعاعِها
وَحُمرَتِهـا لَـو لَـم تَـذُب خِلتُها جَمرا
وَقَـد خِلتُهـا المَرّيـخُ مِن بَعدِ مَزجِها
بَريـقٌ تَـروحُ الـراحُ مِـن مَزجِهِ سَكرى
وَواعَجَبــاً مِنهــا فَتــاةً تَـزُفُّ لـي
عَجـوزاً وَبَكـراً تَسـتَبيحُ لِـيَ البَكرا
وَبـاتَ الهَـوى يُغـري بِما لَم أَبُح بِهِ
وَيَـأبى عَفـافي أَن يُطـاوِعَ مَـن أَغرى
فَيالَـــكَ لَيلاً مَــرَّ عَيــشٌ بِــهِ حَلا
فَلِلَــهِ مـا أَحلـى وَلَلِـهِ مـا أَمـرى
نَعِمنـا بِـهِ مَـعَ نِعَـمٍ فـي خَيرِ بَهجَةٍ
تَـذكُرُنا الفِـردَوسُ وَالجَنَّـةُ الخَضـرا
إِلـى أَنَّ عَمـودَ الصُبحِ قَد نَحرُ الدُجى
فَيـا لينُـهُ مـا شـَقَّ مِن لَيلِنا نَحرا
فَقـامَت إِلـى التَوديـعِ وَهـيَ مُرَوَّعَـةٍ
مَخافَـةَ أَن يُبـدي الصـَباحُ لَنـا سِرّا
فَوَدَّعتُهـا وَالـدَمعُ مِـن نـوحِ مُهجَـتي
كَطوفـانِ نـوحٍ أَغـرَقَ السَهلِ وَالوَعرا
فَــأَذرَت عَلــى الخَــدَّينِ دُرَّ مَـدامِعٍ
كَسـاهُ اِحمِـراراً تَبِرُّ وَجنَتَها الحَمرا
نَعَـم قَـد حَلَّت تِلكَ العُهودُ الَّتي خِلتُ
فيهــا لَيتَهــا عــادَت مَـرَّةً أُخـرى
عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.