
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِروحـي مَـن بِـهِ زادَ اِفتِضـاحي
مَليـــحٌ دونَـــهُ كُـــلَّ المِلاحِ
رَشــا مِــن قَـدِّهِ مَـعَ مُقلَتَيـهِ
ثُغـارُ الـبيضِ مَـعَ سُمرِ الرِماحِ
شــَحيحَ مِــن ســَواجيهِ كَريــمٌ
يَـرى هَجـرَ المُحِـبِّ مِـنَ السَماحِ
حَمــامُ الـرَوضِ غَنّـى إِذ تَغَنّـى
وَمــا عَجَــمٌ تَغَنّــى كَالفَصـاحِ
أَقـولُ لَـهُ وَقَـد أَبدى اِبتِساما
وَطَرفــي بَيــنَ ســَكرانٍ وَصـاحِ
أَنـا فـي لَيـلٍ هَـمَّ مِـن بِعـادِ
فَبِــالتَقريبِ هَـل لـي مِنصـَباحِ
مَـتى بـابُ القِلـى يَضـحى بِغَلقِ
وَقِفـلُ الوَصـلِ يُمسي في اِنفِتاحِ
فَمَـن لـي أَن تَريـشَ جَنـاحَ صـَبِّ
صــَدوقٌ مــا عَلَيـهِ مِـن جَنـاحِ
بِجَفنــي وَالحَشــى قَـرحٌ وَجَـرحِ
فَـداوى الكُـلَّ مِـن ريـقِ كَـراحِ
غَنّـى مِـن سـِوارُهُ هَـل مِن زَكاةٍ
لِمِســـكينٍ فَقيـــرٌ كَالوِشــاحِ
حَبيـبي أَفسَدَ الهِجرانَ أَن حالي
وَغَيـرَ الوَصـلِ مـا فيـهِ صـَلاحي
مَحـامَتنُ الخُـدودِ سـُفوحِ عَينـي
وَأَضـــحى شــارِحاً حــالي لِلاحِ
إِذا مـا نَحَـت قـالَ الناسُ غَنّى
وَمـا عَرَفـوا غِنـائي مِن نَواحي
وَهَـل تُطفـي دُمـوعَ الجَفـنِ حَرّى
وَنـاري فـي الحَشى ذاتَ اِقتِداحِ
أُطـارِحُ بِالبُكـا وَبـلَ الغَوادي
وَلـي قَلـبٌ تَمَكَّـنَ فـي اِنطِـراحِ
سِراجي في الدُجى نارُ اِشتِيتاقي
وَمَـن دَمعـي اِغتِباقي وَاِصطِباحي
بِثَغــرِكَ وَالمَقــى سـُكرٌ وَسـِحرُ
وَكُــلٌّ مِنهُمــا يُبــدي صـِياحي
غَصَصـتُ بِريقَـتي مِـن فَـرطِ نَوحي
فَعَـزَّ البَـرءُ بِالمـاءِ القَـراحِ
وَزادَ الشــَوقُ حَتّـى زالَ عَقلـي
وَكـانَ مَعـي عَلـى خَطـبي سـِلاحي
فَلا أَدري هَــلِ اللُــوّامَ لامـوا
بِمَــرِّ الجَـدِّ أَم حُلـوُ المِـزاحِ
مَليـكُ الحُسـنِ سَيفُ البَينِ أَبدى
بِكُــلِّ جَــوارِحي كُــلَّ الجِـراحِ
أَلا يــا لِلبَرِيَّــةِ مِــن غَـزالٍ
غَـزا الغِـزلانَ بِالمَرضى الصِحاحِ
غَــزالٌ مـا رَعـى عَيشـاً تَقضـي
بِأَشـهى السـُؤلِ في خَيرِ البِطاحِ
يُكَلِّـــمُ أَن أُكَلِّمَـــهُ بِلَحـــظٍ
وَإِن بَكــى تَبَســَّمَ عَــن أَقـاحِ
سـَقى صـَوبَ الحَيـا عَهـداً تَقضي
بِـهِ صـَفوى عضـلى وَفقِ اِقتِراحي
وَحَيــا رَوضــَةً فيهــا حَبيـبي
شـَفى سـَقَمي عَلـى رَغمِ اللَواحي
أَتــاني زائِراً فـي خَيـرٍ وَقـتٍ
وَقـالَ إِلَيـكَ أُنسـي وَاِنشـِراحي
فَخَــدّي وَالرِضــابُ وَكُــلُّ قَـدّي
مُبــاحٌ فــي مَبـاحٍ فـي مُبـاحِ
فَبِتنــا لَيلَـةَ مـا تَـمَّ فيهـا
تَسـامى عَـن ثَنـائي وَاِمتِـداحي
نَــديمي حُســنُهُ وَالخَـدِّ نَقلـي
وَكاســي ثَغـرِهِ وَالريـقُ راحـي
إِلىـأَن طـارَ مِـن شَبَكِ الدَراري
غُـرابُ اللَيـلِ مِن أَيدي الصَباحِ
عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني.أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر.له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و(تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و(تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و(ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط)، و(العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.