
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّهــا الظُلـمُ وَالخَنـا وَالغُـرورُ
يــا خَــداعاً تَعـفُّ عَنـهُ الشـُرورُ
يــا كُنـوداً وَيـا محابـاةَ قَـومي
يــا صـُدوراً يَـدُبُّ فيهـا النُفـورُ
يــا خِصــاماً يــا مُنكـراتَ بِلادي
يــا رِيــاءً يـا حِطَّـةً يـا فُجـورُ
إِقرِبـي مـا اِسـتَطَعتِ من كُبِر نَفسي
أَنــا صــدري رحـبٌ وَقَلـبي كَـبيرُ
لــيَ نَفــسٌ كَــالبَحرِ ذات اِتِّسـاعٍ
فَلُبـــابٌ يُلقـــى بِهــا وَقشــورُ
تَبصــقُ الرجــس عَـن عفـاف وَطُهـر
وَاللآلـــي تَبقــى بِهــا فَتَغــورُ
لا يغرَّنــــكَ أَنَّنــــي مُســــتَكنٌ
فَـــإِلى ثَـــورَةٍ ســُكوتي يُشــيرُ
وَاِســـتَريبي إِذا ســَمِعتِ زَفيــري
إِنَّ فــي صــَدريَ الزَفيــرَ زَئيــرُ
إِقرَبـــي إِقرَبــي فَــآلامُ نَفســي
جمــرَةٌ يســتَطيرُ مِنهــا السـَعيرُ
جَمـــرَةٌ فــي بُركانِهــا تَتَلَظّــى
شاخِصــاتٌ إِلــى لَظاهــا الـدهورُ
يــا بِلادي كَفــاكِ هــزءاً بِنَفسـي
إِنَّ نَفســـي حســـامُكِ المَطـــرورُ
لا تَقــولي قَـد أَحرَقَتهـا البَلايـا
كــلُّ نَفــسٍ لَــم تَحتَـرِق لا تُنيـرُ
أُترُكينــي أُنشــد أَغــانِيَ حُبّــي
أَنــا بِــالحُبِّ وَالأَغــاني فَخــورُ
إِنَّ شـعري أَبقـى مـن التـاجِ عمراً
ذلِـــكَ التــاج لِلــزَوالِ يَصــيرُ
كَــم أَميــرٍ وَكَــم مَليـكٍ تَـوارى
وَطَـــــوَته دُجنَّـــــةٌ وَقبــــورُ
وَالمَعَــرّي الضـَرير مـا زالَ حَيّـاً
وَفَقيــراً كــانَ المَعـرّي الضـَريرُ
يــا نفوسـاً تَطَـوَّرَ البَـأسُ فيهـا
أَيــنَ يَــأوى حُســامُكِ المَشــهورُ
لَيـسَ يُجـدي حِلـمٌ وَلا الليـنُ يُجدي
لِنُفــــوسٍ شـــعارُها التَـــدميرُ
خُلــقَ المجــدُ لِلقَــديرِ فَجــدّوا
لا ينـــالُ الرقـــيَّ إِلّا القَــديرُ
وَرِدوا العِلــمَ إِنَّ العِلــمِ نـوراً
وَاِنفُضوا الجَهلَ لَيسَ في الجَهلِ نورُ
هــذهِ التُربَــةُ الَّــتي أَنشـَأَتكُم
عـــاثَ فيهـــا مســـوَّدٌ مَــأجورُ
فَاِنفُضــوها فَفــي ثُراهــا نُضـارٌ
وَغِنـــاكُم نُضـــارُها المَـــذخورُ
مــا نُجيــبُ الأَبنـاءَ إِن سـَأَلونا
أَيَّ أَرضٍ أَنَرتُــــمُ يـــا بُـــدورُ
أَيَّ عــــارٍ خَلَّفتُــــمُ لِفِــــراخٍ
رغــب الــذلُّ فيهِــم يــا نسـورُ
أَنُطيـــقُ الحيــا وَنَحــن شــُيوخٌ
شـــَرفٌ فـــي صـــُدورِنا وَشــعورُ
عُجَّـــزٌ لا نَصـــيرَ يَـــدفَعُ عَنّــا
مــا نُقاســي مـا لِلـذُنوبِ نَصـيرُ
اَيُّهـا الفَجـر يـا سـِراجَ البَرايا
عَجَبــاً مِنــكَ كــلَّ يَــومٍ تَــزورُ
كَيـفَ لـم تَسـأمِ الوجـودَ المحابي
أَتُـــرى أَنـــتَ مِثلَـــهُ شـــَرّيرُ
أَيَّ يَـــومٍ زُيــوتُ نــورِك تَخبــو
وَعَلـــى ســـُنَّةِ الضــِياءِ تَثــورُ
وَتَـــزجُّ الوجـــودَ فــي ظُلُمــاتٍ
مُســتَبَدٌّ فــي بُردِهــا الــديجورُ
إِنَّ هــذا الوُجــودَ أَمســى مُسـِنّاً
وَشــَقِيّاً أَمســى الوُجـودُ الخَطيـرُ
رثَّ فيــهِ خُلــق الرجــال وَرَثَّــت
نَـــزَواتُ العُلـــى وَرَثَّ الضــَميرُ
لَيــــسَ فيـــهِ إِلّا خـــداعٌ وَزورٌ
وَبليّـــــــاتِهِ خــــــداعٌ وَزورُ
خَلــفَ الــتيسُ فـي ليثـاً هَصـوراً
وَيــحَ تيــسٍ يُنـامُ عَنـهُ الهصـورُ
عَبثــاً نرتَجـي الصـِيانَةَ مـا لَـم
تَتَمَــزَّق عَــن الرِيــاءِ الســتورُ
قَـد أَقَمنـا عَلـى الجَهالَـة عَهـداً
وَعلــى الجَهــلِ لا يُقيـمُ البَصـيرُ
أَوَلَســــنا وَرّاثَ أَقـــدَم مجـــدٍ
فــي يَــدينا صــَليلُهُ وَالصــَريرُ
أَوَلَســـنا وَرّاثَ شـــَعبٍ أُنيـــرَت
بِتَعـــاليمُه الهـــداةِ العصــورُ
عَبــدوا الفَــنَّ نَيِّــراً وَعَبَــدنا
تَرَّهــــاتٍ شـــِعارُها التَبـــذيرُ
مــا تَبَقّــى لَنـا مِـن الفَـنِّ إِلّا
ذِكرَيــاتٌ هِــيَ النِــزاعُ الأَخيــرُ
أُمَّــــةً كـــانَتِ البِلادُ فَأَمســـَت
أُمَّـــةً مــا دَرَت بِمَــن تَســتَجيرُ
يُســتَبَدُّ الغَنِــيُّ فيهــا وَيَعمــى
عَنـهُ كـلُّ الـوَرى وَيَشـقى الفَقيـرُ
فـي ذُراهـا وَفـي السـَواحِل يَجـري
مِــن عــروقِ الجُـدودِ مـاءٌ نَميـرُ
فَاِســجُدوا لِلأَثيــرِ فيهـا وَصـَلّوا
فَلُهــاثُ الأَجــدادِ هــذا الأَثيــرُ
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.