
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا حيلَـةُ المَفئودِ فـي حُسـّادِهِ
إِمّــا اِســتَبَدَّ بِـهِ طَغـامُ بِلادِهِ
صـَدَمَتهُ عاصـِفَةُ الزَمـانِ فَقَوَّضـَت
بَيتـاً بِنـاهُ عَلـى رَجـاءِ فُؤادِهِ
بَيتــاً أَوَت فيـهِ مَـواكِبُ وَحيِـه
وَتَمَشـــَّت الأَحلامُ بَيــنَ عِمــادِهِ
قَصـَدَته آمـالُ الشـَبابِ وَطالَمـا
كـانَت عَـذارى الحُـبِّ مـن قُصّادِهِ
حَـوِّل عُيونَـك عَـن مُشـاهِدِه فَلَـم
تُبـقِ الحَـوادِثُ مِنـهُ غَير رَمادِهِ
مـا شـادَهُ ربُّ التَسـاهُل وَالوَفا
إِلّا لِيَهـــدِمَهُ عَلـــى عبّـــادِهِ
أَوَلَسـتَ تَسـمَعُ كَيـفَ يُنشـَد مثخنٌ
تَتَصـاعدُ الزَفـراتُ مِـن إِنشـادِهِ
هــذا فُــؤادي تُسـتَباحُ دِمـاؤُهُ
مُســتَقطراتٍ مــن جِــراحِ ودادِهِ
قـالَ الحسـودُ غداةَ أَبصَرَ مَدمَعي
يَجـري بِـهِ بَصـَري بِملـءِ سـوادِهِ
هـذا ضـَعيفٌ لا يَميـلُ بِـهِ الهَوى
إِلّا وَيعزفـــه عَلـــى أَعــوادِهِ
يـا عـاذِلي لَيسَ اِعتِقادُك مُحكَماً
بِالشـاعِرِ البـاكي عَلـى أَمجادِهِ
فَالشـِعرُ لَـو أَدرَكـتَ وَحي حَقيقَة
وَالشـاعِرُ الرَسـّامُ طـوعُ قِيـادِهِ
لــي مَــوطِنٌ عــاثَت بِـهِ أَولادُهُ
فَبَكَـــت حُشاشــَتُهُ عَلــى أَولادِهِ
يَحيـــا أَمـــامَ عُيــونَهُ جَلّادُه
وَيَمـــوتُ لاثـــمَ قَبضــَتي جَلّادِهِ
نَظّــارُهُ وَهُــمُ شــعاعُ عُيــونه
يَتَطَوَّعــونَ اليَــومَ لاِســتِعبادِهِ
جُبَنــاءُ لا يَتَقَيَّــأونَ بِحُكمِهِــم
إِلّا مُراعـــاةً لَـــدى أَســيادِهِ
لا بَــأسَ عِنـدَهُم إِذا لَعِبـت بِـهِ
أَفــرادُه وَأذاهُ مــن أَفــرادِهِ
فَهـم الـذِئابُ وَفـي سَبيل وَظيفَةٍ
تَمشــي أَظـافِرُهُم عَلـى أَكبـادِهِ
لَهفـي عَلـى وَطَـنٍ تُضـامُ أُبـاتُهُ
وَيَسـودُ فيـهِ النَـذلُ بِاِستِبدادِهِ
لَبِسـتُ غَرابيـبُ الغِنـى أَبـرادَه
وَتَجَنَّـــدَ المُــثريُّ لاِستِشــهادِهِ
فــي مَـوطِني شـَعبٌ يَـبيعُ بِفضـَّةٍ
شـَعباً يُقيـمُ عَلـى رُبـى أَجدادِهِ
يَجتَــرُّ عَـن ظَمَـأٍ نطـافَ دمـائِه
وَيريــشُ نبلتــه عَلـى أَجسـادِهِ
مَـن يَسـتَرِق قَومـاً يَعيشُ بِمالِهم
فَلتَبصـُقِ الـدُنيا عَلـى أَلحـادِهِ
اعـروسَ شعري يا صَدى قَلبي الَّذي
حـالَت عَبيـدُ الظُلـمِ دونَ جِهادِهِ
كـوني شـُعاعاً فـي سَراج صَبابَتي
فَالنــاسُ عامِلَـة عَلـى إِخمـادِهِ
كــوني حُســاماً لا يَمـلُّ غرابُـه
لِتَخُلِّصـي المَسـجونَ مـن أَصـفادِهِ
وَاِمشـي بِأَعصـابِ الحَقودِ وَأَضرِمي
نـارَ السـَلامِ تـدبُّ فـي أَحقـادِهِ
وَتَبَســَّمي لــدمٍ أُذوِّبــه علــى
قَلَمــي الَّــذي خَلَّـدَتهُ بِمـدادِهِ
وَكَما هَديتِ أَبا نواس إِلى العلى
فَاِهـدي فُـؤادي فهـوَ من أَحفادِهِ
فـي صـَوتِكِ السـاجي لبانة عامِل
يَسـمو بِها في الحُزنِ عَن أَضدادِهِ
مــا لامَسـَت قَلـبي سـحابَةُ علـةٍ
إِلّا وَكــانَ غنــاكِ مــن عَـوّادِهِ
أَعــروسُ شـِعري فـي بِلادي نـزوَةٌ
سـَلَبت مِـن المَفئودِ عـذبَ رُقادِهِ
لُبنـانُ يرضـى شـوكِه تاجـاً لَـهُ
وَيُــذيبُ نقمتــهُ علــى أَورادِهِ
كَـم فـي رُبـى لبنان من مُتَشاعرٍ
نـامي الفَسـادَ مُفـاخِرٍ بِفَسـادِهِ
يملـي الَّـذي أَملاهُ غَيـرُ يراعـه
وَيَقـولُ ذا شـعري ووحـيُ رشـادِهِ
أَيَعيـشُ فـي الماضي وَيَترك غَيرَه
يَبنـي الجَديـدَ عَلـى رُسومِ بِلادِهِ
وَيُفـــاخِرونَ بِـــهِ لِأَنَّ نســيجَه
كَنَســيجِهِم وَمُرادُهُــم كَمُــرادِهِ
فَهــم الَّـذين يُقَدِّسـونَ قَـديمَهُم
لا يَــترُكونَ الـرَثَّ مـن أَبـرادِهِ
لا يَفتَــأونَ يــردّدونَ بِجَهلِهِــم
مــا تنتـنُ الآذانُ مـن تـردادِهِ
أَيـنَ الأُلـى رَفَعـوا أَريكَـةَ عزِّه
وَبَنـوا مَغاني المَجد فَوقَ نجادِهِ
الجالِســونَ عَلــى عـروشِ جَلالِـهِ
وَالمــالكونَ عَلـى ذُرى أَطـوادِهِ
اللابســـونَ بســـطوةٍ أَبــرادَهُ
وَالمُضـرِمونَ البَـأسَ فـي أَجنادِهِ
ذَهَبـوا وقد بَذروا سَنابِل زرعِهِم
فَتَســارَعَت غِربانُنــا لِحِصــادِهِ
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.